رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خميس الجارحي – المنشق عن الإخوان – لـ "أمان": تركت الجماعة بعدما كشفت عوار فكرها.. (حوار)

جريدة الدستور

انشقاقات متواصلة من جماعة الإخوان الإرهابية بدأت بعد ثورة 25 يناير عام 2011 وازدادت بعد ثورة 30 يونيو المجيدة عقب عزل الإخواني محمد مرسي، ومن ضمن هذه الانشقاقات كان انشقاق خميس الجارحي الذي كان أحد أعضاء الإخوان بالإسكندرية وكان يخطب ببعض مساجد الجماعة في المحافظة الساحلية.

خميس الجارحي في حوار خاص جدا لـ "أمان" يحكي فيه كواليس انضمامه للإخوان وإلى ما وصل من مناصب داخل الجماعة ولماذا انشق عن التنظيم، للمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار التالي.

كيف بدأت علاقتك مع جماعة الإخوان الإرهابي؟
بدايتي كانت مدرستي في المرحلة الإبتدائية حيث كانت قريبة من أحد المساجد بالعصافره بحري بالإسكندرية وقد كان من معاقل الإخوان بالمحافظة وشدني ذات يوم صور لمذابح الروس في أفغانستان فقد كانت مرحلة تجنيد المجاهدين بالاتفاق مع الدولة لإرسال المجاهدين لتحرير أفغانستان ..كنت أرى الصور يوميا ولم أكن وقتها أدرك من القائمين على المسجد ..ثم انتقلت إلي المرحلة الإعدادية ثم الثانوية وفيها بدأت أحضر دروسا للشيخ وجدي غنيم كان يلقيها في المساجد التابعة للجماعة وتعرفت علي الكثير من افراد الجماعة الذين ينتقون من المساجد أفرادا لتجنيدهم في صفوف الجماعة فبدأت أحضر لقاء الشباب في مسجد النور ولقد أحببت المسئول عن اللقاء والشباب الحاضرين وكان الحديث عن سير الصحابة وبعض آيات القرآن ثم بعض الإنشاد الديني وعمل الدورات الرياضية التى تجذب الشباب.. والفرد في هذه المرحلة لا يبحث عن أكثر من ذلك . صحبة صالحة وممارسة الهوايات، وقد تم تكليفي بالمسؤولية عن بعض الأشبال في مسجد بالقرب من مسكني..وقد تعلمت الخطابة وأصبحت خطيبا لمساجد الحي ومن ضمنها مساجد الإخوان وقد حضرت في أسرة من الأسر ولم أستمر حيث أنني أكره السرية وأحب العلنية في كل أموري وممارسة كرة القدم والعمل كانا يشعلاني دائما وكذلك العمل بالتدريس بعد ذلك ولذلك لم انضم إلي التنظيم ولم أتعد درجة المحب حتي عندما طلب مني كوادر من الجماعة الانضمام إلي التنظيم بعد ثورة يناير رفضت ذلك.

متى قررت الانشقاق عن التنظيم؟
كلمة انشقاق غير دقيقة لأنني لم أكن عضوا في الجماعة ولكن الأدق متي بدأت الابتعاد فكريا عنها، كان ذلك بعد ثورة يناير فقد حضرت محاضرة ألقاها أحد قيادات الإخوان عن الربانية وسأله أحد الإخوان هل الربانية لا تتوفر إلا في منهج الإخوان؟ وصعقت عندما كانت الإجابة نعم ..ورأيت أن ذلك فيه تزكية للجماعة والله يقول (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقي) ثم قرار الجماعة ترشيح مرشح للرئاسة وقد وعدت قبل ذلك بعدم ترشيحها لمرشح منها..ولم تقنعني مبرراتها أو قولهم أن المسلم يستطيع أن يكفر عن يمينه إذا لم يستطع تنفيذه أو وجد ما هو خير منه فقد اعتبروه يمين وهو في الحقيقة عهد ..فكان يحضرني موقف الرجلين الذين أرادا أن يتركا مكة ليذهبا إلي النبي وأخذ عليهما مشركو قريش العهد ألا يقاتلا مع النبي صلي الله عليه وسلم فلما ذهبا وأرادا القتال معه رفض صلي الله عليه وسلم وقال نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم ...ثم سلسلة من الأكاذيب أثناء الحملة الدعائية لمحمد مرسي ومجموعة من التبريرات لسياسته الفاشلة ثم كانت الطامة الكبري بسماعي لصبحي صالح وهو يقول علي الهواء وهو علي سرير المرض :ا للهم أمتني علي الإخوان وعلمت بعدها أن معظم الإخوان يقولونها ..فقلت كيف يعتبرون الإخوان دينا وكيف يساوون بين فهم حسن البنا للإسلام وبين الوحي الإلهي ..فبدأت رحلة المراجعة التي انتهيت خلالها إلي أن الحزبية ليست من الإسلام في شيء وأن هذه الجماعات ما هي إلا فرق الخوارج التى حذر منها الرسول الكريم.

ألا تخشى هجوم قادة التنظيم عليك بسبب منشوراتك الناقدة بشكل مستمر للجماعة؟
لا يجرؤ أحد أن يواجهني بشيء خاصة أنني أتحدث عن فكر الجماعة لا عن شخوصها .. هم حاليا يقاطعون وربما لا يلقون السلام وليس هناك مانع من اتهامي من ورائي بأنني أمنجي مثلما يتهمون كل من يتناول فكرهم بالنقد أو يتهمونك بأنك كنت تجري وراء منصب وعندما لم تحصل عليه اتخذت هذا الموقف وهم يخدعون المتأخونيين في ذلك لأن الإخوان هم أول من يعلمون أن اتهاماتهم باطلة .. وبفضل الله لا يهمني كلامهم لأنني اتخذت موقفي من أجل الله ويكفيني أنه سبحانه يعلم صدقي وكذبهم ولا أنكر أنني فقدت صداقات كثيرة ولكني يكفيني أنني كسبت نفسي فلا قيمة لكسبك للناس وخسارتك لنفسك.

إلى أي المناصب وصلت داخل الجماعة قبل انشقاقك عنها؟
وقفت عند درجة المحب لأنني الذي قررت ذلك وظروف عملي وهواياتي وشخصيتى التي تكره السرية ورفضي أن يتحكم أحد في وقتي بالتكاليف الكثيرة كل ذلك ساعدني في عدم الوصول إلي العضو العامل .. وربما قدر الله كان رحيما بي حتي أري الجماعة من الخارج ولو كنت بداخلها فربما أصابني التعصب الأعمى للجماعة كما حدث لأعضائها.

ما هي أعمال "المحب" داخل الجماعة؟
دور المحب هو أن يكون مستخدما لإفادة الجماعة في الأعمال التى يبرز فيها ولقد كنت خطيبا محبوبا من الناس بفضل الله فكنت أخطب في مساجد الجماعة معبرا عن فكرها وكانت الجماعة تستفيد من سيرتي الحسنة بين الناس فتنسبني إليها وبين المعلمين فأقوم بالدعاية لها في انتخابات البرلمان أو النقابة فالجماعة تستفيد من المحبين ربما أكثر من أعضائها العاملين فهي تعتمد علي أخلاق أعضائها ومحبيها ومواهبهم في كسب الأتباع.

ما الفرق بين المحب والعضو العامل؟
الفرق بين المحب وبين العضو العامل أولا أن المحب لا يصل إلي قسم البيعة وليس لأحد أن يكلفه بشيء لا يريد فعله والأمور التنظيمية لا يعلم عن معظمها شيء ولذلك كثيرا ما يشعر المحب بالغربة عندما يجلس بين الأعضاء العاملين عندما يهمس كل منهم الآخر في أمور تنظيمية لا ينبغي المحب أن يعلم عنها شيئا..بينما العضو العامل يسمع ويطيع فقد أقسم علي ذلك ويعذر من المسؤول عنه إن لم يفعل ما أمر به.

هل الجماعة تفرق في التعامل بين المحب والعضو العامل؟
لا تستطيع الجماعة أن تتحمل تبعة المحبين أو المؤيدين فهذا فوق طاقتها ولذلك تتركهم يواجهون مصيرهم وتهتم لأعضائها بل إن هذا الاهتمام يختلف من عضو إلي آخر حسب درجته التنظيمية وكلنا علمنا بما حدث لكثير من شباب الإخوان الذي استطاع السفر للخارج وتعرض للتشريد ولم يجدوا ما يدفعونه إيجارا السكن فباتوا علي الأرصفة وبعضهم ترك الجماعة باحثا عن بلد آخر يستطيع أن يجد فرصة عمل فيه.

كيف ترى مستقبل الإخوان في مصر من وجهة نظرك؟
مستقبل الجماعة في مصر يكاد يكون قد انتهي رسميا وشعبيا ولمدة لا تقل عن عشر سنوات علي أقل تقدير. فلأول مرة تكون خصومة الجماعة مع الشعب وليست مع النظام الحاكم فقط فهناك شهداء يتساقطون يوميا من الجيش والشرطة وقبل ذلك من المدنيين لن ينسي الناس بسهولة أنهم لم يكونوا آمنين في أعمالهم أو شوارعهم أو مساجدهم وكنائسهم . لن ينسوا التحريض علي دولتهم ليل نهار من إعلام الإخوان . لن ينسوا الشماته في كل مصيبة تصيب وطنهم . والأمر الصعب علي الٱخوان هو انتشار العلماء الذين يعتبرونهم من فرق الخوارج واستماع الناس إليهم وانتشار دعوتهم وتحذيرهم من هذا الفكر، وعودة الإخوان مرهونة بمدى انتشار منهج أهل السنة والجماعة أو انحساره بين الناس واعتمادهم على أن ذاكرة الشعب كالذباب ولكن الأمر شديد الصعوبة عليهم خاصة عندما تكون المواجهة فكرية بالتوازى مع المواجهة الأمنية.

ما سبب الانهيار الإخوان من وجهة نظرك؟
سبب انهيار الجماعة هو الطمع الذي أصابها بعد ثورة يناير فقد وجدت نفسها لأول مرة قريبة من السيطرة علي الحكم كذلك إنهأ جاءت بمشروع غربي وهو الفوضي الخلاقة فانكشف تعاونها مع الأمريكان والأتراك والقطريين في تنفيذ هذا المشروع تحت مسمي الربيع العربي ، أما عن الشخصية المسؤولة عن هذا الانهيار فأراه خيرت الشاطر فهو الذي قاد الجماعة إلي حتفها عندما أعاد تصويت مجلس شورى الجماعة أكثر من مرة حتى كانت الموافقة بترشيح الجماعة لمرشح للرئاسة.


في النهاية ما هي رسالتك لأعضاء الجماعة الحاليين ؟
رسالتي لأعضاء الجماعة والمحبين أعلم أن فيكم خيرا كثيرا وأن حبكم لدينكم هو من جعلكم أعضاء أو محبين وأن معظمكم لا يدري عن فكر الجماعة شيء وعليكم بقراءة سنة النبي الكريم وبخاصة الأحاديث التي عمدت الجماعة علي حذفها من أدبياتها وهى أحاديث تنهي عن الحزبية وتنظم العلاقة بين المحكومين والحاكم المسلم ظالما كان أم عادلا وليعلموا أن النبي الكريم نهي عن التعصب للمهاجرين والأنصار وهم خير الخلق بعد الأنبياء وقال دعوها فإنها منتنة فالتعصب للإخوان أو غيرهم أشد نتنا بلا شك واعلموا أننا جميعا ستحاسب أمام الله فرادي لن ينفعنا إلا انتماؤنا للإسلام والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله واعلموا أن دعوة الإخوان ليست دعوة الإسلام كما تتوهمون بل هي تخالف الإسلام في كثير من الأمور اقرؤا لعلماء السنة تعلموا ثم اعملوا هداني الله وإياكم سبيل الرشاد.