رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا أشعل الإخوان بذور الفتنة فى المجتمع اليمنى (2ــ2)

الإخوان
الإخوان

رصد الباحث في الحركات الإسلامية سامح عيد، دور الجماعات الإسلامية وعلى رأسها "الإخوان" الإرهابية في زرع بذور الشقاق والفتنة بالمجتمع اليمني.

وقال "عيد": "اتجهت علاقة أحزاب اللقاء المشترك مع السلطة نحو التنافس الحاد ولا سيما أثناء الانتخابات الرئاسية التي تمت عام ٢٠٠٦، حيث خاضتها بمرشح واحد هو "فيصل بن شملان"، وخلالها وصلت العلاقة بين الإسلاميين والرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى ذروة التوتر، فتبادل الطرفان فيها حملات انتخابية قاسية وقصفا إعلامًّيا غير مسبوق، وتعمق الانقسام السياسي بين أحزاب اللقاء المشترك والسلطة بعد الانتخابات الرئاسية، ودخلا في معارك سياسية وإعلامية دارت حول إصلاح آليات العملية الانتخابية والإصلاح السياسي والحقوق والحريات العامة والمواقف من الأزمات السياسية والأمنية والتحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد".

وفي سياق الضغوط التي قامت بها أحزاب المعارضة لتنفيذ برامجها المعلنة حول إصلاح النظام السياسي، نزل أنصارها إلى الشارع ونظموا مسيرات ومظاهرات في صنعاء ومعظم المحافظات والمديريات، واتجهت أحزاب المعارضة إلى توسيع جبهتها بتشكيل "لجنة الحوار الوطني"، التي استوعبت الشخصيات الخارجة من عباءة النظام وعدًدا من مشايخ القبائل وبعض مؤسسات المجتمع المدني والحوثيين وبعض فصائل الحراك، وعلى إثر مبادرات قدمها وسطاء محليون ودوليون بهدف إقامة حوار بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي، وبعد أن توصل الطرفان إلى أكثر من اتفاقية انتهت جولات الحوار بانسحاب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، والإعلان عن عزمه إعادة انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح برغم انتهاء الفترة المحددة له دستورًّيا، ومضى منفرًدا في تنفيذ مشروع التعديلات الدستورية والمشاركة منفرًدا في الانتخابات النيابية، فيما استمرت أحزاب المعارضة، بما في ذلك الحركة الإسلامية في ممارسة الضغوط الشعبية من خلال المظاهرات الشعبية الواسعة. يعني هذا أن الثورة في اليمن سبقها تنافس سياسي حاد بين أحزاب المعارضة والحزب الحاكم استخِدمت فيه الأوراق السياسية والإعلامية والجماهيرية، وتوفر معه مناخ قريب من مناخ الثورة باستثناء أن العنوان في تلك المرحلة كان "الإصلاح السياسي" وليس "التغيير السياسي، وبمجرد نجاح الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، انسحب المناخ الثوري إلى اليمن، ونزل معه اليمنيون إلى الشارع لرفع المطالب ذاتها التي رفعها ثوار تونس ومصر".

وتركت الثورة اليمنية آثًارا ملموسة على الحركة الإسلامية اليمنية، فقد أخذت شكل الاعتصامات الدائمة في أكثر من سبع عشرة ساحة وميدانا في العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الجمهورية رابط فيها اليمنيون منذ تأسيس أول ساحة للاعتصام في ١١ فبراير ٢٠١١، وهكذا دفعت الثورة بالإسلاميين إلى الخروج من محاضنهم التنظيمية، ونمط حياتهم اليومي الذي يتسم بقدر من الاعتزال، وألزمتهم بالمرابطة في الشارع والاختلاط بكل مكونات العمل الثوري بتنوعاته وتناقضاته المختلفة لشهور طوال، ولا شك أنها تجربة من العمل الجماهيري غير مسبوقة في تاريخ الإسلاميين اليمنيين، وفي المقابل فإن الاحتكاك المباشر بين الإسلاميين وبقية الثوار وتعايشهم اليومي وجًها لوجه كل تلك المدة، يرجح أن يتركا انطباعات مختلفة كذلك لدى الثوار عن الإسلاميين، وأن يغيرا بعض قناعاتهم وانطباعاتهم السابقة عنهم.