رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هشام إبراهيم.. شاهد واقعة قتل أقباط مصر بليبيا

جريدة الدستور

ولد في مدينة درنة الليبية عام 1982، وانتسب لعائلة "العوكلي" من قبيلة العبيدات شرق ليبيا، وهو ذو أصول فلسطينية، انضم للعديد من الجماعات المسلحة عقب عام 2011، وتشبع بأفكار تنظيم داعش الإرهابي، والتحق به بعد تواجده في ليبيا، ولقب بـ"الديناصور"، وهو الإسم الحركي الذي عرف به آنذاك.

دراسته

درس المدعو "هشام إبراهيم عثمان مسح"، المكنى بـ"أبو حمزة"، بكلية الآداب، وحمل شهادة الليسانس، وعمل كمدرس قبل عام 2011، وبعد فبراير من العام نفسه، تشبع بأفكار الجماعات الإرهابية، وانضم لمجموعة مسلحة عرفت باسم "جماعة الصحابة"، وكانت تتمركز بمقر إدارة شركة الجبل بمدينة درنة، وهي أول مجموعة بايعت تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، وكان اسمه الحركي "الديناصور"، كما أنه شاهد على واقعة ذبح الأقباط في ليبيا 2015.

التجنيد للموساد

تم تجنيد هشام إبراهيم عثمان مسح، حينما كان في زيارة لعائلته في الضفة الغربية برفقة والدته وأشقائه، في الموساد الإسرائيلي عام 2006، وخرج من ليبيا آنذاك بوثيقة سفر ثم عاد إليها بعد ذلك بجواز سفر فلسطينى وهو السبب الذى دفع الأمن الخارجى فى ذلك الوقت للقبض عليه، كما اعتقل بسجن أبو سليم في قضية حملت الرقم 3552005.

القبض عليه

قبض على "ديناصور داعش" للمرة الأولى بد عودته من الضفة الغربية، وسجن في سجن بوسليم عام 2007، وخرج من السجن عقب أحداث فبراير 2011، بعدما تم اقتحام السجن وإخراج من كانوا بداخله، ليعود بعدها إلى درنة ويلتحق بتنظيم "أنصار الشريعة" بالمدينة فور تأسيسه، وبات آنذاك مسئولا عسكريا فى معسكر تدريبى فى مقر "شركه الجبل" سابقًا والذى كان يطلق عليه اسم "معسكر مدرسة الصحابة".

وفي المرة الثانية والأخيرة التي ألقي القبض عليه، بعد التحاقه بالتنظيم الإرهابي، قبض عليه فى منطقة "الجيزة البحرية بسرت عام 2016، أثناء المواجهات التى دارت بين «قوات البنيان المرصوص» من جهة وتنظيم «داعش» الإرهابى من جهة أخرى.

ويؤكد في اعترافاته قائلًا: "في الأيام الأخيرة لداعش في سرت حوصرنا في حي الجيزة البحرية، وكنت من ضمن المحاصَرين، حين جاءني نداء عبر اللاسلكي من آمر التسليح يدعى حسن الشاعري، يأمرني بفتح النار من جهتي لتخفيف الضغط عليه، كان ذلك قبيل الفجر بأحد الأيام الأخيرة من نوفمبر 2016، واستطلعت الجبهة من جهتي، فوجدت منفذا تسللت منه في غفلة من مقاتلي البنيان، فاتجهت إلى الحي رقم 3 وبقيت مختبئا في أحد المنازل لثلاثة أيام".

الإنضمام لداعش ليبيا

التحق ديناصور داعش، بتنظيم داعش فرع ليبيا، في 2014، بعد إعلان إمارة التنظيم فى أكتوبر من العام نفسه، وانتقل من مدينة درنة فى أوائل فبراير 2015 ليستقر فى مدينة سرت، وبات بعد القبض عليه الشاهد الوحيد في كثير من الجرائم التي ارتكبها التنظيم ولم يبق غيره من الأحياء ليفك طلاسمها بعد أن تم توقيفه في سجون إدارة الجريمة بمصراتة.

وعن شهادته عن التنظيم الإرهابي، يقول "في شهر سبتمبر 2014 وصل إلى ليبيا ثلاثة قادة مبعوثين من التنظيم الدولة في سوريا والعراق، وتنقلوا بين درنة وسرت، وكان زعيمهم يدعى وسام الزبيدي، ويكنى بـ"أبي عبدالعزيز الأنباري" وهو عراقي الجنسية من مدينة الرمادي وحضر إلى ليبيا مكلفًا بإمارة شمال أفريقيا، وقتل نتيجة قصف لطيران أميركي على منطقة الفتائح بمدينة درنة في نوفمبر 2015، و"أبومعاذ التكريتي" ثاني الشخصيات، وهو من العراق أيضا، ويمتلك خبرة في مجال الإعلام، وهو من أشرف على إخراج إصدار ذبح الأقباط المصريين، والثالث "أبوعامر الجزراوي"، سعودي الأصل وهو الذي ظهر في الفيديو يتحدث الإنجليزية، وقتل في حي الجيزة البحرية إبان عملية البنيان المرصوص في ديسمبر 2016.

أسند إلى "ديناصور داعش"، بعد تواجد الدواعش الثلاث في ليبيا مهمة تأمين تنقلاتهم، الأمر الذي أتاح له فرصة ليستمع لأحاديثهم ويرصد تلقائيا جانبا من تحركاتهم، وقبل توليه تلك المهمة، عرض قادة التنظيم عليه آنذاك في منزل صديقه المدعو "فرج كيكبان" إمارة سرت، في أكتوبر 2014 في أول لقاء له معهم، لكنه رفض، واستلم مهمة تأمين تنقل القادة الثلاث بين المدن الليبية، درنة وبنغازي وأجدابيا والنوفلية وسرت.

ذبح الأقباط

يعد ديناصور داعش شاهد على عملية ذبح الأقباط المصريين في ليبيا 2015، حيث كلّف بعد تصوير الإصدار الدموي بجمع الجثث ونقلها بصحبة آخرين لدفنها عند نقطة تبعد 12 كيلومترًا عن بوابة الأربعين جنوب مدينة سرت، إذ يقول واصفًا مشهد القتل البشع "عند وصولنا إلى الشاطئ شاهدت مجموعة من عناصر التنظيم وسياراتهم، و21 شخصا يرتدون زيا برتقاليا شبيها بلباس عمال النظافة".

ويتابع وصفه للمشهد "كانت توجد سكة متحركة عليها كرسي، وكاميرا سفلية تتحرك من بداية السكة إلى نهايتها، وعلى هذا الكرسي ذراع طويلة عالية متحركة توجد في نهايتها كاميرا يتحكم بها مصور جالس على الكرسي، وكاميرات أخرى كانت مثبتة على شاطئ البحر"، موضحًا أن "أبو معاذ التكريتي" أعطى التعليمات ببدأ التصوير، بينما أعطى "أبو عبدالعزيز الأنباري" الإشارة ليقوم عناصر داعش الملثمون بوضع الضحايا على بطونهم ومن ثم ذبحهم وفصل رؤوسهم، ووضعها على ظهورهم، كما ظهر في الإصدار.