رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حديثه عن الحيض.. أطباء ينصحون بمشاهدة فيلم «turning red»

turning red
turning red

أثار فيلم الرسوم المتحركة «turning red» موجة واسعة من الغضب بعد عرضه.

الغضب بدأ من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث الإنتاج والعرض الأول، ووصل هذا الجدل إلى الدول العربية، حيث طلبت بعض الحسابات بمنع عرض الفيلم، لرؤية المعارضين أنه غير ملائم للجمهور المستهدف، وهم الأطفال، لكن على العكس لم تصدر قرارات رسمية بشأنه، حتى الآن، ورغم الانقسام حول الفيلم، إلا أنه حقق إيرادات جيدة حتى الآن، 735.1 مليون دولار أمريكي على مستوى العالم، لكن ما أسباب هذا الجدل والغضب الشديدين.

تدور أحداث الفيلم حول فتاة كندية ذات أصول صينية تبلغ 13 عاماً، تمر بمرحلة من التغيرات الفكرية والجسدية، لكن ذلك يتعارض مع رغبات والدتها، التي تريد السيطرة عليها والتحكم في شكل حياتها، وتطالبها دائماً بأن تكون شخصية مثالية على المستوى الدراسي والعائلي، مما يدفع الفتاة لمحاولة كسر هذا السياج الذي تحيط به الأم على تصرفاتها، ولكن تتفاجأ أن عائلتها لديها سر يتسبب في تحولها إلى دب أحمر اللون.

وعندما تحولت الفتاة لأول مرة إلى باندا حمراء، اختبأت في الحمام، وشعرت بالذعر مما جعل والدتها تعتقد أن سبب هذا الذعر هو بداية "الحيض"، فأحضرت لها فوط صحية وحاولت احتواءها والتحدث إليها، قبل أن تكتشف حقيقة الأمر، وبينما ينزعج بعض الآباء من الإشارة إلى الحيض.

لكن من وجهة نظر الدكتورة منال عمر أستاذ علم النفس، أنها كلها دروس إيجابية يجب أن تقدم في إطار درامي للأطفال من سن الثانية عشرة فيما فوق، وكلها أمور طبيعية يواجهونها في بداية المراهقة، ولابد أن يكون لديهم استعداد نفسي وقاعدة من الوعي لتقبلها.

وأكملت أن العديد من الأطباء وخبراء علم نفس الطفل طالبوا مرارًا وتكرارًا بأن تتضمن المناهج الدراسية فصولًا للتعرف على أجسادهم مبكراً والعمليات الفسيولوجية التي تجري داخلها، واتفق المختصون أن هذا المشهد يمكن استغلاله بشكل جيد لفتح النقاش حول هذا الأمر، سواء مع الفتيان أو الفتيات والتوعية العامة بهذا الشأن تُمهد لتربية إيجابية وخلق جيل ناضج.

وتوضح أنها شاهدت الفيلم بالفعل بعد ما أثير حوله، وترى أن الأزمة الوحيدة طرحه الكذب كوسيلة للأبناء من مواجهة الآباء متحجري الفهم، مضيفة: "في العموم الفيلم يقدم تمثيلًا جيدًا للعلاقات بين الآباء وأبنائهم في مرحلة المراهقة، لأن الفيلم يقدم قضايا حقيقية وتفتح فرصة للنقاش، أما عن حظر الفيلم بعد تعلق الأطفال به فهو أمر سيئ بل على العكس فالنقاشات المطروحة في turning red تتيح لأطفالنا الشعور بالثقة في أنفسهم، وأنهم قادرون على التنقل في العالم والتعامل مع أشخاص مختلفين، ويجب السماح للأطفال باختيار الأفلام التي تقدم المناقشة حولها في النهاية بشكل حر وديمقراطي".

وأعجبت منال بدور الفتى الذي يعمل في متجر وتوظيف هذا المشهد في كيفية التحدث مع المراهقين عن بدايات مشاعر الحب والعاطفة.