رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع بداية أسبوع المخلع.. بطريركية أنطاكية تشرح أسباب التسمية

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، ببداية أسبوع المخلع، خامس أسابيع الصوم الكبير.

وقدمت بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، عبر موقعها الرسمي شرحًا للحدث وقالت:" لقد صعد يسوع إلى أورشليم، كما ذهب إلى السامرة ليقابل السامريّة. وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية «بيت حسدا» أي الرحمة الإلهيّة ولها خمسة أروقة، وباب الضأن هو باب في سور أورشليم وبجانبه الحظيرة التي كانوا يأتون منها بالخراف لتقديمها ذبائح في الهيكل، تكفيرًا عن الخطايا. والأرجح أن الكهنة كانوا يغسلون الخراف في بركة قريبة تسمّى بركة بيت حسدا أو البركة الغنميّة هناك جلس المخلّع ينتظر مَن يرميه في الماء".

وأضافت:"هنا نرى تدخّلاً سماويًّا عجائبيًّا في العهد القديم لشفاء أمراض ميؤوس من شفائها، وفكرة الماء الذي فيه قوّة الشفاء والحياة موجودة في العهد القديم وما هي إلّا استباق لمجيء الطبيب الشافي نفسًا وجسدًا، فالمسيح في العهد الجديد شفى الأعمى بأن صنع له مقلتين من طين ثم أمره أن يغتسل في بركة سلوام، إشارة لما يعمله الروح القدس عندما يغتسل الإنسان تائبًا وطالبًا رحمة الله، ويقول القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم إنّ النصّ الإنجيليّ هذا تصوير مسبق للمعمودية. وتحريك الماء إشارة إلى ما سيعمله الروح القدس في كلّ من يقبله.

ويقول القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية بالإسكندرية، في كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير: "في هذه المعجزة (معجزة شفاء مفلوج بركة بيت حسدا) صورة حية لعمل السيد المسيح داخل الكنيسة، أنه الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا وهو مدبر كل ذي جسد وهو الذي يتعهدنا بخلاصه، إذ يغفر الخطايا واهبا النفس الشفاء متمتعة بالبنوة لله وبأبوة الله لها، وفي هذا نجد مثالًا لأنفسنا الراقدة المريضة وقد خارت قواها، وها هي تتقدم في الأحد الخامس من الصوم إلي الطبيب الكامل ليهبها الشفاء، بعد استعدادها وطلبها للملكوت وبعد غلبتها ورفضها المشورة الشريرة، وبعد توبتها ورجوعها إلي بيت الآب، متمتعة بالماء الحي الذي من يشربه لا يعطش أبدا".

وأضاف:"لقد شفي الرب أولًا جسد مفلوج بيت حسدا، ثم طالبه ألا يخطئ بعد أنه محب البشر الذي يقدم لكل ابن ما هو لبنيانه، يتعامل مع كل مريض حسب ما يتناسب معه، وهذا المفلوج الذي له 38 عامًا في المرض ليس له من يسنده ولا من يعينه، تحطمت نفسه، فهو محتاج إلي مجيء السيد إليه، وشفاء جسده وحياته الداخلية.