رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انفجار مطار كابول.. خبيران يكشفان لـ«أمان» التفاصيل الكاملة لداعش خراسان وتاريخها الدموى «خاص»

جريدة الدستور

بعد هجوم انتحاري على حشد من المتظاهرين خارج مطار كابول في 26 أغسطس 2021 والذي أسفر عن مقتل 60 شخصًا على الأقل، من بينهم ما لا يقل عن 12 من قوات البحرية الأمريكية كان أعلن تنظيم داعش خراسان مسئوليته عن الهجوم الانتحاري المنسق بالأسلحة النارية والذي جاء بعد أيام قليلة من تحذير الرئيس جو بايدن من أن الجماعة التابعة لتنظيم الدولة الإرهابية العاملة في أفغانستان تسعى لاستهداف المطار ومهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها. والقوات والمدنيين الأبرياء.

تواصل "أمان" مع خبراء في شئون الجماعات والتنظيمات الإرهابية لتفسير ما يجري من صراعات بين الجماعات وبعضها على الساحة الأفغانية الآن، أميرة جادوز، خبيرة الإرهاب في أكاديمية ويست العسكرية الأمريكية وأندرو ماينرز زميل باحث في برنامج التطرف، يتتبعان داعش منذ سنوات وأجابوا على أسئلتنا حول هوية الجماعة الإرهابية والتهديد الذي تشكله في أفغانستان المضطربة بعد سقوط النظام السابق وتولي حركة طالبان.


من هم داعش خراسان.

في البداية تقول أميرة جادوز في تصريحات خاصة لـ"أمان" أن ولاية خراسان الإسلامية والمعروفة أيضًا بالاختصارات ISIS-K وISKP وISK، هي الفرع الرسمي لحركة داعش العاملة في أفغانستان، كما تعترف بها قيادة الحركة الارهابية داعش الأساسية في العراق وسوريا.

وتأسست داعش خراسان رسميا في يناير عام 2015، في غضون فترة قصيرة من الزمن، وتمكنت من ترسيخ السيطرة الإقليمية في العديد من المناطق الريفية في شمال وشمال شرق أفغانستان، وشنت حملة قاتلة عبر أفغانستان وباكستان.

وخلال سنواتها الثلاث الأولى، شن تنظيم داعش خراسان هجمات ضد الأقليات والمناطق والمؤسسات العامة والأهداف الحكومية في المدن الكبرى في جميع أنحاء أفغانستان وباكستان.

وبحلول عام 2018، أصبحت واحدة من أكبر أربع منظمات إرهابية دموية في العالم وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي التابع لمعهد الاقتصاد والسلام.

ولكن بعد أن تكبد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وشركاؤها الأفغان خسائر كبيرة في الأراضي والقيادة والتي بلغت ذروتها في تسليم أكثر من 1400 من مقاتليها وعائلاتهم للحكومة الأفغانية في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020 أعلن البعض هزيمة التنظيم.


هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن خلفية المجموعة؟

تقول أميرة إن تنظيم داعش في خراسان تأسس من قبل أعضاء سابقين في حركة طالبان الباكستانية وحركة طالبان الأفغانية والحركة الإسلامية في أوزبكستان، لكن بمرور الوقت، قامت الجماعة بسرقة مسلحين من مجموعات أخرى مختلفة.

وتابعت أنه تمثل إحدى أعظم نقاط قوة المجموعة في قدرتها على الاستفادة من الخبرة المحلية لهؤلاء المقاتلين والقادة.

وأوضحت أن داعش بدأت في خراسان أولًا بتوحيد الأراضي في المقاطعات الجنوبية من ولاية ننكرهار التي تقع على الحدود الشمالية الشرقية لأفغانستان مع باكستان، وهي موقع معقل القاعدة السابق في منطقة تورا بورا.

واستغل تنظيم داعش خراسان موقعه على الحدود لحشد الإمدادات والمجندين من المناطق القبلية الباكستانية، فضلًا عن خبرة الجماعات المحلية الأخرى التي أقام معها تحالفات عملياتية.

وأكدت أن قوة التنظيم الأفغاني يظهر أدلة كبيرة أن المجموعة تلقت المال المشورة والتدريب من الجسم التنظيمي الأساسي للجماعة الإرهابية في العراق وسوريا. وقد قدر بعض الخبراء أن هذه الأرقام تتجاوز 100 مليون دولار أمريكي.



ما هي أهدافهم وتكتيكاتهم

اجاب أندرو ماينرز في تصريح خاص لـ"أمان" وهو زميل باحث في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن أن الاستراتيجية العامة لـ داعش خراسان تتمثل في إنشاء جسر لحركة داعش الرسمية لتوسيع ما يسمى بخلافتها إلى وسط وجنوب آسيا وما تقوم به الآن هو محاولة من أفرادها وعناصرها سرقة الحكم من حركة طالبان وسيطرتهم على أفغانستان بالإرهاب والقوة.


حيث يهدف ذلك إلى ترسيخ مكانتهم باعتبارهم التنظيم الجهادي الأكثر دموية في العالم، وذلك جزئيًا من خلال الاستيلاء على إرث الجماعات الجهادية التي سبقته. يتضح هذا في رسائل الجماعة التي تناشد المقاتلين الجهاديين المخضرمين وكذلك السكان الأصغر سنًا في المناطق الحضرية من الانضمام اليهم.

ومثل التنظيم الذي يحمل الاسم نفسه في العراق وسوريا يستفيد تنظيم داعش خراسان من خبرة أفراده وتحالفاته العملياتية مع الجماعات الأخرى لتنفيذ هجمات مدمرة. تستهدف هذه الهجمات الأقليات مثل أفغانستان الهزارة والسيخ، فضلا عن الصحفيين وعمال الإغاثة وموظفي الأمن والبنية التحتية الحكومية وكل من يعارضهم أو يرفضهم.

وذكر أن هدف فصيل داعش في خراسان أفغانستان هو خلق الفوضى وتشتيت وإرباك المقاتلين في الحركات الأخرى في محاولة لدفع المقاتلين المحبطين من الجماعات الأخرى إلى صفوفهم والتشكيك في قدرة أي حكومة حاكمة على توفير الأمن للسكان وتحديدا طالبان التي عملت ضد داعش لسنوات وحرضت ضدهم الشعب الافغاني.

ما علاقة داعش خراسان بطالبان؟
يقول اندرو إن تنظيم داعش خراسان يرى أن حركة طالبان الأفغانية هي خصومها الاستراتيجيون. وهي تصنف حركة طالبان الأفغانية على أنهم " قوميين قذرين " يطمحون فقط إلى تشكيل حكومة محصورة في حدود أفغانستان. وهذا يتعارض مع هدف تنظيم الدولة الإرهابية داعش المتمثل في إقامة خلافة عالمية.

ومنذ نشأتهم في أفغانستان حاول داعش خراسان تجنيد أعضاء طالبان الأفغان مع استهداف مواقع طالبان في جميع أنحاء البلاد.

ولاقت جهود داعش في خراسان بعض النجاح، لكن طالبان تمكنت من كبح جماح تحديات الجماعة من خلال شن هجمات وعمليات ضد عناصر ومواقع تنظيم داعش في خراسان.

واكد أنه غالبًا ما حدثت هذه الاشتباكات جنبًا إلى جنب مع القوات الجوية الأمريكية والأفغانية والعمليات البرية ضد داعش، وعلى الرغم من أن المدى الكامل لتنسيق هذه العمليات لا يزال غير واضح، لكنه حدث بالفعل، حيث إن غالبية الخسائر البشرية والقيادية لداعش كانت نتيجة العمليات التي تقودها الولايات المتحدة وأفغانستان والضربات الجوية الأمريكية على وجه الخصوص وكانت تلك بمساعدة عناصر طالبان ضد داعش

ما حجم تهديد داعش في أفغانستان وعلى المجتمع الدولي؟
قال أندرو إن تهديد داعش خراسان كمنظمة ضعيف نسبيًا، حيث تتمثل الأهداف المباشرة لهم الآن في تجديد صفوفهم والإشارة إلى قوتهم من خلال الهجمات الإرهابية البارزة ويمكن أن يساعد القيام بذلك على ضمان ألا تصبح المجموعة لاعبًا غير ذي صلة في المشهد الأفغاني الباكستاني.



مؤكدا أنهم مهتمون الآن بمهاجمة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في الخارج

وصرح بأن تنظيم داعش خراسان في أفغانستان قلت إنه يمثل تهديدًا أكبر بكثير، بالإضافة إلى هجماتها ضد الأقليات الأفغانية والمؤسسات المدنية واستهداف مجموعة من عمال الإغاثة الدوليين، نشره الألغام الأرضية وحتى حاولوا اغتيال المبعوث الأمريكي إلى كابول في يناير 2021.

لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيف سيفيد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تنظيم داعش خراسان، لكن الهجوم على مطار كابول يظهر التهديد المستمر الذي تشكله المجموعة.

وعلى المدى القصير، من المرجح أن يواصل تنظيم داعش في خراسان جهوده لبث الذعر والفوضى وتعطيل عملية الانسحاب وإثبات أن حركة طالبان الأفغانية غير قادرة على توفير الأمن للسكان.

وإذا كانت الجماعة قادرة على إعادة تشكيل مستوى معين من السيطرة الإقليمية على المدى الطويل وتجنيد المزيد من المقاتلين فمن المرجح أن تكون مستعدة للعودة وتشكل تهديدات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

وأمام طالبان تحد كبير جدا لست متأكدا من إمكانية فرض الآن على كافة البلاد، خاصة أن افغانستان دولة كبيرة جدا مليئة بالقرى والجبال وبجوارها دول عظمى طامعة ايضا.

وختم أن تفجير الأمس لن يكون الحدث الإرهابي الأخير.