رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحوثي مقابل النفط».. هل تتخلى إيران عن دعم حليفها اليمني؟

أرشيفية
أرشيفية

نشرت قناة المحمرة التابعة للمعارضة الإيرانية، تقريرا حول موقف إيران الحالي من خسائر حليفها الحوثي في اليمن، تحت عنوان "الحوثي مقابل النفط".

ووصف التقرير الموقف الإيراني الحالي بالضعيف، وقدم أدلة مباشرة على ذلك، ناصحا دول الخليج بالتريث في رد الفعل حول الاستفزازات الإيرانية في كل من الخليج العربي، والبحر الأحمر التي تصدر على لسان بعض قادته.

وأوضح أن الحوثي كان يعد ورقة رابحة لنظام الملالي في الضغط على كل من دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط من ناحية، والغرب والولايات المتحدة من جهة أخرى، وأن هذه الورقة يمكن استخدامها كورقة مفاوضات مع هذه الأطراف، لأنها تدرك أهمية اليمن بالنسبة لهم، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفن الملالي، بعد شن قوات التحالف حملة عاصفة الحزم وما لحق بالحوثي من خسائر.

وأشار إلى أن الغرب باستثناء الولايات المتحدة لا يرغب في إطالة أمد الصراع في اليمن حتي لا تخرج بؤرة صراع جديدة لتفريخ الجماعات الجهادية كحال الصومال؛ مما يهدد مصالح أوروبا ويعطل صفو مراميها للسيطرة على المنطقة على حساب أمريكا التي باتت تركز على منطقة شرقي آسيا وبحر الصين. أما السعودية ومعها دول الخليج العربي فهي لا تريد ان تشاهد سقوط مزيد من الدول العربية في براثن الحروب الداخلية التي تزيد من نفقاتها وتهدد أمنها الداخلي كالعراق والشام، كما لا تريد أن تكون محاصرة من الشمال والجنوب والغرب بحروب داخلية طالما سعت إلى إطفائها.

وأكد التقرير أن إيران تدرك أهمية ذلك بالنسبة لها؛ لذلك راحت تزيد من تلك الحروب على أمل تحقيق أهدافها للقبول بها كشرطي للمنطقة من دون منافس، وفي الوقت الراهن أدركت طهران أن الحوثي لم يعد الورقة الرابحة في الصراع الذي تقوده ضد دول الخليج، فأخذت تبحث عن جديد يهون من خسارتها في لعبة اليمن.

البديل النفطي

وفي غضون ذلك ظهر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وبدأ الرئيس ترامب يلوح بفرض الحصار النفطي على إيران، مما شكل مدخلا لها للتخلص من معضلة الحوثي، وأخذت طهرات تبعث رسائل باستعدادها للتفاوض مع المملكة العربية السعودية على أمل أن تقبل ومعها دول الخليج ودول الغرب بعرضها الذي لا يقبل سوى نقطة واحدة، وهو "الحوثي مقابل النفط"، فلا يوجد ما يقلق إيران الآن سوى الحصار النفطي المرتقب من الجانب الأمريكي وهو السلاح الوحيد الذي يفت عضد إيران ذات النفقات التي تزداد يوميا بعد يوم في ظل استشراء الفساد والصراعات الداخلية بين أجنحة الحكم وغلاء المعيشة.

الموقف الإيراني الضعيف

وتابع تقرير قناة "المحمرة": "تعد الإشادة الإيرانية بالمملكة العربية السعودية على لسان "كاظم بور أردبيلي" المندوب الإيراني لدى منظمة الأوبك قرينة واضحة على أنها رسالة واضحة لمن يهمه الأمر في الرياض فقد وصف كاظم المملكة السعودية بالبلد المسلم الشقيق والشعب السعودي بالشعب الواعي المثقف الناضج، وهذه الإشادة ليست عبثا ولا هي وليدة الصدفة".

وبحسب "روسيا اليوم" فإن المندوب الإيراني لم يكن ليدلي بهذا التصريح لو لم يطلب منه ذلك، وأن هذه الإشادة تعد خطوة مهمة نحو المملكة.

تصريحات اردبيلي عززها تصريحات لمسئول آخر هو "عباس عراقجي" نائب وزير الخارجية الإيراني الذي أعلن عن استعداد إيران للتفاوض مع التحالف العربي حول ملف اليمن!!.

الكرة في مرمى الملالي وليس العكس

وتساءل التقرير: هل هناك احتمالات لنجاح إيران في الحصول على مرادها من دول الخليج العربي؟

وكانت الإجابة- بجسب القناة- : "ما يراه مراقبون أن الكرة الآن في مرمى إيران، وليس العكس، كما يظن البعض، فمن استمع إلى خطاب قائد ميليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي، عقب هجوم قوات التحالف علي ميناء الحديدة يدرك أن الرجل كان مرتبكا ومتخبطا بشدة، فآخر ما كان يملكه من ورقة هو الصواريخ البالستية التي تثبت فشل فاعليتها، ويدرك المستمع أن الرجل واقع في ورطة، وأنه قد دخل معتركًا أكبر من حجمه؛ ما يعكس أن إيران قد حرقت المراحل واستعجلت دفعه إلى أبعد من حدوده؛ لذا فإن على المملكة السعودية ودول الخليج العربي أن تتأنى، ولا تستعجل في الاستجابة للعرض الإيراني الذي يسعى لكسب عامل الزمن وليس له خيارات أو أوراق أخرى أكثر من التي لعبها إلى الآن، ومازال لدى دول الخليج هناك أوراق كثيرة لم تستخدم بعد؛ خاصة ما يتعلق منها بالشأن الداخلي الإيراني، وما قد تسفر عنه خطة واشنطن لفرض الحصار، وكذا التحولات في كل من العراق والشام.