رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتخابات الرئاسية تثير أزمة داخل الجماعة الإسلامية

أرشيفية
أرشيفية

اندلعت أزمة جديدة داخل الجماعة الإسلامية وذراعها السياسي حزب البناء والتنمية، على خليفة الانتخبات الرئاسية والمزمع إجراؤها، 26، 27، 28 مارس الجاري، وأقدم عدد من الأعضاء البارزين على تقديم استقالاتهم من الحزب، وخروج عدد من أعضائه الآخرين بتصريحات حول موقف الحزب من الانتخابات ونفيها في حين آخر، في تخبط واضح داخل الجماعة وحزبها.

وفي الوقت الذي صرح فيه محمد تيسير، رئيس حزب البناء والتنمية بأن موقف الحزب من المشاركة في الانتخابات الرئاسية بصفته جزء لا يتجزأ من الشعب المصري، بأن الحزب أصدر توجيهاته لقواعده بترك الحرية لأعضائه لاختيار ما هو أفضل لمصلحة الوطن، الأمر الذي أثار ضجة داخل الجماعة وحزبها، وخرجت على إثره الاستقالات من الحزب، وكان أول المتقدمين بها محمد شوقي الإسلامبولي، أحد قادة الجماعة الإسلامية، شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

فيما هاجم عاصم عبدالماجد، عضو شورى الجماعة الإسلامية والهارب إلى تركيا، الحزب، وطالبه بالخروج من الحياة السياسية والانسحاب منها والتحول إلى جماعة دعوية، بالإضافة إلى إعلانه أمس خروج عدد من ابناء الجماعة الإسلامية وتقديم استقالاتهم من الحزب احتجاجا على تصريح رئيس الحزب بأن الحزب يترك لأعضائه حرية المشاركة في الانتخابات من عدمها، محرضًا أبناء الحزب على تركه قائلا: "لو كنت عضوا في الحزب لاستقلت منه منذ سنوات طويلة، ولكني رفضت الدخول فيه".

في الوقت نفسه، قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن حزب البناء والتنمية، يحاول انقاذ نفسه من الحل بالظهور بشكل مختلف بعض الشيء عن الاخوان، من خلال إعلانه المشاركة في المشهد السياسي، لافتًا إلى أن هناك قطاعا كبيرا داخله يرفض ذلك دعما لموقف الاخوان ولعدم إظهار الجماعة بشرعية النظام الحالي.

وأكد "النجار" في تصرحات لـ"أمان"، أن التيار الخارجي يهمه ألا يشارك التيار الداخلي في الانتخابات ولا يدعم المسار الحالي بأي وسيلة، منوهًا أن الاستقالات أتت نتيجة ما قاله محمد تيسير عن المشاركة في الانتخبات أم لا، في اشارة حتى وإن لم تمكن مباشرة، للابتعاد عن ساحة الجمود، الأمر الذي دفع العديد لتقديم استقالتهم من الحزب بسبب رفض المشاركة في الانتخابات.

وأشار "النجار"، إلى أن هناك أجحنة داخل الجماعة والحزب متنافسة، أن لكل تيار رؤية مغايرة عن الأخرى، في ظل الأحداث والوضع الحالي بحسب توجهاتهم، حتى على مستوى المتواجدين بالداخل والخارج، منوهًا أن المواقف تختلف عند المتواجدين في الداخل لأن الحزب بالنسبة له مظلة، وأصبح لهم وجود سياسي يحميهم ولهم نشاط بشكل أو بآخر، فالحزب له وجود واسم معلن ومن خلاله يتم عقد الاجتماعات الداخلية ونشاطات ثقافية وغيرها، الأمر الذي يدفعهم إلى الخوف عليه من فكرة الحل.

وأوضح "النجار" أن من في الخارج لا يهمهم شيء ولا يردون سوى تحقيق المجد الشخصي، فهم يخوضون معاركهم الشخصية، وعلى رأسهم عاصم عبدالماجد الذي يخوض العديد من المعارك الشخصية لاستعادة مجده، ويريد أن يمسك رقبة الجماعة للخوض في معاركه الشخصية في اتجهات مختلفة وليست معارك الجماعة، مؤكدًا أن عبدالماجد لا يهمه هل حل الحزب أم تم القبض على أعضاء الجماعة، ولا يهمه سوى نفسه وتحقيق مجده الشخصي، والمحافظة على صورته النضالية القديمة التي يريد أن يظهرها للعلن مرة أخرى، في معاركه الخاصة به.

فيما كشف ربيع علي شلبي، القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، عن أسماء المتقدمين باستقالتهم من حزب البنماء والتنمية خلال الأيام القليلة المقبلة، على إثر الخلاف الدائر داخل الجماعة بسبب المشاركة في الانتخبات الرئاسية.

وأضاف "شلبي" في تصريحات لـ"أمان"، أن هناك عددا من أبناء الحزب سيقدمون استقالتهم منه وعلى رأسهم أحمد حسني طلبة المتهم في قضية قتل الأديب الراحل نجيب محفوظ، وممدوح علي يوسف، قائد الجناح العسكري السابق للجماعة الإسلامية، لافتًا إلى أنهم من المؤيدين لتوجه عاصم عبدالماجد، الهارب إلى تركيا.
وأوضح شلبي، أن الحزب قائم على أساس عقدي وديني وليس سياسيا، لأن ثوابت الدين لا تتغير، أما السياسة فيمكن أن يتم مناقشتها والاتفاق أو الاختلاف عليها، لافتًا إلى أن أعضاء الحزب وأبناء الجماعة يعتبرون أن هذا من ثوابت الدين، وبناء عليه فمن المفروض أن يكون الحزب تابعا للجماعة الاسلامية هل يجوز المشاركة في الانتخابات أم لا.

وتابع "الأمر ازداد سوءًا داخل الجماعة والحزب حينما صرّح بأن الحزب لن يشارك سواء بالسلب أو الايجاب، الأمر الذي دفع رئيس الحزب بالمشاركة في الانتخابات وترك الحرية لأعضائه، ولم يرض عنه أبناء الحزب فخرجوا بتقديم استقالتهم منه"، موضحًا أن عبدالماجد يحرض على الانقلاب الداخلي في الحزب والجماعة.

وأشار القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، إلى أن الجماعة الآن في مفترق طرق، ومنقسمة على نفسها بالفعل إلى قسمين، الأول يؤيده أمراء الدم ومن يطلق عليهم أمراء الدواعش ويمثله عاصم عبدالماجد وعدد ممن يتواجد في الخارج إلا قليل منهم، منوهًا إلى أن هذه المجموعة لا تؤمن بالعمل الحزبي ولكنها تؤمن بالعمل الجماعي، الأمر الذي دعا عاصم عبدالماجد للتصريح اكثر من مرة أنه غير راض عن الحزب، ويجب أن يتحول إلى جماعة دعوية.

ونوه إلى أن الخلاف الداخلي نشب منذ إعلان عبود الزمر تأييده للعملية الشاملة للقوات المسلحة "سيناء2018"، الأمر الذي أدى إلى شن هجوم على الزمر، وطالبوا الحزب بعمل بيان ولكن الحزب لم يفعل شيئا.

وكان عدد من أبناء الجماعة الإسلامية قدموا استقالتهم من الحزب أمس ، وعلى رأسهم محمد شوقي الإسلامبولي، أحد قادة الجماعة الإسلامية، شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي قدم استقالته من حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة، على خلفية عدم رفض الحزب الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «حتى ﻻ يقال إن كلماتي تسببت في ضرر أحد، وحتى ﻻ يقولوا تتكلم لأنك في أمان، وحتى ﻻ أتحمل ما ﻻ أوافق عليه، أعلن استقالتي من حزب البناء والتنمية».