رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احترس من السوشيال ميديا.. مصدر للإحباط والاكتئاب

مخاطر وسائل التواصل
مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي

يعيش العديد من الأشخاص في عالم اليوم مع هواتفهم الذكية كرفاق افتراضيين، وتستخدم هذه الأجهزة شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية التي تنبه المستخدمين إلى تحديثات الأصدقاء والمشاهير المفضلين والأحداث العالمية، كما يتم استخدامها من قبل العديد من الأشخاص لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة وبث روح الكآبة مما يؤدي بمتابعيها إلى تسلل نفس المشاعر والأحاسيس التي تؤدي بهم في النهاية للإحباط وتقليل العزيمة.. ووفقًا لمركز بيو للأبحاث يستخدم 72٪ من الأشخاص في الولايات المتحدة الآن وسائل التواصل الاجتماعي.

التواصل الاجتماعي والقلق
 

وجد استطلاع عام 2015 Common Sense أن المراهقين قد يقضون ما يصل إلى 9 ساعات من كل يوم على الإنترنت، كثير من هؤلاء الأفراد قلقون لأنهم يقضون وقتًا طويلاً في تصفح الشبكات الاجتماعية، حيث تشير هذه الموجة من القلق إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية لمستخدميها.

أكد الباحثون وراء دراسة كندية عام 2017 هذه النتيجة، وأشاروا إلى أن الطلاب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين يوميًا هم أكثر عرضة بشكل كبير لتقييم صحتهم العقلية على أنها عادلة أو فقيرة من المستخدمين العرضيين.

التواصل الاجتماعي وقلة النوم

أكدت دراسة أخرى في عام ٢٠١٩ أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بتعطيل النوم وتأخيره، النوم المنتظم عالي الجودة ضروري للرفاهية، وتشير الأدلة إلى أن مشاكل النوم تساهم في آثار ضارة بالصحة العقلية مثل الاكتئاب وفقدان الذاكرة.

التواصل الاجتماعي والتنمر

بصرف النظر عن الآثار الضارة على النوم، قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشوب صراعات في مجال الصحة العقلية من خلال تعريض الأفراد للتنمر عبر الإنترنت، في دراسة استقصائية أجريت عام 2020 على أكثر من 6000 فرد تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عامًا وجد الباحثون أن حوالي نصفهم قد تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت.

تتمثل إحدى سلبيات منصات التواصل الاجتماعي في أنها تمنح الأفراد الفرصة لبدء أو نشر شائعات مؤذية واستخدام كلمات مسيئة يمكن أن تترك للناس ندوبًا عاطفية دائمة.

إحصائيات
 

تعرضت وسائل التواصل الاجتماعي للكثير من الانتقادات، حيث ربطت العديد من التقارير استخدامها بعواقب وخيمة.

تُظهر المسوحات الوطنية والدراسات السكانية أن عالم وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له آثار مدمرة على الصحة العقلية للمستخدمين، في الولايات المتحدة وحدها ، تظهر نتائج الاستطلاع زيادة بنسبة 25٪ في محاولات الانتحار بين المراهقين بين عامي 2009 و 2017.

على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي قد لا تلعب دورًا في كل من هذه الحوادث، إلا أن الإطار الزمني يرتبط بالاستخدام المتزايد لهذه المنصات،حيث  أكدت دراسة 2021 هذا التأثير.

التواصل الاجتماعي والانتحار

أفاد الباحثون أنه على الرغم من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان له تأثير ضئيل على مخاطر انتحار المراهقين، فإن الفتيات اللائي يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ساعتين على الأقل كل يوم من سن 13 عامًا كان لديهن مخاطر إكلينيكية أعلى بالانتحار كبالغات.

علاوة على ذلك، تظهر نتائج دراسة سكانية احتمالية الإصابة بنوبات اكتئاب كبرى بين المراهقين.

وسائل التواصل الاجتماعي.. محطة هامة للمقارنات

قال الدكتور علي عبد الراضي الاستشاري النفسي لـ"الدستور" إن الإنسان في العالم الافتراضي غالبا ما يضع نفسه في المقارنات، وبالتالي تتشكل حالته المزاجية وفقا لذلك، من الممكن حينها انتقاد نفسه، فعلى سبيل المثال شخص ميسور الحال يتناول عشاء مع أسرته في مكان فخم، سيشعر حينها الشخص أنه ناقم على الاخرين، والفشل، والشعور بالاستحقاق أنه هو الأولى.

تضعه تلك المواقف في موقف إحباط، وإذا امتد لأكثر من 6 ساعات سيتحول الأمر لحالة من الاكتئاب، خاصة تطبيق الانستجرام، فمع الأسف من المعروف أن الناس يصدرون صور لا تعبر عن حالتهم الحقيقية، وبالتالي قد يفكر الأخرون أن تلك هى الحقيقة ويشعرون بحالة من الحزن وعدم الرضا.

تقلب المزاج وعدد ساعات السوشيال ميديا

وتابع عبد الراضي أن عدد الساعات التي يقضيها الشخص كثيرا على الأجهزة الخلوية يزيد من الشحنات الكهربائية داخل المخ، ويصاب الشخص بتقلب المزاج، إضافة إلى الأخبار السيئة التي نسمعها يوميا والتي نتأثر بها إلى حد كبير.

الحل يكمن في السعادة الموجودة بداخلك، لا تنتظر الحصول على لايكات ومشاركات حتى تصبح سعيدا، لا تقع ضحية للآلة في تقبل نفسك أم لا، حاول التخلي عن بعض الملذات حتى تأتي فرصتها، وقلل من تواجدك على السوشيال ميديا لو كنت رب أسرة أو مراهق أو فتاة.