رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خطوات ملموسة».. مباحثات أمريكية بريطانية لتعميق العلاقات التجارية

التجارة
التجارة

تعهدت واشنطن في إطار المحادثات التجارية مع لندن، اليوم الإثنين، باتخاذ خطوات ملموسة لتحسين العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقالت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي من مدينة بالتيمور، حيث تجري المحادثات المستمرة حتى  يوم الثلاثاء مع نظيرتها البريطانية، آن ماري تريفيليان: "أنا متفائلة ومتحمسة.. بخصوص المنوال الذي يمكننا أن نطور به العلاقة التجارية" بين البلدين للقرن الحادي والعشرين.

وأعلنت إدارة بايدن وضع حدّ للنزاع التجاري حول الدعم الحكومي لشركتي صناعة الطائرات إيرباص وبوينج.

وأطلقت في يناير مفاوضات لإنهاء الرسوم العقابية المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم من بريطانيا، وهو نزاع موروث عن عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأعلنت وزيرة الدولة للتجارة الدولية البريطانية آن ماري تريفيليان عن "تقدم جيد" في هذا الملف.

وأضافت تريفيليان أن "ذلك سيسمح لنا بتمهيد الطريق للتركيز على الخطوات التالية في العلاقة" بين بلدينا، حسبما أوردت وكالة “فرانس برس”.

مع ذلك، لن تتناول محادثات بالتيمور هذا النزاع الذي يقع ضمن اختصاص وزارة التجارة، وفق ما أكد في وقت سابق مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته.

وأوضحت تاي وتريفيليان، أنهما سيتناولان سلسلة من القضايا مثل الحد من الاختناقات في سلاسل التوريد العالمية، وتقليص انبعاثات الكربون في الصناعة، وتعزيز التجارة الرقمية ودعم القوى العاملة الوطنية وكذلك حقوق العمل، والأخير ملف عزيز على بايدن.

وعلقت تريفيليان قائلة: "نسعى إلى إقامة علاقات تجارية واستثمارية أوثق"، مشيرة إلى أن الدولتين لديهما "روابط عميقة تشمل كل مستويات المجتمع والثقافة والدفاع والاستخبارات والاقتصاد".

وتشكل الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر للمملكة المتحدة، وثمة ترابط كبير بين البلدين خصوصا في مجالي الخدمات والاستثمار الأجنبي المباشر، ويبلغ حجم المبادلات الإجمالية بينهما حوالى 263 مليار دولار سنويا.

وتابعت المسؤولة البريطانية "يستيقظ مليون ونصف مليون بريطاني ويعملون كل يوم في شركات أميركية، ويعمل أكثر من مليون أميركي يوميا في شركات بريطانية".

 لا اتفاق كبير في الأفق 

ويعقب اجتماع بالتيمور جولة أخرى من النقاشات "في وقت لاحق في الربيع" في المملكة المتحدة، منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، تعكف لندن على إجراء مفاوضات بشأن اتفاقيات ثنائية لتعزيز تجارتها الدولية، وتسعى خصوصا إلى تعميق علاقاتها مع الولايات المتحدة.

لكن بعدما كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021) مستعدة لإبرام اتفاقية ثنائية مع لندن وأطلقت حتى عملية التفاوض بشأنها، لا يبدو أن إدارة جو بايدن في عجلة من أمرها لاستئنافها.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إنه "من المهم أن نتذكر أن الاتفاقيات (التجارية) ليست سوى أداة تحت تصرفنا".

وقال مسؤول أمريكى آخر خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن ممثلة التجارة الأميركية كاثرين تاي ستؤكد على "الحاجة إلى التجديد والتفكير بشكل مبتكر في ما يتعلق بديناميات التجارة مع المملكة المتحدة". 

وأضاف المسؤولون الأميركيون أن بعض أدوات التجارة القائمة منذ "عقود عدة" ليست مناسبة بالضرورة لرفع التحديات العالمية التي يواجهها البلدان حاليا.

لفت المسؤولون الأميركيون أيضا إلى أن المحادثات تجرى مع استمرار الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، لكنها لن تؤدي إلى إعلان عقوبات جديدة ضد موسكو حتى لو تمت مناقشة تلك العقوبات.

وأوضحوا أن ذلك "يعود جزئيا لأن العديد من العقوبات من اختصاص وزارات أخرى في الحكومة الأميركية" مثل الخارجية والخزانة والتجارة.

لكنهم أكدوا أن المحادثات ستركز إلى حد كبير على "مختلف السبل التي تمكننا من تطوير مصالحنا المشتركة في مواجهة روسيا والصين"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.