رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحب والجنس في حياة "سيد قطب".. «بروفايل»

جريدة الدستور

يعتبر سيد قطب، المفكر الإخواني البارز، هو واحد من أشهر الشخصيات في العالم، لما لا؟ وهو السبب بكتاباته في نشأة وظهور كل التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تهدد العالم الآن وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي ومن قبله تنظيم القاعدة.

قصة حياة سيد قطب معروفة للجميع بداية من مولده عام 1906 في إحدى قرى محافظة أسيوط مرورا بنشأته الأدبية التي شكلت شخصيته العلمانية التي جعلته يسافر إلى أمريكا ليستكمل دراسته وينضم لحزب الوفد، وذلك قبل أن تتغير حياته بتغير أفكاره والتي كانت سببا في انضمامه لجماعة الإخوان الإرهابية وأصبح عضو مكتب إرشاد فيها بل وأصبح أحد أهم مفكريها بكتاباته وأفكاره حتى عام 1966 العام الذي شهد إعدام إثر محاولة إعادة تنظيم الإخوان للعمل في المشهد المصري بشكل سري رغم وجود قرار من رئاسة الجمهورية بقيادة جمال عبد الناصر بحل هذا التنظيم، هذا بخلاف محاولته قلب نظام الحكم.
هذا الجانب من حياة سيد قطب معروف للجميع إلا أن هناك العديد من الأسرار التي لم تنشر من قبل حول شخصية المنظر الأول للجماعات التكفيرية في العالم.

النساء

حاولت جماعة الإخوان الإرهابية عبر مؤلفاته الزعم بأن سيد قطب كان ملاكا على الأرض، سخر حياته لله وخدمة دينه دون أن تتحرك شهوته تجاه النساء، وهو الأمر الغير دقيق تاريخيا، فسيد قطب خاض أكثر من قصة حب أولها عندما كان الـ 14 في عمره حيث عشق فتاة كانت صديقة لإحدى شقيقاته لكنه لم يتمكن من خطبتها، وقد اعترف بهذا الأمر في كتابه الشهير "طفل من القرية" ووصف حبيبته وقتها وصفا دقيقا وأكد أنها تزوجت بعد رحيله من قريته بـ 3 أعوام مما جعله يقرر عدم عشق أي فتاة مرة أخرى، ولكن قراره لم يتم حيث عشق فتاة أخرى من القاهرة أثناء عمله في وزارة المعارف وخطبها ولكنها تركها بعد أن اعترفت لها بحبها السابق لجارها الذي كان يعمل ضابطا في الجيش.

أما قصة الحب الثالثة في حياة سيد قطب فكانت عام 1954 بعد أن أصبح عضوا في الجماعة وكان عمرة وقتها 48 عام وكاد أن يخطبها لولا سجنه الذي قضى فيه 10 سنوات ليخرج عام 1964 بعفو صحي ووقتها حب للمرة الرابعة وكاد أن يتزوج لولا القبض عليه مرة أخرى وإعدامه عام 1966.

قيل أن سيد قطب تزوج عرفيا عام 1949 أثناء وجوده في أمريكا، والمفاجأة في هذا الأمر أن زوجته قيل عنها أنها كانت ضابطة في الاستخبارات الإسرائيلية من أصول مصرية وكانت تدعى كليمنتينعازار عاشت وترعرعت في الإسكندرية قبل سفرها لأمريكا ومقابلتها لسيد قطب والزواج به لاستدراجه.

الجنس

على الرغم من أن سيد قطب هو أحد أهم المنظرين الإسلاميين لدى أغلبية التيار الإسلامي المتشدد ليس في فقط بل وفي العالم بأسره إلا أنه كان يملك جزءا خفيا في شخصيته يخالف تماما الجزء الذي كان يظهره للناس في كتاباته، حيث كان متشدقا بالجنس رغم أنه زعم أنه لم يمارسه طوال حياته لعدم زواجه، وما فضح هذا الهوس الجنسي هي كتاباته وأفكاره ما قبل انضمامه للإخوان.

أشهر هذه الكتابات الجنسية مقاله في جريدة الأهرام بتاريخ 10 يوليو عام 1938 بعنوان "خواطرالمصيف - الشواط ئالميتة" وفيه أشاد بتجربة شواطيء العراة الموجودة في أوربا مؤكدا على أنها تجربة رائدة تمنع الشباب من الإصابة بالهوس الجنسي وذلك لأن تلك الشواطي لم تك تشهدي أي وقائع تحرش.

ومن ضمن كتاباته عن الجنس أيضا مقال في مجلة الفكر الجديد بتاريخ يناير عام 1948 وكان بعنوان "أفخاذ ونهود" ورغم أن المقال ينتقد الحرية الجنسية الأوربية إلا أن كان مليء بالإيحاءات الجنسية والأوصاف التي تؤكد هوس كاتبها بالجنس.

اشتهر سيد قطب بعد عودته من أمريكا بكتابته هذا النوع من المقالات فله مقال أيضا بعنوان "أمريكا التي رأيت" على صفحات مجلة الرسالة عام 1951 يصف فيها العلاقات الجنسية في أمريكا وكيف أثرت بالسلب على المجتمع الأمريكي كله، ولم يخل هذا المقال من تعبيراته وأوصافه الجنسية.

علاقته بالشيعة

وبعيدا عن النساء والجنس في حياة منظر الإخوان والإرهابيين الأول، فهناك نقاط في حياة سيد قطب كانت إثارة للجدل من كل ما سبق أبرزها علاقته مع الشيعة وعشق الشيعة له لدرجة أن إيران درست كتبه في مدارسها بعد وفاته على الرغم من أنه الرجل نفسه الذي يعتبره أهل السنة أحد ائمتهم الكبار ومرجعياتهم القوية.

ما يؤكد العلاقة القوية بين الشيعة وسيد قطب هو ظهوره في صورة مع كبارة قادة الثورة الإيرانية التي قادها الخميني للسيطرة على إيران، وكان على رأس هؤلاء القادة مجتبي نواب صفوي.

سيد قطب كان يروج للعديد من الأفكار الشيعية وعلى رأسها سب الصحابة وأمهات المؤمنين، فقد هاجم في كتاباته الخليفة الإسلامي عثمان بن عفان واتهمه بالفساد، كما هاجم في كتاباته أيضا عمر بن الخطاب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، مما جعل كتاباته الأكثر تداولا في إيران.

التراث المجهول

أشهر أعمال سيد قطب كانت تفسيره للقرآن الكريم في كتابه الشهير "الظلال"، وكتابه الأشهر والأخطر على الإطلاق "معالم في الطريق" الذي يعتبر الآن المرجع الأول للتنظيمات الإرهابية المسلحة في العالم والذي فيه كفر المجتمعات الإسلامية بحجة أنها لا تحكم بشرع الله، وكفر الحكام ووصفهم بالطواغيت، كما دشن في كتابه هذا المصطلحات الأهم في عالم التكفير كالحاكمية، والولاء والبراء وغيرها.

وكما أن هناك تراث معروف لسيد قطب يوجد أيضا تراث مجهوله عبارة عن كتب لم تر النور، وهو ما كشفه لنا عز الدين عبد الرحمن حفيد شقيقة سيد قطب خاصة، حيث أكد أن هناك كتاب يعرف باسم "الحقائق الغائبة " أخفاه وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي ومنع نشره، وفيه توقع سيد قطب صعود الإخوان لحكم مصر ثم سقوطهم، هذا بخلاف كتاب آخر يعرف باسم "معالم في الطريق 2 " وهو كتاب فيه تعديلات كبرى على أفكار سيد قطب المنشورة في كتابه الأول إلا أنه لم ينشر من قبل الإخوان حيث كان بحوزة زينب الغزالي التي أخفته عن الأنظار حتى الآن.

نهاية علاقته بالإخوان

حفيد سيد قطب أكد أن جده أنهى علاقته بالإخوان قبل وفاته وبالتحديد أثناء محاكمته الأخيرة التي صدر فيها بحقه حكما بالإعدام حيث اعترف وقتها بأنه خاض مخططا بالفعل لتأسيس كيان مسلح للإخوان يعمل على إسقاط الدولة مما كان سببا في هجوم أعضاء الإخوان عليه المتهمين معه في القضية لرفضه الكذب والتدليس على المحكمة.

هشام غينم أغا القيادي الجهادي أكد هو الآخر على تبرأ سيد قطب من الإخوان في نهاية أيامه وأبدى ندمه على الانضمام للجماعة وردد جملة حسن البنا الشهيرة ليسوا إخوانا ولا مسلمين، ومن روى له هذه القصة مسن من تنظيم 65 الشهير والذي كان رفيق درب سيد قطب في زنزانته قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه.