رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب خليجي: الإخوان تنظيم منغلق ولن يقوم بمراجعات فكرية حقيقية

جريدة الدستور

استبعد الدكتور فيصل عبيد العيان، الكاتب الإماراتي، رئيس أكاديمية "ربدان"، تنفيذ جماعة الإخوان الإرهابية مراجعات فكرية، مستندًا إلى "عدة عوامل، أهمها أن العقلية الصفرية هي التي تحكم فكر قادة الإخوان (إما الفوز بكل شيء أو خسارة كل شيء)، فقيادات الصفين الأول والثاني يفتقرون تماما إلى البُعد الفكري والعقل النقدي الذي يستطيع أن يقنع زملاءه بجدوى المراجعات وأهميتها، لأن من يسيطر الآن هو العقل التنظيمي الحركي والسياسي المناور البراجماتي في صفوف القيادات، والعقل الذي تسيطر عليه لغة الحماس في صفوف الأعضاء".

وقال العيان، في مقال له، إن "المخاوف الوجودية على مستقبل الجماعة كانت أحد أهم الأسباب لصد أي دعوة جادة لمراجعة فكرية شاملة، مع رفض مطلق للاعتراف بانتهاج خطاب ومواقف وسياسة تحريضية وعمليات إرهابية أدت إلى سقوط أفراد من المجتمع المدني والأجهزة العسكرية والشرطية، واعتراف كهذا قد تكون له كلفة تاريخية كبيرة".

وعن اعتراف الجماعة بالأخطاء، يقول العيان: "إن الجماعة وعبر تاريخها الطويل غير معتادة على الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، فلم نرها يوما تتبرأ من جرائمها الإرهابية منذ الأربعينيات وحتى الآن، كما أنها لم تدن العمليات الإرهابية لتنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية، بل كانت تطلق على قاتل الرئيس السادات خالد الإسلامبولي لقب "الشهيد".. ولم يحدث في يوم أن أدانت عمليات القاعدة، وكانت تعتبر أسامة بن لادن أحد الأبطال المجاهدين، وكل من حاول إرساء هذا المنهج في بنية الجماعة الفكرية تم طرده، كالدكتور مصطفى كامل ومحمد البهي والباقوري وصولا لمختار نوح وثروت الخرباوي وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد حبيب وكمال الهلباوي وآخرين.. كما أن ما قام به حسن الهضيبي، المرشد الثاني للإخوان، والدكتور عمر التلمساني، المرشد الثالث في السبعينيات من القرن الماضي، من مراجعات فكرية ضمنها كتاب "دعاة لا قضاة" لم تكن سوى مواقف تكتيكية وليست لإصلاح بنية الجماعة الداخلية والاعتراف بالأخطاء السابقة".

وتابع: "كما يستبعد الهيكل التنظيمي للإخوان اعتماد نهج معتدل، ومن ثم إجراء مراجعات فكرية، فالجماعة تنظيم مغلق ونفعي مشابه على غرار الطراز البلشفي للقيادة والسيطرة، فاعتنقت قياداتها مفهوم الولاء المطلق والإيمان الكامل والطاعة العمياء كأسلوبٍ للتعامل فيما بينهم مع حدود قاطعة وفكر لا يقبل الاختلاف أو التعددية!".