رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسمونه «جهاد الحب».. القصة الكاملة لتطور «جهاد النكاح» في الهند

جهاد النكاح
جهاد النكاح

دائمًا ما تحاول جماعات الإسلام السياسي، كداعش وتنظيم القاعدة وغيرهما، أن تزيد من قوتها بزيادة عدد منتسبيها من الجنسين.. كما هو الحال فيما عرف بجهاد النكاح، حيث أحلت تلك المجموعات زواج الرجل بالمرأة بمجرد تفوه الطرفين بقبول الزواج ودون وجود أي شهود أو عقود، بل ويكون الزواج خلال فترة القتال فقط ثم يتركها وكأنها كانت لعبة في يده ومل منها.

اليوم، نجد محاولة بشكلٍ مشابه للسابقة لإعادة شوكة الإسلام السياسي إلى قوتها من جديد، وكأن قوى الإسلام السياسي التي تزعم اتباعها الإسلام تتخلى عن الدين عندما يأتي الأمر لزيادة قوتها.. المحاولة الجديدة لتلك الجماعات هو ما يسمى بجهاد الحب، لكن، ما هو ذلك الجهاد المزعوم؟ وما غرضه؟

بحث "أمان" عن مفهوم جهاد الحب وما هيته، ليتبين أن ذلك الجهاد قد ذاع سيطه أول مرة عام 2009 في الهند، وتحديدًا في كيرلا وكارناتاكا، وأنه مصطلح يستخدمه بعض الهندوس الذين يتهمون الرجال المسلمين المنتمين إلى حركات الإسلام السياسي في الهند بإغواء النساء الهندوسيات بحبٍ زائف من أجل الزواج منهم ومن ثم تحويلهن إلى الإسلام.

من الجدير بالذكر، أن جماعات الإسلام السياسي تهدف إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من شعوب البلاد المتواجدين فيها، ويتجلى ذلك بوضوح في مواقع العديد من الأحزاب الإسلامية على الإنترنت التي امتلأت بمئات من الفتاوى التي تشجع على الزواج من غير المسلمات، باعتباره أجرًا وثوابًا؛ مقابل تخلي غير المسلمات عن دينهن.

في الهند، الهندوسية هي أكثر الأديان انتشارًا بنسبة 79.8% من السكان الهنود، لذا، من المنطقي أن تستهدف جماعات الإسلام السياسي في الهند تلك الديانة بالذات وتحفيز الشباب لها لزيادة عدد المنتسبين.

يجب لفت الانتباه هنا إلى أن السلطات الهندية لم تصدر أي قوانين إلا بعد ضغطٍ هائل من الهندوس، الأمر الذي دفع السلطات إلى سن قانون ينص على أن كل زواج بين مسلم وهندوسية سابقة اعتنقت الإسلام سيكون باطلًا إذا كان الزواج هو السبب الوحيد لتحول الهندوسية إلى الإسلام، أما من ترغب باعتناق الإسلام بعد زواجها فيتوجب عليها الحصول على تصريح قضائي.

اللافت للنظر هنا، هو أن ما دفع السلطات الهندية إلى تطبيق هذا القانون هو حدوث أول عملية مما يسمى بجهاد الحب.. حيث إنه وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه القانون، تقدم هندي يُدعى تيكارام راثور ببلاغ إلى الشرطة، يتهم فيه طالبا مسلما، يدعى عويس أحمد– 21 عامًا– بمحاولة إجبار ابنته المتزوجة البالغة من العمر 20 عامًا على اعتناق الإسلام والزواج منه، بل وقام عويس– حسب راثور– بالضغط على أسرتها وتهديدها بالقتل لإجبارها على الرضوخ لإرادته بشأن اعتناقها الإسلام والتزوج منه.

وفي تقرير نُشر بجريدة "شيكاغو تريبيون" للصحفي الهندي، سيدارتا ماهانتا، كُتب فيه "جهاد الحب شاع أثناء تقسيم الهند وتأسيس باكستان المسلمة عام 1947"، مذكرًا بذلك– الصحفي سيدارتا– بسلسلة من الأحداث التي قال إنها قد وقعت في تلك الفترة، من اعتداءات جنسية وتحولات دينية قسرية للنساء الهندوسيات بواسطة رجال مسلمين.

الجريمة التي وقعت بتاريخ 2 ديسمبر 2020 على يد الطالب المسلم وغيرها من الجرائم، تبين مدى تلهف تلك الجماعات على السيطرة على البلدان الموجودة فيها فقط وليس تطبيق تعاليم الدين الإسلامي فيها.. فها هي ذي مرة أخرى تتخلى عن الدين وتعاليمه لغرض زيادة النفوذ والقوة التي دائمًا ما كانت وستكون كوليمة من كل ما لذ وطاب من الطعام الذي يسيل له اللعاب بالنسبة لجماعات الإسلام السياسي حول العالم.