رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيران تواصل عملياتها في قلب سوريا للرد على هجوم الأحواز

جريدة الدستور

واصل الحرس الثوري الإيراني عملياته العسكرية في قلب سوريا، بإطلاق صواريخ باليسيتة على مقرات تزعم إيران أنها لقادة إرهابيين متورطين في الهجوم على العرض العسكري الإيراني في مدينة الأحواز، إذ أكد محمد باقري رئيس الأركان الإيراني، أن إيران ستواصل عملياتها في سوريا، من أجل الرد المناسب على هجوم الأحواز.

وأكد رئيس الأركان الإيراني، في تصريحات له، أنه عقب قصف مليشيا الحرس الثوري مواقع في دير الزور شرقي سوريا، أن إيران اتخذت العديد من الإجراءات خلال الأسبوع الأخير، للرد المناسب على هجوم الأحواز، زاعمًا أن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن منفذي الهجوم مرتبطون بمجموعة مناهضة لإيران، وأن تنظيم داعش هي الجهة التي وجّهتهم من محافظة دير الزور السورية في تنفيذ الهجوم.

وواصل رئيس الأركان الإيراني زعمه بأن العملية الصواريخ التي استهدفت مقرات مواقع لتنظيم داعش الإرهابي، كانت ناجحة وقتل فيها العديد من قادة التنظيم، مؤكدًا أن هذه كانت البداية وسوف تتواصل العمليات.

في المقابل، قالت مواقع سورية أن الصواريخ التي أطلقتها إيران سقطت فجر الإثنين بين بلدة البوحسن ومدينة هجين بالريف الشرقي، أسفرت عن استشهاد خمسة مدنيين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، موضحةً أن المناطق التي طالها القصف الإيراني جميعها مناطق مدنيّة وليست مقرات أو مواقع لتنظيم داعش، نافيةً ادعاءات الحرس الثوري الإيراني حول استهدافه اجتماعا لقادة التنظيم شرقي الفرات.

وكشفت المواقع السورية عن قيام الحرس الثوري الإيراني، بإنشاء حواجز عسكرية على طول الضفة الجنوبية لنهر الفرات من مدينة الميادين إلى البوكمال، لافتةً إلى منع عناصر الحرس الثوري بمنع عودة المدنيين من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق سيطرة نظام السوري، فيما سمح للمدنيين الذين غادروا من مناطق النظام "شامية" الى مناطق سيطرة قسد "جزيرة"، بالعودة ودخول مناطق النظام.

وأشارت إلى أن المعابر النهرية كانت سابقًا تحت سيطرة الدفاع الوطني وقوات النظام وتفرض مبلغ 3 آلاف ليرة سورية للشخص الواحد من أجل الدخول ومبلغ ألفين ليرة سورية على السفينة التي تنقل المدنيين، إذ تنتشر المعابر النهرية التي يستخدمها المدنيين لتنقل بين ضفتي نهر الفرات.

في الوقت ذاته، وصفت وزارة الدفاع الإمريكية "البنتاجون"، استهداف إيران بالصواريخ البالستية، مواقع شرقي نهر الفرات في سوريا بأنه تهديد للطيران المدني والعسكري، وغير مسؤول، ويقوض عمل قوات مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، إذ أكد المتحدث باسم الوزارة "سين روبرتسون" في تصريحات له، أن الضربات التي نفذها الحرس الثوري، تمت دون التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ونوهت وزارة الدفاع على لسان متحدثها إلى أن إطلاق الصواريخ على مجال جوي دون تنسيق، يشكل تهديدًا على المجال الجوي المدني والعسكري في المنطقة، مشددًا على أن التحالف لديه القدرة على هزيمة عنصار داعش الإرهابيين في وادي الفرات الأوسط، موضحًا أن أي تصرف لإيران في هذا المكان غير آمن ويصعّد التوتر.

وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن في بيان له، استهداف مواقع لـ"داعش" في منطقة البوكمال السورية، بـ 6 صواريخ بالستية متوسطة المدى، قتل خلالها العشرات من عناصر التنظيم، ردًا على الهجوم الذي استهدف العرض العسكري جنوب إيران بمدينة الأحواز في 21 سبتمبر الماضي.

وزعم الحرس الثوري أنه استهدفت منطقة هجين التي تبعد مسافة 24 كلم شمال مدينة البوكمال الحدودية في محافظة دير الزور، وأدت لمقتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين التكفيريين وقادة جريمة الأحواز في هذا الهجوم الصاروخي، حسب التلفزيون الرسمي الإيراني.

يذكر أن مساعد وزير الدفاع الأمريكي "روبرت ستوري كارم"، أكد أثناء جلسة استماع في الكونجرس حول الوضع في سوريا، الاسبوع الماضي، أن وجود إيران وتصرفاتها الخبيثة يجعلان فرصنا لنرى في الأفق حلًا سياسيًا راسخًا في سوريا ضئيلة للغاية، موضحًا أن الولايات المتحدة لا تقاتل الجيش السوري أو القوات الإيرانية في سوريا، لكنها جاهزة للدفاع عن نفسها في حال شن هجوم عليها.