رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم الزعفراني في مذكراته يكشف ألاعيب الجماعات الإسلامية لاختراق الشباب

إبراهيم الزعفراني
إبراهيم الزعفراني

وجه القيادي الإخواني الدكتور إبراهيم الزعفراني، ضربة جديدة إلى الجماعات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان، بنشر فصول من مذكراته التي تناولت آلاعيبها، وقصتها مع تجنيد الشباب لصالح أفكارها الخاصة وليس لنهضة المشروع الإسلامي، كما قالوا. 

ففي 66 صفحة، قرر "الزعفراني" أن يكتب مذكراته مع الجماعات الإسلامية التي ظهرت في مطلع القرن الماضي، بدأها بعرض حياته البسيطة داخل احدى القرى الريفية بمحافظة كفر الشيخ، حيث بدأ حياته داخل كتاب تحفيظ قرأن الكريم، ومنها انتقل إلى جماعة الدعوة والتبليغ، ومنها إلى جماعة الشبان المسلمين.

واستعرض في المذكرات المواقف التي كان طرفا بها، حيث أطلق عليها اسم "الفصل الأول: مواقف وعبر"، وفي البداية قام بعرض ما قامت به الحركات الإسلامية، لاختراق المجتمع المصري، وتحدث في ذلك عن محاولات دخول الجماعة الإسلامية لاتحاد الطلاب "فقد قمنا بتفعيل النشاط السياسي والثقافي عبر الندوات السياسية والثقافية والدينية المتعددة من خلال دعوة الرموز السياسية والثقافية.. ونلصق الدعوات لهذه المحاضرات في الشوارع وعلى أسوار المصانع وعلى أبواب المساجد، حيث كانت الجامعة مفتوحة على مصرعيها للجمهور".

أول لقاء يجمع الشباب الإسلامي في كافة كلية الجامعة، في أول العام الجامعي (1975 - 1976) كنت أميتا للجنة النشاط السياسي الثقافي على مستوى جامعة الإسكندرية، وقمت بضم الجماعة الإسلامية كأحد فروع اللجنة، لتأخذ الطابع الشرعي ليتم عقد اول اجتماع بعدها".

وعن التنظيمات الدينية التي استخدمت العنف في ذلك الوقت، كتب "الزعفراني": ولد في تلك الحقبة مجموعة من الشباب المتدين يؤمن باستخدام السلاح داخل المجتمعات الإسلامية لإزالة الحكام بالقوة أو الانتقام منهم، ومن اعوانهم الصادين عن سبيل الله، وفي سبيل تبريرهم أفعالهم يستحضرون الأدلة التي تدعم وتؤيد وجهتهم، والتي تطوع أيات القتال والجهاد في القرأن، وكذلك الأحاديث النبوية لتتطابق مع ما يريدون الوصول إليه من نتائج دون استيعاب صحيح لفقه الجهاد وضوابطه وشروطه في كتب العلماء المشهود لهم خاصة المعاصرين منهم، حيث استبدلوهم بمفتين ومشايخ لم يأخذوا العلم من مصادره ففهموا الجهاد والقتال موجه ضد إخوانهم المسلمين وليس ضد الغزاة المحتلين للبلاد الإسلامية في معركة واضحة للعالم".

وبعدما قاموا بتأصيل العمل المسلح من الناحية الدينية، بدأ الشباب في تنفيذ ذلك، حسبما أوضح "الزعفراني"، بقوله: العمل المسلح وتنظيم الفنية العسكرية كانت أولى العمليات "كان في عام 1974 وكان العمل الإسلامي في الجامعات يحقق تقدمًا سريعًا كما ونوعا لكن في ذات الوقت كانت هناك بعض الرؤى القاصرة التي رأت في الشباب المتحمس للإسلام مع قلة وسطحية ثقافته الدينية وندرة علماء الإسلام الموثوق فيهم، فأصبح بإمكان بعض الأشخاص إقناع الشباب بأراء وأفكار إسلامية خاطئة نتيجة قلة الثقافة الٍإسلامية".

وخلال هذه المذكرات استعرض الجماعات التي ظهرت في هذه الحقبة، وكان على رأسهم وأكثرهم انتشارًا جماعة أطلقت على نفسها "التكفير والهجرة"، والذي أساسها شكري مصطفى، قال: "حكى لنا الشيخ علي عبده وهو مؤسس فكر هذه الجماعة واول أمير لها وهو شيخ أزهري سجن مع الإخوان في الستينيات: خرجت ذات مرة أصلى في السجن فرأيت بعض الإخوان يصلون وحدهم دون الجماعة فقارت ثائرتي لذلك وأنكرت عليهم ذلك وجائني كلا الطرفين لشرح الموقف واكتشفت أن الفريق الأعظم من الإحوان لا يقولون بكفر الحاكم والنظام ويعدون عامة الناس مسلمون في حين أن عددا منهم بسبب ما وقعوا فيه من تعذيب"، وبدأ "شكري" في الانتشار داخل أوساط الإسكندرية ثم اتجهت بعد ذلك إلى العنف وشاركت في عملية قتل واغتيال.

بداية إلتحام الجماعة الإسلامية بالإخوان، يقول فيها "الزعفراني": "بعد خروج الإخوان من السجون في اوائل سبعينات القرن العشرين بدأ بعضهم في الاقتراب من قيادات الجماعة الإسلامية والمشاركة في فعالياتهم واستضافتهم، مما أدى إلى التحام كبير".

وفي هذه الأثناء، قرر أبناء المدرسة السلفية، الانفصال عن الجماعات الإسلامية، الذي كانت قد ظهرت سويًا، "في إباء قلقهم من العمل مع الإخوان بدأوا في إثارة النقاط الأربعة التي تقدم ذكرها، وظلت الفجوة تتسع بين هذه المجموعة التي كانت تطلق عليها وقتها مجموعة محرم بك، حيث كان يسكن معظمهم وهم محمد إسماعيل المقدم ومحمد عبد الفتاح، وسعيد عبد العظيم، وأحمد فريد وغيرهم".