رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أسبوع بلا إرهاب».. ماذا يحدث في سيناء وأين ذهب الإرهابيون؟ (تقرير)

جريدة الدستور

شهدت السنوات الماضية خصوصا بعد فترة الإطاحة بجماعة الإخوان هجمات إرهابية عديدة، ولا أحد ينسى تصريحات القيادي الإخواني محمد البلتاجي في 8 يوليو 2013 عما يحدث في سيناء، فهو اعتراف صريح بأنهم جماعة إخوانية إرهابية وأنهم السبب وراء دماء جنودنا البواسل في سيناء.

واستمرت التنظيمات الإرهابية التي انبثقت من جماعة الإخوان في تفجير الكنائس والمساجد واستهداف شخصيات عامة وقتل أبرياء بكل مكان، ما جعل الدولة تشن العملية العسكرية الشاملة في سيناء 2018، التي نجحت في تدمير البنية التحتية للإرهاب، وتمكنت القوات المسلحة من استهداف قيادت الإرهاب وكل من يدعمهم، حتى مموليهم الهاربين تمكنت وزارة الداخلية من القبض عليهم.

وهذا سبب أساسي في تراجع العمليات الإرهابية الفترة الأخيرة، حتى إن مرصد الأزهر أصدر بيانا أشار فيه إلى أن شهر نوفمبر الماضي شهد تراجعًا ملحوظًا للنشاط الإرهابي بالقارة الإفريقية مقارنة بالثلاثة أشهر الماضية؛ إذْ سجَّل هذا الشهر 52 عملية إرهابية مقابل 61 عملية في أغسطس، و85 في سبتمبر، و71 في أكتوبر.

وغرّد «أوديد بركويتز» باحث متخصص في شئون الإرهاب الدولي على حسابه الرسمي بموقع تويتر: «في مصر لأول مرة منذ فترة طويلة، لم يكن هناك أي هجوم تبناه داعش في شمال سيناء هذا الأسبوع».

وربما يعود هذا التراجع لعدة أسباب منها عمليات الجيش في سيناء التي أضعفت مراكز القوة لديهم وهدم كل الأوكار والأنفاق التي يعبرون منها، والسبب الآخر هو أنه لا يزال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية يبحث عما يعيده إلى المشهد السياسي من جديد، لذلك هم في وضع الترقب بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية.

ووعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بأن إدارته المحتملة ستعيّن "أمريكيين مسلمين" في عدد من المناصب على مستويات مختلفة، وذلك أمام المؤتمر السنوي 57 للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا)، أحد فروع جماعة إخوان المسلمين التي تأسست قبل عقود في الولايات المتحدة.

وحسب مركز «ذا جلوبال مسلم براذرهود ديلي ووتش»، المتخصص بمراقبة نشاط الجمعيات الإسلامية المتشددة، اعتبر أن هذا الوعد هو أكبر نجاح حققته جماعة الإخوان المسلمين بأمريكا في مساعيها لإضفاء الشرعية على وجودها.

وأشارت إلى أن تسامح الإدارة الأمريكية في حال فوز بايدن مع أنشطة الإخوان سيفتح الباب أمام الاستقطاب الدعوي الإخواني للجالية وتكوين جمعيات شبابية وطلابية، ما يوفر أرضية خصبة للتشدد الفكري وإعادة الحرب على الإرهاب إلى نقطة الصفر.

وهناك سبب آخر ربما أن الجماعات الإرهابية مشغولة بما تفعله في ليبيا من محاولات مقاومة الجيش الليبي والسيطرة على أكبر عدد من المناطق وعدم خسارتها.

وسبق أن حذر الجيش الوطني الليبي على لسان المتحدث الرسمي باسمه اللواء أحمد المسماري، من تحول منطقة الساحل والصحراء لنقطة تلاقي مختلف المرتزقة والتكفيريين والتنظيمات الإرهابية من مختلف دول العالم كحال ما حدث في سوريا والعراق بعام 2012، مما قد يضرب الاستقرار في قلب إفريقيا.

وأخيرا أعلن الأزهر رسميًا عن تحريم الانضمام إلى جماعة الإخوان المصنفة إرهابيًا بعدد من الدول العربية، في أول موقف واضح ومباشر ولا لبس فيه من قبل مشيخة الأزهر، من الجماعة الإرهابية، وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأحد، إن الانضمام لجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية "محرم شرعًا".