رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد الشكور عامر يكتب: لماذا فشل الإخوان في مصر؟

عامر
عامر

بعد تسعين عامًا من نشأتها على يد مؤسسها الأول حسن البنا فشلت جماعة الإخوان فى الحفاظ على كيانها المؤسسى والتنظيمى داخل مصر بإرتكابها عدة أخطاء تاريخية سياسية وفكرية وشرعية كانت سببا فى فشلها وتحولها من جماعة دينية دعوية الى تنظيم يشكل خطرا على الامن القومى المصرى خاصة والعربى عامة. 

ومن أهم أخطائها وأسباب هي:

- فشل تفكيكها للجماعات الدينية المنافسة لها لتكون وحدها المهيمنة والسيطرة على الساحة، والإستحواذ على كل مقاليد السلطة بعد ثورة يناير وإقصاء بقية الأحزاب الدينية والعلمانية.

- استبعاد الشباب من المشاركة الفاعلة فى إتخاذ قراراتها المصيرية وإتساع الفجوة بين الإخوان وكل التيارات السلفية داخل مصر وخارجها وتحول فكرالأخوان الى خليط من الأفكار المتنافرة فجمعت أدبيات الاخوان بين افكار العنف وتكفير الحكام وخزعبلات الجماعات المتصوفة وولاية الفقية عند الشيعة وعقائد الإرجاء ودموية داعش.

- فشلت الإخوان فى الحفاظ على كونها جماعة دعوية منذ نشأتها على يد البنا وتحولت الى جماعة سياسية فتلطخت دعوتها بنجاسات السياسة وفقدت عذريتها الدعوية ثم تحولت بعد ذلك الى جماعة مسلحة تنتهج العنف تارة والتكفير تارة فى مراحل مختلفة من تاريخها.

- فى نهاية المطاف لجأت الجماعة الى اعداء الوطن واستقوت بجهات أجنبية معادية لمصر حتى تستعيد ما فقدته من السلطة ففقدت بذلك اغلب من دعموها وتعاطفوا معها كجماعة دعوية سياسية عبر تاريخها.

وأصبحت بذلك تشكل خطًرا على الأمن القومى المصرى وإستقرار الدولة وامن الوطن والمواطن بعدما ألقت بنفسها فى أحضان أميركا وحلفائها.

- فشل الجماعة فى تحديث خطابها الدينى والسياسي بعد ثورة يناير 2011 فظل خطاباها عنصريا راديكاليا حتى بهد وصولها لقمة السلطة فى الكثير من البلدان العربية.

- تمسكها بمبدأ السمع والطاعة لقياداتها وتنظيمها الدولى على حساب مفهوم الدولة بعد وصولها للحكم فى مصر.

- تمسكها بمبدأ الولاء لكيانها التنظيمى كجماعة أممية على حساب الامن القومى المصرى مما افقدها ثقة مؤسسات الدولة المصرية وعجل برحيلها عن السلطة.

- تبنيها خطاب الكراهية ضد معارضيها وكل من حاول تصحيح مسارها وتقويمها حتى بعضا من قياداتها التاريخيين الذين إنتقدوها نالهم الكثير من أذى الجماعة وتشويه صورتهم أمام قواعدها.

- تحريضها المستمر على العنف ضد مؤسسات الدولة المصرية عقب سقوطها بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 فظهرت تنظيمات ومجموعات مسلحة تنتمى فكريا وتنظيما للجماعة مثل حسم وغيرها.

- اعتقادها بمبدأ ولاية الفقية ذات المرجعية الشيعية ويمثلها منصب المرشد بالجماعة على حساب مفهوم الدولة الدستورية.

- عجزها عن الانخراط فى الحياة العامة والسياسية بسبب لغة الإستعلاء فى خطابها الدينى والسياسي.

- ترويجها لفكرة المظلومية التى روجت لها فى كل وسائل الأعلام المناهضة للدولة مما اكسبها بعض التعاطف الشعبى لبعض الوقت.

- استغلالها لمشاعر البسطاء الدينية وتصدير فكرة مفادها أنهم وحدهم من يمثلون الإسلام.

- خلط الثابت بالمتغير فيما يخص العلاقة بين الدين والسياسة فى أدبياتهم وفكرهم الدينى والسياسي.

- كما يعيب علماء أهل السنة والحركة السلفية على جماعة الإخوان كون مؤسسها ذو جذور. وخلفية صوفية وهو حسن البنا مما احدث نوعا من عدم الثقة فى منهج الإخوان كجماعة دينية.

- عدم وجود رؤية او إستراتيجية واضحة المعالم للخروج من أزمتها الحالية مع أنظمة حاكمة متعددة وخاصة فى مصر. 

- تحريضها المستمر للدول الكبرى والمؤسسات الدولية الفاعلة ذات الطابع الإقتصادى والسياسي ضد الدولة المصرية لعزلها وممارسة كل أشكال الضغط من خلال أذرعها الدولية المتمثلة فى تنظيمها الدولى وبعض انظمة الحكم الموالية لها فى بعض البلدان مثل قطر وتركيا وغيرها مما أكسبها كراهية قطاعات كبيرة من الشعوب العربية المناهضة للإمبريالية والرأسمالية العالمية المتمثلة فى القوى الغربية وخلفائها.

- عجز الجماعة حتى الآن عن التوفيق بين الإيمان بالقومية العربية كمبدأ ومرجعية لشرعية وجودها وبين الإسلام كعقيدة، مما افقدها حرية الحركة وسهولة الولوج لعصب الأنظمة الحاكمة ومفاصلها المؤسسية والإندماج الكامل فى النسيج الوطنى واذى يعتز بعروبته وإسلامه فى ذات الوقت.

- كل هذه الأسباب وغيرها أدى لسقوطهم وفشلهم وإندثارهم وأزمتهم السياسية فى مصر والعالم
كما انها لم تحظى بثقة أغلب علماء اهل السنة والجماعة كجماعة دينية فيما يخص عقائدها التى يشوبها بعض الخلل والتناقض مع عقيدة أهل السنة والجماعة كمسألة الأسماء والصفات
والتبرك بالأولياء والأموات.