رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو كارل جوزيف هيفليه صاحب أشهر موسوعة عن تاريخ المجامع المسكونية؟

كارل جوزيف هيفليه صاحب
كارل جوزيف هيفليه صاحب أشهر موسوعة عن تاريخ المجامع المسكوني

تُحيي الكنائس المسيحية ذكرى وفاة كارل جوزيف هيفليه، صاحب أشهر موسوعة عن تاريخ المجامع المسكونية.

وقال ماجد كامل، الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إنه يمثل المؤرخ الألماني الشهير كارل جوزيف هيفليه أهمية كبيرة في تاريخ دراسات تاريخ الكنيسة بصفة عامة وتاريخ المجامع المسكونية بصفة خاصة، فهو صاحب أهم وأشهر موسوعة عن تاريخ المجامع المسكونية.

وتابع: أما عن كارل هيفليه نفسه، فلقد ولد في 15 مارس 1809 بإحدى المدن الألمانية وتدعى Wurttemberg، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي تخرج من جامعة توبنجن Tubingen، وعمل أستاذا في نفس الجامعة في تاريخ الكنيسة Professor of Church History  وذلك خلال عام 1839.

وأضاف: خلال الفترة من ( 1842- 1845) عمل في الجمعية الوطنية National Assembly ولقد وصف خلال عمله في الجامعة أنه كان يتمتع بذاكرة ممتازة، فهم واضح جمع بين الدقة وصف التفاصيل التاريخية، مع فهم شامل للحقائق الأساسية لتاريخ الكنيسة مع القدرة على إقناع طلبته بموضوع المحاضرة.

واستطرد: ولقد نشر أحد أساتذة التاريخ  دليلا كاملا عن تاريخ الكنيسة أعتمد فيه بصفة أساسية على محاضرات هيفيل في الجامعة، كما أن تلميذه "فون فونك " والذي خلفه في منصب أستاذ تاريخ الكنيسة في جامعة جونتجن بعد رسامته أسقفا؛ يدين بالكثير في كل كتبه على كتب ومراجع هيفيل.

وأردف: تذكر عنه  الموسوعة الكاثوليكية أنه كان أول من أدخل علم الآثار المسيحية في المنهج الدراسي للجامعة؛وكان ذلك خلال عام 1840 كما رأس جمعية الفن المسيحي خلال الفترة من (1854- 1862).

وفي خلال عام 1869 تمت رسامته أسقفا لروتنبرج Bishop of Rottenburg, ولقد كان هيفليه عضوا في اللجنة التي قامت بالتحضير لمجمع الفاتيكان الأول المنعقد عام 1870.

وتابع: لقد كان من أشد المعارضين لمبدأ عصمة البابا، حيث كتب كتابا باللغة الألمانية يثبت فيه عدم صحة هذه العقيدة ولقد استغل ثقافته الواسعة في تاريخ الكنيسة لإثبات عدم صحة هذه العقيدة غير أنه لم يكن حاضرا في التصويت في الجلسة الختامية التي عقدت للتصويت على هذه العقيدة في 18 يونيو 1870، ولقد استمر هيفليه في العمل والكتابة والتأليف حتى توفي في 6 يونيو 1893 عن عمر يناهز 84 عاما.

وتابع: لقد أثري المكتبة التاريخية بالعديد والعديد من الكتب والمراجع القيمة نذكر منها كتاب الآباء الرسوليين ولقد صدر عام 1839؛ وكتاب عن حياة الكردينال اكسيمانيس (1436- 1517 ) وهو أحد كرادلة الكنيسة الكاثوليكية، ولقد صدر عام 1488 وترجم إلي اللغة الإنجليزية عام 1860 غير أن أهم كتبه التي خلدت اسمه في تاريخ الكنيسة هو موسوعة تاريخ المجامع والتي صدرت في سبعة مجلدات.

مُختتمًا: ولقد اعتبرت موسوعة هيفليه أنها موسوعة شاملة ليست فقط في المجامع إنما في تاريخ العقيدة والقانون الليتورجيات ونظم الكنيسة والتاريخ السياسي حتى أن أحد كبار أساتذة التاريخ أنها إحدى الأكثر الأعمال تفصيلا وشمولا في تاريخ الكنيسة.

وتابع: أن كل من كتب عن المجامع المسكونية رجع إلي موسوعة هيفليه سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، فلقد أشار إليها حنانيا كساب في موسوعة "مجموع الشرع الكنسي "العديد والعديد من المرات؛ كما رجع إليها الأب ميشال أبرص والأب أنطوان عرب في كتاب "مدخل إلى المجامع المسكونية" وكتاب "قوانين المجامع المسكونية وخلاصة قوانين المجامع المكانية" للراهب القس أثناسيوس المقاري ؛وكتاب تاريخ الكنيسة المفصل نقله إلي العربية الأبوان انطوان الغزال وصبحي حموي اليسوعي، وكتاب عصر المجامع للقص كيرلس الأنطوني (المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس) كما اعتمد عليها كل أساتذة العصور الوسطي في الجامعات المصرية والعالمية، وبالرغم من مرور أكثر من 185 عاما على صدور موسوعة هيفيل عن المجامع المسكونية؛ إلا أنها مازالت تحتفظ بقيمتها ومرجعيتها العالمية.