رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«غزوة نصرة الشريعة».. محاولة «القاعدة» لإثبات وجود التنظيم بتونس

أرشيفية
أرشيفية


أخرجت كتيبة "عقبة بن نافع" التابعة لتنظيم القاعدة بتونس ورقة تحليلية بعنوان "إنها كتيبة عقبة بن نافع.. قراءة تحليلة لغزوة نصرة الشريعة بعين سلطان"، وهى العملية التى استهدفت دورية للحرس الوطني بعين سلطان الواقعة قرب الحدود الجزائرية، وأدت لاستشهاد ستة أفراد من الحرس الوطنى التونسى.

الورقة موقعة باسم حركى لأحد أفراد التنظيم ويدعى "كريم الأندلسى".

أهداف وراء العملية

ومن الواضح أن التنظيم يهدف من وراء هذه العملية للتأكيد على إثبات وجوده وقدرته على على إحداث النكاية، وأنه مازال حيًا ليشكك فى جدوى الضربات الأمنية الناجحة التى وجهها الأمن التونسى ضده والتى أدت بالفعل لاختافئه عن مسرح الأحداث لفترات طويلة.

فمنذ عملية متحف "باردو السياحي"، التى أسفر عن مقتل 22 سائحا، فى مارس 2015م انحسرت عمليات التنظيم لمدة عام كامل قبل أن يعود فى أغسطس من عام 2016م؛ ليعلن عن تبنيه عملية في جبل سمامة بمدينة "القصرين" الواقعة على الحدود الجزائرية وهى المنطقة الوعرة التى ينشط فيها التنظيم.

بعدها عاد التنظيم مرة أخرى للكمون والانحسار على إثر الضربات الأمنية الموجعة التى أدت لتصفية مقالتيه داخل الأراضى التونسية ومقتل أغلب قادته، وكبدته خسائر فادحة وهزائم متتالية.

اثبات الوجود

التنظيم يعترف صراحة خلال هذه الورقة أنه جاء ليعلن فقط أنه لم يمت وأنه باق؛ إذ يقول فى نصه: "إن عملية "نصرة الشريعة" جاءت بعد صمت وإعداد دؤوب، حاول خلاله النظام الوظيفى فى تونس عشرات ومئات المرات الترويج عبر أبواق إعلامية مأجورة أن كتيبة "عقبه بن نافع" قد زالت وانتهت، وأنه قد تم القضاء عليها".

إذن هى عملية خاطفة سريعة استغلت ثغرة ما فى صفوف القوات التونسية لتعلن الكتيبة أنها مازالت موجودة لم تمت دون أن تنبئ عن القدارت الحقيقية للتنظيم، أو تنفى عنه ضعفه الناتج عن خسائره فى المواجهة بل الحقيقة أنها تثبت هذا الضعف الذى أجبر التنظيم على أن تكون أكبر أهدافه هى مجردالتواجد والبقاء فقط.

الصراخ نتيجة الضعف

يريد التنظيم أن يقوم بعملية اسقاط على النظام التونسى فيقول: إن العملية جاءت لإظهار عجز قوات النظام الرسمى عن حماية أنفسهم فكيف سيحققون الأمن للآخرين.

كمثل من يصرخ بأعلى صوته ليدارى ضعفه هكذا فعل التنظيم حينما قال فى ورقته هذه: "كانت هذه الغزوة إعلانا بأن جنود الردة " يقصد الجيش التونسى" غير قادرة على تأمين أنفسهم فكيف سيؤمنون هؤلاء الزنادقة المرتدين من أعضاء لجنة "الحريات" الذين نبشرهم بأن يد المجاهدين ستطالهم يوما ما بإذن الله وسنقيم حكم الله فيهم طال الزمان أو قصر"
التنظيم يقر بخسائره".

اعترف التنظيم أيضًا من خلال قراءة هذه الورقة بخسائره على مستوى القادة، والأفراد المميزين جراء المواجهة مع النظام التونسى وأنه جاء ليثأر لقتلاه فقال: إن هذه العملية تأتى ثأرًا للأخوات والإخوة من التنظيم أمثال "سعد ساسى" و"أبى خيثمة الموريتانى" و"حسنين العيفة" و"حلمى الرتيبى" و"على العمرى "و"لقمان أبى صخر" و"مراد الغرسلى" و"حسام أبى الفتح".
ضرب السياحة التونسية.

استهدف التنظيم أيضًا بهذه العملية اضعاف الدولة التونسية من خلال ضرب أحد الموارد الاقتصادية المهمة؛ إذ صرح التنظيم أنه يريد بهذه العملية ضرب السياحة فى تونس واضعاف الحكومة الحالية من خلال التأثير على الموسم السياحى وتحقيق تراجع فى معدلات النمو الاقتصادى جراء هذه العملية.

جاء نص البيان الصادر عن التنظيم ليؤكد ذلك فقال: "هذه العملية أيضًا لثبت أن يد كتيبة عقبة بن نافع لازالت ضاربة ومهما حاولت حكومة العمالة وجنودها طمس الحقائق طمعًا فى موسم سياحى يغطى فشلهم الذريع فإن ذلك لن ينفعهم فإن ضرب الصليبيين وسياحتهم على رأس اهتمامات جماعة قاعدة الجهاد وأن الصليبيين، وسياحتهم، ومصالحهم المنشترة فى طول البلاد، وعرضها هى أهداف مشروعة لنا ولن ندخر جهدًا فى ضربهم، وقتلهم وإخراجهم صاغرين من أرضنا" .

التنظيم والسياسة

حاول التنظيم من خلال ورقته أن يلامس السياسة، ويتكلم بها، ويخاطب المجتمع التنونسى من خلال ايدلوجيته فدعا الشعب التنوسى للثورة على الأوضاع الحالية، والمطالبة بتطبيق الشريعة، وحاول تبرير عملياته من خلال التمسح فى الشريعة لتحييد الشعب وفصله عن حكوماته خلال المواجهة.

أراد التنظيم أن يبرر إرهابه من خلال إدعائه أن الأزمة فى تونس هى أزمة تغييب للشريعة عن واقع الناس ومعاملاتهم والحكم بغير ما أنزل الله الذى هو كفر أكبر وردة بالإجماع، وأن البلاد تعانى من سوء الحكم والسياسة وتردى الأحوال الإقتصادية.

حاول التنظيم الرد على الحقائق، والأرقام التى تقول أن هناك تصاعد فى معدلات النمو فاعترف التنظيم دون أن يدرى بمعدلات النمو، ولكنه بررها أنها نتيجة خفض الدعم للمنتجات الاساسية كالمحروقات والزيت والسكر، حرص التنيم أن يظهر نفسه ناصحًا فاختتم حديثه قائلًا: فماذا تنظر يا شعب تونس لتثور وتخلع هؤلاء الحكام وتطالب بتحكيم شرع الله، وماذا ستخسر أكثر مما خسرته".