رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يساعد أوكرانيا فى مواجهة روسيا».. أبرز المعلومات عن «الفيلق الدولى»

القصف الروسي علي
القصف الروسي علي أوكرانيا

تتواصل تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية، وآخر الصدمات لكييف عندما قررت كندا منع جنودها من الانضمام إلى "الفيلق الدولي" الذي شكله الرئيس فولوديمير زيلينسكي لمواجهة القوات الروسية.

وقال نائب رئيس أركان الدفاع الكندي الجنرال فرانسيس ألين، في حديثه للجنة الدفاع بالبرلمان، إن كبار الضباط أصدروا أمرا بمنع أعضاء الخدمة العسكرية بدوام كامل وجنود الاحتياط بدوام جزئي، من السفر للانضمام إلى "الفيلق الدولي" الأوكراني المشكل حديثا.

وجاء الإعلان الكندي، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، على خلفية معلومات تؤكد تشكيل كنديين لواء خاصا بهم للقتال في أوكرانيا ضد القوات الروسية ضمن "الفيلق الدولي".

وتحدث «ألين» أمام لجنة الدفاع بالبرلمان الكندي قائلا: "الجنود الكنديون الوحيدون المسموح لهم بدخول أوكرانيا هم أولئك الذين حصلوا على موافقة رسمية من رئيس أركان الدفاع واين إير".

وحذر المسئول العسكري في هذا السياق من إمكانية استخدام روسيا أي أسرى من الجنود الكنديين كأداة دعاية لها، على أنها تحارب مرتزقة وأجانب.

وجاءت تحذيرات «ألين» بعد تصريح سابق لوزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، قالت فيه إنها متعاطفة مع الكنديين الراغبين في الدفاع عن أوكرانيا.

وأكدت جولي، في تصريحات مطلع شهر مارس، أنها "تتفهم رغبة المواطنين الكنديين المنحدرين من أصل أوكراني في دعم أوكرانيا"، معتبرة قرار انضمامهم للعمليات العسكرية الدائرة مع روسيا بـ"الفردي".

ونشرت أوكرانيا، في الثامن من مارس الجاري، أول صورة للفيلق الدولي الذي أمر بإنشائه زيلينسكي لمواجهة القوات الروسية، وتظهر الصورة مقاتلين من خلفيات شتى، جمعتهم الرغبة في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية التي تعيش مأزقا حقيقيا.

وتؤكد هذه الصورة، التي نشرتها وزارة الخارجية الأوكرانية، التقارير الإخبارية التي تحدثت عن وصول مقاتلين أجانب من دول وخلفيات مختلفة.

وكان مقاتلون أجانب وصلوا إلى أوكرانيا في وقت سابق، ونشروا صورا لهم هناك، لكن ذلك كان قبل إنشاء الفيلق الدولي، والصور كان مصدرها أشخاص، لا الحكومة في كييف.

مفهوم الفيلق

لجأت دول كثيرة في العصور السالفة إلى تجنيد مقاتلين أجانب في حروبها الوطنية، على الرغم من أن هذا الأمر يتعارض مع مبدأ "عدالة الحرب"، باعتبار أنها شنت لأسباب وطنية وليست عدوانية أو توسعية.

وما زالت هذه العملية مستمرة في هذا العصر، إذ تلجأ بعض الدول إلى تعزيز قواتها بمقاتلين أجانب، وحتى مرتزقة، تستقدمهم لهذا الغرض مقابل أجر، بينما تلجأ دول أخرى إلى تحفيز اللاجئين الأجانب إليها من الدول الأخرى بمنحهم جنسيتها إن هم انخرطوا في جيوشها، والجنسية تمنح لهم بعد انخراطهم في الجيش بسنوات، أي أنهم يحاربون كأجانب.

أول الدول المشاركة فيه

كانت فرنسا أول من أنشأ قوة عسكرية تقبل في صفوفها محاربين أجانب عام 1831، أطلقت عليها تسمية "الفيلق الخارجي" أو (Légion étrangère)، وقد استعانت بها للقيام بمهام عسكرية محددة في الحروب الخارجية، إذ استُخدِم هذا الفيلق في حرب الجزائر وفي لبنان وفي العديد من الدول الإفريقية التي حكمتها فرنسا، بل استُخدِم هذا الفيلق حتى في حرب الخليج عام 1991، وكذلك في أفغانستان في الفترة (2001-2014).

في الحرب الجارية حاليا بين روسيا وأوكرانيا، لجأ الطرفان أيضا إلى استقدام محاربين أجانب، وحتى مرتزقة، لخوض الحرب في صفوف مقاتلي البلدين، فقد أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في السابع والعشرين من فبراير الماضي، عن تشكيل "الفيلق الدولي" للدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا.

وبعد عشرة أيام من الإعلان سجل 20 ألف متطوع من 52 دولة أسماءهم في هذا الفيلق، كان في مقدمتهم مواطنون أميركيون.