رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفاة صاحب مقولة "اتق الله" للرئيس المخلوع حسني مبارك

جريدة الدستور

توفي الشيخ علي مختار عبد العال القطان، المعروف بـ"علي القطان"،صباح اليوم الثلاثاء، صاحب مقولة "اتق الله"، والتي وجهها للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، في أوائل تسعينيات القرن الماضي داخل الحرم النبوي وسجن على إثرها 15 سنة.

ولد الشيخ علي مختار القطان ونشأ فى قرية "تلا" التابعة لمركز "أشمون" بمحافظة "المنوفية"، في 29 إبريل 1947، وحصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية عام 1969، وخدم بالجيش المصرى بين عامى 1969 و1975، وشارك فى حربى الاستنزاف و1973، حتى بلغ درجة نقيب بسلاح المشاة.

توجه القطان بعد الانتهاء من خدمته العسكرية بالقوات المسلحة عام 1976 إلى فرنسا لدراسة علم الاجتماع، والتقى هناك بالمستشرق الشهير "جاك بيرك"، ثم توجه إلى السعودية عام 1980 للعمل باحثًا اجتماعيًا، وسافر إلى حوالى 50 دولة إسلامية وغير إسلامية، كـ"السعودية، وفرنسا، وباكستان، وأفغانستان"، والتقي في الأخير بـ"عبد رب الرسول سياف" زعيم المجاهدين الأفغان، وقام باستضافته هناك، ثم ذهب إلى الهند وماليزيا وغيرها من بلاد العالم.

حصل "القطان" على العديد من الشهادات الدراسية والعلمية من جامعات متعددة فى العالم، خاصة فى دراسة علم الاجتماع السياسى، حيث سافرت إلى فرنسا، والتحق بكلية "متريز" فى جامعة "منط" بفرنسا، وحصل على درجة الماجستير فى الاجتماع السياسى، ودبلوم دراسات عليا فى علم الإجرام من كلية آداب قسم اجتماع من جامعة عين شمس، ودبلوم علم الاجتماع ودبلوم العلاقات الصناعية والاجتماعية ودبلوم المنظمات غير الحكومية والعمل التطوعى بجامعة عين شمس، ودبلوم المجتمع المدنى وحقوق الإنسان من جامعة القاهرة، ودبلوم المفاوضات الدولية من كلية سياسة واقتصاد وماجستير من معهد البيئة بجامعة عين شمس.

القصة التي تعد أشبه بالخيال هي حقيقة وحدثت بالفعل داخل الحرم النبوي، حيث كان يقيم الشيخ في المدينة، وقابل "مبارك" داخل الحرم النبوي، في 21 مارس 1993، وهتف فى وجهه قائلًا: "اتق الله"، فتم حبسه هذه الفترة، وقضى في السجن مدة 15 عامًا، وأفرج عنه فى ديسمبر عام 2007.

وروى "القطان" قصة مقولته الشهيرة، قائلًا: "كنت مقيما بالمدينة المنورة، وكان ضمن من ينتظرون نفحات ليلة القدر بالحرم النبوي، فأخذت مكاني في الصف الأول، وقرابة الفجر ذهبت لتجديد الوضوء، ولدى عودتي وجدت الحراس يمنعون الدخول، وكان الزائر هو الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكانت الإجراءات الأمنية مشددة، لكن وجهي كان مألوفًا لقائد التشريفة السعودي، الذي رآني فتبسم، فسمح لي بالدخول، حيث أديت مع الحاضرين صلاة الفجر".

وتابع: بمجرد انتهاء الصلاة وجدت مبارك أمامي، يرتدى جلبابًا، ويبدو أنه أتم عمرة بمكة، ثم جاء لزيارة المسجد، فقلت له بشكل عفوي "يا ريس اتق الله، واحكم بما أنزل الله"، فأخذته رعدة، والفت مرتبكا، وأسرع الحراس إليه، وانطلقوا به إلى خارج المسجد.

وأوضح أنهم فى أمن الدولة -الأمن الوطني حاليًا- حينما سألونى عن المحرض فأجبت بأن المصحف الشريف هو الذى حرضنى على أن أقول له اتق الله، من أجل مستقبل البلد ومستقبل أولادكم فيها فكانوا يضحكون من هذا الكلام.

لم يكن له أى نشاط سياسى أو انتماء لتنظيمات إرهابية وقتها، وساند الرئيس المخلوح محمد مرسي بل وقد له البيعة أثناء حكمه، توري عن الأنظار في الأعوام السابقة حتي اعلن بعض النشطاء علي الفيس بوك وفاته صبيحة هذا اليوم.