رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطيب الأزهر: جوهر الدين في صلة الأرحام

جريدة الدستور

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتناولت "صلة الأرحام وأثرها في استقرار المجتمعات".

وقال الدكتور عبدالفتاح العواري: إن التواصل أمر يؤدي إلى التقارب، والتقارب طريق للتعارف، والتعارف سبيل إلى التعاون، والتعاون حبلٌ يستمسك به من يريد استقرار المجتمع الذي يعيش فيه، مشيرا إلى أنَّ هذه المعاني أكدتها الشريعة الإسلامية، فوضعت لها من الأحكام ما يحقق أمرها، ويصل بها إلى هدفها، لأنَّ الشريعة أنزلها من خلقنا من أجل إسعادنا، وراحتنا، وصلاح أحوالنا.

وأكد خطيب الجامع الأزهر أن الناظر في تعاليم الشرع والمتأمل في نصوصه يرى أنَّ الإسلام قد اعتنى عناية كبيرة بصلة الأرحام، التي هي أصل التواصل، والتي إذا تحققتْ تحقق الخير، ومتي اندثرت واختفت زال الخير، وحل الشر ودب الفساد في الأرض.

وأوضح العواري أنَّ الإسلام حينما اهتمَّ بقضية صلة الأرحام لم يقصد بها الرحم الضيقة التي بينك وبين أقاربك الأقربين فحسب، بل إنَّ الإسلام يعني بها "الرحم الكبرى"، التي هي رحم الإنسانية جمعاء، التي انتشر رجالها ونساؤها وبثت ذريتها من أب واحد وأم واحدة.

واستدل على ذلك بالآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"، (1) سورة النساء.

وأكد فضيلته أنَّ جوهر الدين في صلة الأرحام، لافتًا إلى أنَّ العرب قبل الإسلام كانوا يناشدون بعضهم بعضا بالرحم، قائلين: أناشدك بالله وبالرحم! وهذه الرحم الآن قد تقطعت أوصالُها وهدرت قراباتُها، وكأن الشرائع الإلهية غُيبت عن الخلق وأُهملت تعاليمُها فعاث الناس في الأرض فسادا وقطعوا أرحامهم.

ونبه خطيب الجامع الأزهر إلى فضل صلة الأرحام، فبها تحل البركات وتعم الخيرات، مبينا أنَّ صلة الرحم لا تكون بوصل من يصلك، مشيرا إلى حديث النبي، صلى الله عليم وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ....".

ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى تجديد العهد مع الله، وأن نرمم ما حل بصلة الأرحام من تقصير وقطيعة، وأن نخيط ما فتق منها قبل أن يتسع الخرق، ونصل أرحامنا.