رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يخطط «البناء والتنمية» للهروب من «شبح الحل»؟

جريدة الدستور

بدأ حزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، في إعادة نشر العديد من إصدارات الجماعة، التي جاءت في إطار مراجعات فكرية للتبرؤ من العنف خلال فترة التسعينيات.


وأقدم حزب البناء والتنمية على إعادة نشر كتاب "نهر الذكريات" عبر الموقع الرسمي له، والذي أصدرته الجماعة الإسلامية مطلع القرن الحالي، وألفه الدكتور ناجح إبراهيم، ووقع عليه العديد من كوادر الجماعة، وعلى رأسهم كرم زهدي، وأسامة حافظ، وفؤاد الدواليبي، وعاصم عبدالماجد، وعصام دربالة.


وتأتي محاولة الحزب والجماعة في إعادة نشر أدباياتها مرة أخرى للتصدي لمحاولات التشويه والهجوم الذي تعرضت له الجماعة، عقب ما صرح به أكبر قادتها عبود الزمر، عضو شورى الجماعة، بتأييده العملية الشاملة في سيناء 2018، فضلا عن إعطاء رئيس الحزب محمد تيسير الحرية لأبناء الحزب والجماعة بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها بعد غد الإثنين، وتستمر لمدة 3 أيام.

الكتاب الذي نشره الحزب، ويحتوي على 287 ورقة، يستعرض أحداث 11 سبتمبر وما سبقها من تأسيس الجبهة العالمية لقتال اليهود والأميركان وتفجيرات إفريقيا، بالإضافة إلى انتقادة نظرية المؤامرة.


ويتضمن الكتاب الذي يحتوي على ثلاثة أبواب، زيارات قادة الجماعة للسجون المصرية المختلفة للالتقاء بأعضائها في جولات استغرقت ما يقرب من 10 أشهر، والندوات والوصايا التي ألقاها قيادات الجماعة على أعضائها في السجون، والأسئلة التي وجهت إلى القادة التاريخيين للجماعة، بالإضافة إلى تقديم نوعٍ من التنظير السياسي والفقهي في الفرق بين إمارة الجماعات وقيادة الدول.


هذه المحاولة التي تقوم بها الجماعة الإسلامية، عن طريق ذراعها السياسي حزب "البناء والتنمية"، تسعى من خلالها إلى تصدير مشهد الابتعاد عن العنف والظهور بمظهر الناصح.


وأكد هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن ما يقوم به حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، من إعادة نشر الكتب الخاصة بالجماعة التي قامت بإصدارها مطلع الألفينات وعقب مبادرة وقف العنف ما هي إلا محاولة منه للدخول في المعترك السياسي، والهرب من أزمة الحل.


وأضاف النجار، في تصريحات لـ"أمان"، أن الحزب وأعضائه يحاولون تجميل تصريحات محمد تيسير رئيس الحزب، والتي أدت إلى حدوث انقاسم كبير داخل الجماعة والحزب، أسفر عن تقديم العديد من أعضاء الحزب لاستقالتهم، وأعادوا نشر كتب الجماعة على الموقع الرسمي للحزب، لافتًا إلى أن كتاب "نهر الذكريات" أحد أهم الكتب التي خرجت عقب مبادرة وقف العنف فهو من تأليف الدكتور ناجح إبراهيم ووقع عليه عدد من كوادر الجماعة الإسلامية في ذلك الوقت في موافقة منهم على ما صدر بداخله.


وعن التنبؤات المستقبلية للحزب، أشار الباحث إلى أن محمد تيسير يحاول بذلك تجنب مخاوف الحل والدخول في العمل السياسي ومباشرته عن طريق الانتخابات المحلية والنيابية وغيرها، مؤكدا أن العمل السياسي الذي يسعى الحزب للدخول إليه مرة أخرى والتصدي لمحاولات الهجوم هي الدافع الأساسي لإعادة نشر تلك الكتب التي تعد من أدبيات الجماعة التي تسعين بها، ومن أجل تحصين أعضائه ومحاولة إيجاد دافع للمشاركة الفعالة مرة أخرى.


ولفت إلى أن قيادات الجماعة وعلى رأسهم أسامة حافظ اتخذوا الطريق الرمادي ولا يستطيعون إصدار القرارات الموجهة لطرف بعينه، بل تسعى إلى لم الشمل بين صقور الخارج والداخل لإعادة الجماعة كما كانت عليه في السابق.