رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يحاول تنظيم الإخوان السيطرة على شبوة فى اليمن؟

جريدة الدستور

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو تنظيم متطرف يتخذ من جنوب اليمن وبشكل خاص محافظة شبوة مقرًا له. تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل كل المدنيين المعارضين لتنظيم الإخوان، توالى عدد من الشخصيات على قيادة التنظيم في السعودية وفي اليمن، وقد قتل بعضهم واستسلم آخرون، لكن ظهرت بعد الاندماج قيادات جديدة على الساحة.

في هذا السياق قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي على الكثيري في تصريحات خاصة لـ"أمان": شبوة تعتبر خاصرة الجنوب وفيها حقول لإنتاج النفط وميناء لتصدير الغاز المسال ولديها شريط ساحلي طويل على البحر العربي وهي محاذية لمأرب حيث توجد إمارة الإخوان وميليشياتهم وأدواتهم الإرهابية.. لهذا يستميت الإخوان لإحكام سيطرتهم على محافظة شبوة.

وأضاف المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي: يوجد غطاء سياسي لتنظيم القاعدة- الذراع العسكرية لجماعة الإخوان- من قبل حزب الإصلاح الإخواني.

كما أكد الصحفي اليمني محمد الشجاع في تصريحات خاصة لـ"أمان"، يجب أن نعترف بأن نظام الشرعية الحالي لا يزال يلعب ببعض أدوات النظام السابق للرئيس صالح مع الفارق أن النظام السابق كان متماسكا وكان يسعى لفرض توازنات من أجل استمرار الحياة والعملية السياسية مع وجود هيبة الدولة على عكس ما يجري اليوم تمامًا.

وأضاف الصحفي اليمني، أن ما يجري اليوم أشبه بمسألة من الكلمات المتقاطعة المعقدة وهذا التعقيد هو نتيجة لضعف الرئاسة واختطاف القرار من قبل شلة معروفة تلاقت مصالحها فظل التخادم قائما بينهما وهم من أسرة الرئيس وحاشيته وقيادات إخوانية لا يزال لها تأثير وقواعد عريضة؛ يعتقد الرئيس هادي أنها الضامن لاستمراره في الحكم واستمرار الصراع حتى يستيقظ الجميع وهذا لن يتم لأن الموجودين لن يستمروا إلا في وجود هذه الفوضى.

وأوضح الصحفي اليمني، أن محافظة شبوة جنوب اليمن تعتبر الأهم اليوم فهي واحدة من البؤر المتبقية لجماعة الإخوان التي فقدت الكثير من الامتيازات الجغرافية بعد اجتياح العاصمة صنعاء من قبل الحوثي، الأمر الأهم أنها بوابة بحرية لا يجب التفريط فيها على الأقل قبل استقرار الوضع إلى جانب أنها داخلة ضمن الصراع الإماراتي التركي، وربما الإيراني في وقت اقتضت الحاجة؛ على اعتبار أنها حليف رئيسي لدولة قطر التي تتحكم هي الأخرى بذلك.


وتابع الصحفي اليمني: أي مكسب جغرافي يبقى تحت سيطرة الإخوان سواء في شبوة أو تعز أو المهرة أو مأرب يعني أن هناك إيرادات ضخمة إضافة إلى الدعم المالي واللوجستي لهذه الجماعة من قبل أطراف إقليمية سوف يستمر حتى وإن جاء على حساب استقرار البلد، والأهم من كل ذلك في شبوة محطة "بلحاف الغازية" المشروع الحيوي خلال العقدين الأخيرين والذي كلف الدولة أكثر من 5 مليارات دولار. كما أن لها حدودا مع مأرب وهي مهيئة لأن تكون ملاذا آمنا أو أخيرا في حال سقوط مأرب بيد ميليشيا الحوثي لا قدر الله لقيادات وأفراد الإخوان.

وأوضح الصحفي اليمني: إذًا المبررات لاستمرار السيطرة على شبوة كثيرة من قبل الإخوان؛ غير أن النقطة المفصلية دائما هي كيف تتم إدارة منطقة جغرافية من قبل فصيل سياسي يدرك حجم التعقيدات والتباينات في الشارع وهو ما لا تستطيع جماعة الإخوان فعله، لأنها تفكر بشكل أحادي وغير مستقر بمعنى أنها ستظل تعيش ارتباطات بمشروع لا يتطابق مع الواقع وهو الأمر الذي يؤسس لأزمات لا تنتهي، وبالنسبة للغطاء السياسي ليس موجودًا، وحسب بل إنه ضمن التركيبة العقائدية تغذيه الصراعات لكن للأسف يستخدم أيضا باتجاه مخيف لصالح استمرار الإخوان حتى وإن كان الثمن تدمير البلد.

وأكد الصحفي اليمني أننا أمام أزمة حقيقية تقوم على استماتة الإخوان ليس في إخضاع شبوة تحت قيادتها وحسب وإنما الجزء الأكبر من الجنوب بعلم من الرئيس هادي، بالمقابل المجلس الانتقالي لن يقبل بهذا المشروع وهو الآن يخوض هذا الصراع، الخلاصة أن كرسي الرئاسة لا يزال يترنح لأن هناك من يزال يعتقد أن البلد غير جاهز لأي عملية سياسية ضابطة لهذه الفوضى بدليل أن دائرة الصراع تتسع كل يوم، والطبيعي أنها تضيق للوصول إلى الوضع الطبيعي.