رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تفجير مطار عدن».. من حاول قتل وفد الحكومة اليمنية القادم من الرياض؟ (القصة الكاملة)

تفجير مطار عدن
تفجير مطار عدن

في آخر يوم من عام 2020، في قلب عدن، العاصمة الأكثر بؤسًا في المنطقة العربية- أصبحت عاصمة اليمن المؤقتة- وصل وفد حكومتها الجديدة من الرياض إلى مطار عدن الذي اهتز لحظة وصولهم إثر دوي انفجار ضخم ليلحقه بعد ثوان انفجار ثان ثم آخر ثالث في انفجارات متتالية، لم تكن الوحيدة بل تخللتها زخات من الرصاص لترتفع الأصوات سويا ما بين انفجارات وإطلاق للنيران وصراخ المتواجدين الذين أصابتهم حالة من الهلع، بالإضافة إلى الفوضى التى عمت المكان وسط تساقط عشرات القتلى والجرحى، في مشهد مباشر على الهواء، عبر مختلف القنوات اليمنية المحلية والعالمية، حدثت عقبه اتهامات متطايرة تتوجه فيها أصابع الاتهام باتجاه بعضها البعض في الداخل والخارج اليمني.

وصرحت وزارة الخارجية اليمنية، حسب مصادرها الاستخباراتية، بأن الصواريخ أطلقت من مدينة تعز، وأسفرت عما لا يقل عن 25 قتيلا و110 مصابين، متهمة ميليشيا الحوثي بتنفيذ الحادث الإجرامي، لتلحقها الحوثي باتهام من سمتهم «المترزقة»، في إشارة منها لمن انشقوا عن الحكومة اليمنية وانفصلوا عنها.

المساعي للسلام يبدو أنها لم يرضَ عنها أصحاب الصواريخ التي هزت مطار عدن وأسقطت العشرات صباح يوم الـ30 من ديسمبر، حسب تقارير صحفية محلية وبيانات حكومية وشهادات عيان أكدت أنها أتت من ناحية شمال شرق عدن، ومع لقطات سقوط الصواريخ تم تحديد مكان انطلاقها بفضل وجود الشمس في الجنوب الغربي التي تم تحديدها عبر موقع "صن كالك"، وحسبما ذكرت التقارير من أدلة بأن الصواريخ جاءت من شمال شرق المطار أي أنها قد تكون انطلقت من 3 مناطق وهى: "إب وذمار وتعز".. فأيها صاحب الانطلاقه الدموية؟

تحديد المنطقة بدقة أتى بعد بحث ودراسة لمقاطع فيديو مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مدينتي تعز وذمار، ولتحديد الأصح وضح أحد الناشرين عبر مواقع التواصل بمقطع فيديو صوره من شرفة سطح منزله يظهر صواريخ تنطلق أعلى سماء بيته في مدينة ذمار، وبتحليل المقطع المصور يظهر بجانب منزله يمين تصويره وعبر إحداثيات موقع «جوجل إيرث» أنه يقع بالقرب من المركز التدريبي العام للشرطة اليمنية التي يتواجد بها مركز انطلاق للصواريخ، واتجاه الصواريخ ينطلق نحو مدينة عدن بالفعل، وهو ما يؤكد رواية الصحف اليمنية المحلية التي أشارت إلى انطلاق الصواريخ من مدينة ذمار، الأمر الذي غفلت عنه الجهات الحكومية في اليمن، ولم تذكر في خطاباتها وبياناتها الأمر، بل اكتفت بتوجيه أصابع الاتهام نحو الحوثيين.. فهل للحوثيين يد في ذلك؟

لم تكن مقاطع شهود عيان منطقة ذمار هي الوحيدة، فبالعودة لمقاطع الفيديو المختلفة، وجدت عدة مقاطع لعدة أشخاص في تعز تظهر مقاطعهم الخاصة التي قاموا بتصويرها من منازلهم وتم نشرها عبر صفحاتهم الشخصية أنه انطلق صاروخان من منطقة بالقرب من مطار الجند في تعز، وتوجها باتجاه مطار عدن.

كما أكدت صورة أخرى لشخص مدني في المدينة أنه بالفعل، كما أشارت الحكومة اليمنية، الصواريخ حوثية، وأن صورة لصاروخ سقط في مزرعة صغيرة في تعز باتجاه عدن أظهرت أنه من نوع «بدر- F» وهو أحد الصواريخ التي يستخدمها ويمتلكها الحوثيون من إيران.

فيما تساءل مراقبون: هل تمتلك جماعة الحوثي صواريخ ذات مدى بعيد قادرة على أن تنطلق من مدينة إلى أخرى عبر عشرات الكيلومترات؟

بدراسة صاروخ «بدر إف»، والمسافة من مدينة تعز وذمار إلى عدن، أظهرت المسافة التي انطلقت منها الصواريخ باتجاه عدن، حسب موقع جوجل إيرث، وقدرت المسافة بـ136 كيلومترًا فقط، وهي مسافة ضمن مدى وقدرة تحليق صواريخ «بدر إف»، بينما أتت المسافة من مركز الشرطة في ذمار الذى يبتعد عن مطار عدن قرابة 200 كيلومتر، وبالبحث عن صواريخ جماعة الحوثي التي تمتلك القدرة للوصول لمسافات بعيدة، لم يكن صاروخ «بدر إف» هو الوحيد الذي تستطيع به الوصول إلى مواقع تريد استهدافها وقتما شاءت.

يذكر أن الحوثي يمتلك عدة صواريخ بعيدة المدى، كصاروخ «بركان- 2»، الذي يغطي مداه من 600 إلى 800 كيلومتر، وصاروخ «قاهر- 2»، الذي يغطي مداه 300 كيلومتر، أي أن الصواريخ تغطي مسافة 200 كيلومتر وأكثر، ما يؤكد الاتهامات الموجهة إليهم، وما يزيد التأكيد أن مدينتي تعز وذمار تقعان تحت سيطرة حوثية، الأمر الذي يؤكد رواية وزارة الخارجية اليمنية باتهامها جماعة الحوثيين وإيران بالوقوف وراء الحادثة. اضغط