رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نتوحد من أجلهم».. جهود الدولة في دمج أطفال التوحد بالمجتمع

أرشيفية
أرشيفية

أصبح ذوي القدرات الخاصة ضمن الأجندة الأساسية للدولة بكامل رؤيتها؛ ليتحقق لهم ما ظلوا محرومين منه لأعوام طويلة، ومن ضمن هذه الخطط انطلاق فعاليات تدريب مركز أطفال التوحد تحت شعار "نتوحد من أجلهم"، وذلك ضمن مبادرة وزارة الشباب والرياضة للاهتمام بأطفال التوحد والحرص على دمجهم مع المجتمع.

يُعرف مرض التوحد أنه أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف، يظهر في سن الرضاعة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات على الأغلب،  يعاني الأطفال المصابون بمرض التوحد وبصورة شبه مؤكدة من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية العلاقات الاجتماعية المتبادلة واللغة والسلوك.

إحصائيات عن التوحد

وتشير آخر إحصائية ذكرتها الدكتورة إنجي مشهور، مستشار وزير التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة السابقة، إلى أن عدد المصابين بمرض التوحد في مصر يتراوح ما بين المليون والمليون ونصف، مؤكدة أن معدلات الإصابة بالمرض تزداد بصورة سريعة عالميًا، حيث إن المعدلات الحالية وفقًا لمنظمات الصحة العالمية تشير إلى إصابة 1 من كل 60 شخصا بالتوحد، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بمعدلات التوحد منذ 10 سنوات، حيث كانت النسبة 1 لكل 250 شخصا.

 

فعاليات الدولة للمشاركة في دمج أطفال التوحد

ومن ضمن المشاركات الأخرى للدولة مشاركة الكلية الحربية مؤسسة ابني للفئات الخاصة وأطفال التوحد في تنظيم ماراثون رياضي تحت عنوان “إجري من أجل أطفال التوحد”، شارك فى الماراثون الرياضي مدير الكلية الحربية وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية الحربية وعدد كبير من المواطنين وعدد من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

التأهيل النفسي والرياضة أساس دمج أطفال التوحد في المجتمع 

وقال الدكتور أحمد عبد الغني، استشارى التخاطب والتأهيل النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة، إن علاج مرضى التوحد يعتمد على التأهيل النفسي والرعاية الخاصة، حتى يمكن أن يتفاعلوا مع أقرانهم ممن في مثل عمره أو مع أسرهم والمجتمع بشكل عام، مضيفًا أن العلامات التي تظهر ع الرضيع وتشير إلى إصابته بالتوحد تتمثل في عدم النظر مباشرة إلى الأم أو المتحدث له، ولا يتابع بعينيه ما يتم الإشارة له ولا يصدر أصوات ليثير الاهتمام ولا يرفع يديه لوالديه ليحمله.

وأوضح عبدالغني، في تصريحات لـ"الدستور"، أن تأهيل أطفال التوحد لدمجه في المجتمع من خلال العمل على تنبيه الطفل والعمل على تنمية مهارات محددة لديه، منها التركيز والانتباه السمعي والانتباه البصري والانتباه الشمي والتذوقي.

وأشار إلى أن الرياضة هي أهم علاج لذوي الاحتياجات الخاصة مهما اختلفت قدراتهم، لأنها تساعد في زيادة تركيز وانتباه الطفل وتحسين الذاكرة ومساعدة الجسم على النمو بشكل صحيح وسليم، وتنمية الحركات الكبرى والصغرى للجسم، إلى جانب دورها في تنمية التفاعل الاجتماعي لدى الطفل وتنمية الحصيلة اللغوية، وكذلك دورها في تحسين الحالة النفسية والصحة النفسية للطفل وحمايته من التعرض للأمراض النفسية والجسدية.

 

التوحد مرتبط بالعوامل الجينية والبيئة 

توصلت دراسة علمية جديدة أُجريت على أكثر من مليوني طفل من خمس دول مختلفة إلى أن العوامل الجينية لها الدور الأكبر في إصابة الأطفال بالتوحد، لكنها وجدت أن البيئة لها دورها في ذلك.

وأشارت دراسة علمية أُجريت على أشخاص مختلفين من خمس دول إلى أن أغلب الاختلافات في احتمال الإصابة بالتوحد يمكن إرجاعها لأسباب جينية أكثر من العوامل البيئية كأسلوب الحياة وسمات المجتمع وما يحدث أثناء الحمل. 

وترسخ اعتقاد منذ فترة طويلة عن أن "اضطراب طيف التوحد"، وهي التسمية العلمية للمرض، له سمات جينية موروثة كما أشارت أبحاث سابقة إلا أن بعض السمات غير الموروثة وتصرفات وأساليب الأمهات قد يكون لها دور في ذلك.