رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهابية تحيى الذكرى 39 لحرب 73.. كيف أثبت احتفال نصر أكتوبر 2012 كذبة «المراجعات»؟

قاتل السادات خلال
قاتل السادات خلال مشاركته في ذكري نصر أكتوبر

قبل ثمانية أعوام تحديدا في 2012 شهد استاد القاهرة الدولي الاحتفال بالذكرى الـ 39 لحرب أكتوبر، وربما يكون مشهد الرئيس المخلوع محمد مرسي وهو محاط بمنتخب إرهابيي العالم وعلى رأسهم قتلة الرئيس محمد أنور السادات من "آل الزمر" أكثر المشاهد التي أججت غضب المصريين ومن أهم محركات ثورة 30 يونيو 2013 والتي أزالت عار عام من حكم الجماعة الإرهابية.

شهد الاحتفال يومها طارق الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية والذي كان يقضي عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بمرافقة ابن عمه عبود الزمر المتهمين بالاشتراك في التنظيم الذي اغتال الرئيس السادات، وأفرج عنهما فى مارس 2011. خرج الزمر عبر الشاشات الفضائية ومن خلال أكثر من لقاء معه دائما ما كان يوجه سؤال كرره الجميع في هذه البرامج وهو:"هل ندم طارق الزمر علي جريمته باغتيال السادات؟" ودائما ما كانت إجابته بالنفي حتي إنه لم يقدم الاعتذار مرة واحدة.

وشارك في الاحتفال أيضا "أبوالعلا عبد ربه" القيادى السابق بالجماعة الإسلامية قاتل فرج فودة والذي أفرج عنه المخلوع محمد مرسي ضمن قيادات التكفيريين والإسلاميين الخطرين أمنيًا. وهو الآخر تمت استضافته في أكثر من لقاء إعلامي وأكد في جميعها عدم ندمها على اغتيال "فودة" أو تقديمه اعتذار لأسرته.

بل وأكد في تصريحات إعلامية: "لو اعتذرت يبقى باعتذر على أمر خطأ وأؤثم عليه؛ ولكني في شيبتي أقول إنني لو استدبرت من أمري ما استدبرت ما فعلت".

وعقب ثورة 30 يونيو 2013، هرب عبد ربه إلى السودان، ومنها إلى تركيا وتسلل بعدها إلى سوريا ومن ثم ظهر في مدينة حلب بعد انضمامه لصفوف جبهة فتح الشام السورية (جبهة النصرة) سابقًا للقتال إلى جانبها ضد النظام السوري. إلي أن قتل في غارة جوية على تنظيم داعش بسوريا عام 2017.

يعد أبو العلا عبد ربه وطارق الزمر أكبر وأوضح مثالين على كذبة المراجعات التي تثار من آن لآخر والآراء التي تذهب لضرورة دمج أعضاء الإخوان وإعادة تأهيلهم وهو ما يؤكده تاريخ هذه التنظيمات والجماعات الإرهابية.
ففي تسعينيات القرن المنصرم طرح سيد إمام الشريف الشهير بــ"الشيخ فضل" فكرة المراجعات ومن خلالها أعلنت الجماعة الإسلامية خطأ منهجها فى الخروج على الحاكم والنظام ومقاومته بقوة السلاح، ودعت إلى وقف العنف بشكل نهائي، والعودة إلى العمل الدعوى فقط، استنادًا إلى تأويلات جديدة معتدلة للأحكام الفقهية فيما يتعلق بفكرة الحاكمية والطائفة الممتنعة وغيرها من المفاهيم التى كانت الجماعة تتبنى بشأنها في الماضي تفسيرات متطرفة أدت بها إلى مواجهة مسلحة مع النظام.

ولم تكن هذه المراجعات سوى فترة التقاط أنفاس وتجميع للقوة مرة أخرى حيث ثبت بالدليل القاطع أن الجماعة لن تتنازل عن حلمها تحت أي ظرف من الظروف أو تحت أي ضغط، في تكوين دولة الخلافة فلم تختلف خطتهم الآنية في المراجعات عن خطتهم السابقة وقت سيد قطب والذي أسس الخطاب تكفيري مستندا إلى رؤى ونظرات أبو الأعلى المودودي بل وعندما خرج سيد إمام من السجن ممن أفرج عنهم عقب ثورة 25 يناير وفي أحد لقاءاته الإعلامية على قناة العربية نت خلال برنامج الحدث المصري 2013 قال إن الجهاد فرض على المصريين منذ 1810 وحتى الآن تلك الفترة التي بدأ فيها محمد على إدخال القوانين الوضعية لمصر وأن ما نعيشه الآن سببه الحقيقي سكوت المصريين على تغيير المنكر.

وما يؤيد الرأي القائل بأن تلك المراجعات لم تكن إلا من باب فقه الضرورات الذي تعتنقه جماعة الجهاد التي أقدمت على المراجعات ما أشار إليه سيد إمام في اللقاء الإعلامي نفسه: "مفيش حركات جهاد قوية كلها ضعيفة وعشان تعمل جهاد محتاج بنية تحتية وهي غير موجودة الآن الحركة الجهادية بوجه عام حركة ضعيفة مشتتة" هنا نلاحظ أن الرجل لا يتراجع عن أفكاره حول تكفير الحاكم بل وتكفير من يختارونه عبر آلية الانتخاب.