رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضياع حلم العمر.. ضحايا الجامعات غير المعترف بها يتحدثون لـ«الدستور»

طلاب
طلاب

تخيل أن تدرس الكلية التي اخترتها في جامعة أجنبية في الخارج، ويكون حلمك هو لحظة التخرج حتى تعادل شهادتك بأخرى داخل مصر، فتكتشف أن الجامعة التي درست بها لعدد من السنوات غير معترف بها هنا.

ذلك هو حال العديد من الطلاب الذي يقدمون للدراسة في جامعات أجنبية وتمر السنوات وهم في اعتقادهم أنها تعادل الشهادات هنا، حتى تأتي لحظة التخرج ويكتشفون عقب عودتهم أنها جامعات وهمية غير معترف بها.

يؤكد على ذلك بيان المجلس الأعلى للجامعات الخاصة، والذي أعلن فيه أن جامعتي القاهرة وعين شمس قامت بعمل اختبارات تحديد المستوى للطلاب من الجامعات الأجنبية مؤخرًا الذين يرغبون في التحويل إلى جامعات خاصة وأهلية.

وحذرت من أنها لا تقبل أي شهادات من أي جامعات أجنبية غير معتمدة أو معترف بها وفق القانون، وهي الجامعات التي يوافق عليها المجلس الأعلى فقط، وغيرها يرفض معادلته أو الاعتراف بالكيان التعليمي الآتي منه.

وسبق خلال مارس الماضي تشكيل التعليم العالي للجنة رصد إعلامى لتلك الكيانات غير المعترف بها، لرصد جميع الأنشطة التسويقية للكيانات الوهمية التعليمية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذلك للعمل على حصرها وحماية الطلاب منها وتعمل اللجنة على إعداد تقرير دوري يقدم بشكل أسبوعي إلى الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، وذلك لاتخاذ ما يلزم من تحذيرات للطلاب تجاهها.

وبالفعل فإن تلك الكيانات لها ضحايا من الطلاب، والذين تغريهم أسمائها اللامعة وأنها خارج مصر، ما بين الكندية والإيطالية، استمعت «الدستور» لحكايات البعض منهم وكذلك القانون الذي يحكم تلك العملية.

إعلان يتكون من سطرين، أغرى عبدالرحمن.ن، شاب عشريني، أنهى مرحلة التعليم قبل الجامعي خلال العام 2020، وبدأ يطلع على المنح والجامعات المتاحة، فوجد جامعة في ولاية «ميتشجان» الأمريكية.

يقول: «بساطة الشروط أغرتني ودفعتني للتقديم بتلك الجامعة، حيث أن السفر والإقامة لمدة عامين تتكفل بها الجامعة ولا ندفع سوى المصاريف، ويتم الدراسة لمدة عامين فقط هنا ثم الرجوع وإجراء معادلة واستكمال التعليم الجامعي في مصر».

يضيف: «قدمت أنا وبعض الزملاء وتم قبولنا جميعًا ودفع تكلفة السفر، الجامعة ليست وهمية ولكنها غير معترف بها داخل مصر ولا يتم عمل معادلة للشهادة الخاصة بها، بسبب أنها ليست معتمدة هنا».

علم عبدالرحمن ذلك بعدما بدأوا مراسلة الجامعات هنا والأعلى للجامعات قبل انتهاء العام الثاني من الدراسة أي في آواخر 2021 الماضي، ليتفاجئوا أن الجامعة غير معترف بها وعليهم التقديم بشكل منفرد إذا رغبوا في الدراسة الجامعية هنا.

أوضحت وزارة التعليم العالي، أنَّ هناك أكثر من فرع لجامعات دولية موجودة على أرض مصر منها ما هو تمّ إنشاءه بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومنها ماهو موجود بالقاهرة الكبرى، ومنها ما هو موجود بفروع الجامعات الأهلية الجديدة الموزعة على عدد من المحافظات.

أغسطس العام 2021، أصدرت وزارة التعليم العالي بيانا مهما بقائمة تضم عدد من الجامعات الأجنبية المعترف بها، مؤكدة أن أي شهادات خارج تلك الجامعات لا يتم معادلتها في مصر أو الاعتراف بها.

وشملت القائمة: «الجامعة الدولية كونفنتري البريطانية، جامعة هرتفورد شيرد البريطانية، الجامعة الألمانية، جامعة البرنس إدورد الكندية، جامعة إسكلسا الدولية الجامعة الأمريكية في أمريكا وفروعها بمصر».

وقال البيان: «تلك هي الجامعات الخاصة المعتمدة دوليًا في مصر 2021، والمعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات الحكومية والخاصة، وأن العمل بها يخضع لاتفاقيات مشتركة، ولها قانون خاص بها».

عبدالرحمن ليس حالة منفردة، ولكن زياد.خ، شاب عشريني آخر، كان له تجربة أكثر قسوة مع تلك الجامعات، التي لا تعلن أن شهادتها غير معدلة في مصر، ولا يتم الاعتراف بها، حيث أرفق أوراقه في العام 2017 بجامعة تسمى الجامعة الدولية بأمريكا اللاتينية خارج مصر.

يقول: «الجامعة يروج لها عدد من الأكاديميين الأجانب على مواقع التواصل الاجتماعي بإنها تقبل طلاب من كل أنحاء العالم، للدراسة بالكلية التي يختارونها لمدة 4 سنوات، ثم العودة إلى بلادهم وإجراء معادلة لتلك الشهادة».

يضيف: «بعد 4 سنوات من الدراسة في كلية تشبه الحاسبات والمعلومات، فوجئنا وقت التحويل للمعادلة بإنها جامعة حقيقية بالفعل ولكن غير معترف بشهادتها في مصر لعدم وجود اتفاقيات بينها وبين مصر، بينما في دول أخرى كان معترف بها».

يضع الأعلى للجامعات شروط واضحة لمعادلة الشهادات في مصر، بحسب الموقع الرسمي له، منها استيفاء تصديق جميع الجهات المختصة في جمهورية مصر العربية على صورة شهادة الثانوية العامة، التي يتم إرفاقها مع الدعوات الدراسية، التي يتم توجيهها إلى الطلاب المصريين، الذين يرغبون في الدراسة بالخارج من خلال الإدارة العامة للبعثات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عند استلام المستندات الخاصة بالطلاب المتقدمين للوضع تحت الإشراف العلمي للبعثات.