رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد الحميد حمدي وثورة 1919

جريدة الدستور

يعد هذا الموضوع ملخص لدراسة قدمت في إطار احتفالية وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة بمرور (مائة عام على ثورة 1919) خلال الفترة من 16-18 مارس 2019.
ولد عبد الحميد حمدي عام (1885م) بمحافظة دمياط، وقضى بها السنوات العشر الأولى من حياته، وتلقى بها تعليمه الإبتدائي حتى انتقل مع والده إلى القاهرة وأتخذها مقره الدائم ومسرحًا لنشاطه الصحفي.
خدم عبد الحميد حمدي الصحافة المصرية ما يقرب من نصف قرن، وعاصر تطورها، وساهم في الحركة الوطنية وشارك بقلمه في الأحداث السياسية والاجتماعية التي مرت بالبلاد، وأصدر عدداً من الجرائد والمجلات، وكان محرراً في عدد آخر من الجرائد الكبرى مثل الجريدة والسفور، ومصر، والأخبار، والأفكار، والمحروسة، والمنبر، والسياسة، والأهرام، ويعتبر عبد الحميد حمدي من المؤسسين الأوائل لنقابة الصحفيين المصرية.
قد أنشا جريدة السفوربالقاهرة عام 1915، وصدرالعدد الأول منها يوم الجمعة 21 مايو 1915 وآخرها العدد 307 يوم الأحد22 أكتوبر1922بشكل منتظم ثم استمرت حتى عام 1925 تقريبا على فترات متقطعة ، وخلال اصدار السفور أستأجر ورأس تحرير جريدة المنبر مرتين منها من نوفمبر 1918 وحتى 2 أبريل 1919 وخلال عام 1921.
واستقر عام 1927 في العمل محرراً بجريدة السياسة اليومية، والأسبوعية، وكان يرأس تحريرهما الدكتور محمد حسين هيكل وكانت من أهم الصحف آنذاك، وكانت السياسة الأسبوعية ملحق أدبي لجريدة السياسية اليومية لسان حال حزب الأحرار الدستوريين، وكانت تعبر عن صوت النخبة الأرستقراطية ذات التوجه الليبرالي في مختلف القضايا المعاصرة في ذلك الوقت مثل الاستقلال السياسي والعدالة الاجتماعية والحرية بأبعادها ومجالاتها المختلفة مع فكري أباظة وزكي مبارك ومصطفى عبد الرازق، عبد العزيز البشري، ومحمود تيمور. واستمر في الكتابة فيها حتى أغلقت في مايو 1949.
كما أنشأ أيضا جريدة الضياء أواخر أيامه وكانت تصدريومية ثم أسبوعياً الأربعاء من كل أسبوع وهي جريدة سياسية اجتماعية أدبية واستمرت حتى بعد وفاته 11 يوليو 1950.
أما علاقة عبد الحميد حمدي وثورة 19919 فكانت له علاقة مباشرة منذ بدايتها بل وخلال الحرب العالمية الأولى حيث لم تكن ثورة الشعب في عام 1919وليدة الصدفة بقدر ما ما كانت محصلة للمعاناة التي عاناها الشعب المصري من جراء الاحتلال الانجليزي الذي منيت به البلاد منذ عام 1882، وتلك المعاناة التي زادت إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918)
وتفجرت الثورة في القاهرة في التاسع من مارس 1919 في اليوم التالي للقبض على سعد زغلول ورفاقه وانتقلت الثورة بسرعة فعمت مصر من أقصاصا إلى أقصاها في أيام قلائل وأخذت أشكالا شتى من العنف وبدرجات متفاوتة.
وقد ساهم عبد الحميد حمدي بمقالات عديدة عبر مراحل الثورة المختلفة في جرائد المنبر ، ومصر،والأخبار، والمحروسة، والسفور وقد اعتقل بسبب كتابة مقالاته ضد الاحتلال يوم 26 يونية 1919 وعطلت السفور حتى يوليو 1919.
وقد تناولت الورقة عدة عناصر منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى دستور 1923 ووزارة الشعب عام 1924وهى:
1- موقف عبد الحميد حمدي من انجلترا بعد انتصارها في الحرب العالمية الأولى.
2- موقفه من نفى سعد زغلول ورفاقه إلى مالطة.
3- عبد الحميد حمدي ومظاهرات الطلبة.
4- اعتقاله وسجنه بقسم شرطة السيدة زينب، وتعطيل جريدة السفور 26 يونية 1919.
5- موقفه من الوفد المصري بالخارج.
6- عبد الحميد حمدي ولجنة ملنر.
7- موقفه من مفاوضات عدلي وكيرزون
8- الدعوة لاستقلال مصر في ظل دستور 1923.

مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة بدر بالقاهرة
عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية
باحث بوحدة البحوث- دار الوثائق القومية
E- [email protected]