رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استراتيجية جديدة.. سر عودة تنظيم «داعش» إلى العراق مجددًا

داعش
داعش

سقط تنظيم «داعش» في العراق عام 2017 بموجب إعلان الحكومة العراقية، آنذاك، ومن وقتها ظل التنظيم الإرهابي غير نشط، مع استمرار العمليات العسكرية من التحالف الدولي والجيش العراقي لملاحقة فلوله، حتى جاءت التفجيرات الأخيرة في بغداد لتطرح تساؤلات جمة حول عودته من جديد.

أثارت تفجيرات بغداد، الخميس الماضي، الكثير من الاستفهامات حول تأكيدات الحكومة العراقية والتحالف فيما يخص القضاء على التنظيم والعمليات العسكرية الموسعة لملاحقة عناصره في الصحراء، وعودة التنظيم الآن وإعلان تواجده بعملية كبرى في قلب العاصمة بغداد راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.

ووفقا لمراقبين، فإن التنظيم لم يتوقف عن العمل في الفترة الماضية، ولكن استراتيجيته لم تكن مباشرة، بمعنى أنه عمل من خلال الميليشيات طوال الفترة الماضية، ويقوم في الوقت الحالي بتحريك عناصره من جديد، لاسيما أن العراق مقبل على انتخابات وهناك تذمر من بعض الجهات الإقليمية من إجرائها.

ويتشابه السيناريو الحالي مع السابق في عام 2014، فيبدو أن حادث بغداد كان مهيأ له من قبل، كالحالة التي سبقت ظهور التنظيم منذ سبع سنوات، حيث شوهد بالدليل القاطع أن هناك تحركات مريبة لبعض العناصر الإجرامية، كانت تؤكد أن هناك عملا ما يتم الإعداد له في هذا التوقيت، وذلك قبل حدوث الانفجارات.

ويرى خبراء أن استخدام التنظيم اليوم على مستوى العراق هو من مصلحة إيران، لإرباك الوضع وتعطيل الانتخابات وإعادة تدشين الواجهة السياسية بعد العام 2003، وإرسال رسائل للمجتمع العراقي من أجل عدم السماح بظهور وعي اجتماعي مشترك، والذي أرسته "ثورة تشرين" عن طريق تحريك هذا التنظيم وإرباك المجتمع.

وساعد الإبقاء على الكثير من عناصر التنظيم بعد عملية التحرير، والتي تمتلك تاريخا أسود من الإجرام، في عودة التنظيم من جديد، حيث تم زجها في الحشود العشائرية والحشود الرديفة والجهات الأمنية المسئولة، حيث إن بعض الموالين للتنظيم مسئولون، كما أن وزراء كبارا لديهم الكثير من الارتباطات مع هذه العناصر الإجرامية، إذن هم أبقوا تلك العناصر ليحركوها وقتما شاءوا، وخلال السنوات الأربع الماضية كان هناك تحجيم لهذا التنظيم والدور الإيراني المرادف له.

وفي منتصف يناير الجاري، أعربت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، عن قلقها من "عودة ظهور" تنظيم داعش في العراق وسوريا، وأكدت أن فرنسا تعتبر أن التنظيم لا يزال موجودًا.

وقالت في مقابلة صحفية إنه منذ سقوط المعقل الأخير لداعش يمكن أن نلاحظ أنه يستعيد قوته في سوريا والعراق أيضًا، مبررة بذلك بقاء قوات فرنسية في المنطقة ضمن التحالف الدولي لمكافحة داعش بقيادة الولايات المتحدة.

وفي شهر أغسطس الماضي، قالت بارلي، خلال زيارتها العراق: "إننا نرصد عناصر تدل على قيام داعش سرًا بإعادة تنظيم لصفوفه لم تكن متوقعة لكنها تشكل تحديا حقيقيا للعراق".

وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسئوليته عن الهجوم الانتحاري الذي هز، الخميس الماضي، العاصمة العراقية بغداد وأسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا.

وقال التنظيم، في بيان نشره عبر وسائل إعلام تابعة له، إن أحد عناصره، المدعو أبويوسف الأنصاري، فجّر حزاما ناسفا كان يرتديه في ساحة الطيران، بينما تم تنفيذ تفجير ثان بالطريقة ذاتها على يد عنصر آخر في التنظيم، يدعى محمد عارف المهاجر، بعد تجمع لأشخاص احتشدوا قرب الموقع بعد التفجير الأول.