رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رجال الكرامة".. الحركة السورية الأبرز في أحداث السويداء

أرشيفية
أرشيفية

يتعلق مصير مدينة "السويداء"السورية التى تحتل واجهة الأحداث منذ أيام بمصير ما يعرف بـ "حركة الكرامة" التى تشترط روسيا لتسوية أوضاع المحافظة اعتبار الحركة "إرهابية".

هذا ما طلبه الروس بشكل واضح خلال اجتماعهم بوجهاء ورؤساء الطائفة الدورزية بمنزل الشيخ "يوسف جربوع" شيخ الطائفة.

وجهاء المدينة ومشايخها يرفضون تسوية وضع المدينة فى مقابل هذا الطرح الروسى ويرفضون جعل الحركة إرهابية فمن هم "رجال الكرامة" الذين يراهم الروس إرهابيين ويراهم أهل السويداء مجاهدون ويعلقون مصيرالمدينة بهم؟

التأسيس

تكونت حركة "رجال الكرامة" عام 2012م على يد الشيخ أبو فهد "وحيد البلعوس" لحماية المدينة التى ينتمى أغليها للطائفة الدورزية من أى هجوم أو تدخل مسلح وانبثق من هذه الحركة ما عرف فيما بعد بـ"قوات شيخ الكرامة".

" البلعوس" المؤسس كان شعاره الدائم"دم السورى على السورى حرام" ومن ثم أعلنت الحركة فور تأسيسها أن سياستها هى الحياد مما يحدث على الأراضى السورية، فهى ليست مع النظام وليست ضده ولكنها ستمنعه من بسط نفوذه على المدينة، كما ستنمع شبابها من التجنيد فى صفوف الجيش السورى.

قتل الشيخ "البلعوس" مؤسس الحركة في سبتمبر 2015، ومعه أكثر من 50 شخصا من رجال الحركة إثر تفجير موكبه، وأشارات أصابع الاتهام فى حينها للنظام السورى.

أعلنت الحركة فور مقتل قائدهها "البعلوس" تشكيل ما عُرف بـ"قوات شيخ الكرامة" للأخذ بثأر المؤسس وحماية السويداء ومواصلة نفس النهج من رفض الانحياز والتجنيد الإجبارى لابناء المحافظة.

وقالت فى بيان التأسيس الصادر عنها: "إن هذه الحركة قد انطلقت لتحصيل كرامة أهلنا في الجبل ونصرة المظلوم والدفاع عن أرضنا وعرضنا وعدم السماح بتغيير تاريخ وعادات الطائفة المعروفية العريقة".

تخضع الحركة حالياً لإشراف اثنين من المراجع الدينية هما الشيخ "أبو حسن يحيى الحجار"، الشيخ "أبو عدنان ركان الأطرش" الإشرف لا يشمل فقط الشؤون الدينية، وإنما يمتد للإشراف العسكرى.

حربها ضد "داعش" وجبهة النصرة

خاضعت الحركة أول معاركها بجانب الجيش السورى ضد تنظيم "جبهة النصرة" الذى كان يريد دخول مدينة "السويداء"، ونجحت الحركة فى دحر التنظيم ووأد احلامه، وفور انتهاء المعركة اتهمت الحركة الجيش السورى بخيانتها فى أرض المعركة وأنه كان يضربهم من الخلف.

تكرر الاتهام بخيانة الجيش السورى لهم أثناء معركة "الحقف" ضد تنظيم "داعش" ، إذ اتهموا " وفيق ناصر" "رئيس فرع الأمن العسكري فى الجيش السورى، أنه أعطى للدواعش الإحداثيات الخاصة بـ"رجال الكرامة".

بعد المعركة ظهر الشيخ "وحيد بلعوس" مؤسس الحركة في فيديو عام 2015م، متوسطاً مجموعة مشايخ الطائفة "الدوروزية"، مهدداً لـ"وفيق ناصر " بقوله: "كرامتنا أغلى من بشار الأسد".

موقفها من الجيش السورى

ورغم هذه التهديدات لرئيس فرع الأمن العسكرى "وفيق ناصر" إلا أن "رجال الكرامة" لم تأخذ موقفًا معادياً من الجيش السورى ولم يحدث بينهما أى احتكاكات عسكرية سوى بعض من الشد والجذب بسبب ما وصفته الحركة بالمعاملة المهينة للدروز على الحواجز من قبل الأمن السورى.

بل أن القيادى فى الحركة "غانم حمزة" أكد فى تصريحات صحفية له أنهم لم يقفوا ضد الجيش السورى ولن يقفوا ضدة أبدا، وبرر التهديدات السابقة لـ "وفيق ناصر" أن هذه التهديدات ضد الفاسدين فى الجيش السورى وليست ضد الجيش كله.

الشواهد والأحداث تقول إن هناك إحتكاكات جرت أيضاً بين الجيش والحركة بسبب التجنيد الإجبارى إذ منعت الحركة شباب "السويداء" من الالتحاق بالخدمة العسكرية وعند إيقاف الجيش لأى شاب متخلف عن الخدمة الإلزامية من قبل الجيش كانت تقوم بخطف جنود من الجيش للضغط عليه من ترك الشاب المطلوب للخدمة وكان الجيش السورى يستجيب.