رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. كيف عمل البابا شنودة الثالث على توطيد العمل العام

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث

تُحي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، ذكرى رحيل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 العاشرة.

وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إنه تميز قداسة البابا شنودة الثالث باهتمامه الشديد بالعمل العام، فقد أمن قداسته أن رجل الدين الحقيقي لا يعيش في معزل عن المجتمع، وأنما يتفاعل معه ومع قضاياه، ومن هنا فلقد حرص قداسته منذ رسامته بابا وبطريرك في 14 نوفمبر 1971 على الاهتمام بالمجتمع ومشاكله، بل ودعا أبنائه  الأقباط أيضًا إلى الاندماج في المجتمع والتفاعل مع قضاياه.

اهتمام قداسته بالعمل العام

وتابع: ففي شهر مايو 1994 وأثناء لقاء مع أعضاء مجلس الشعب تحدث معهم عن مشاكل وقضايا الشباب وكيفية مواجهتها مما أثار إعجاب الحاضرين جميعا، وفي شهر أغسطس 1994 انعقد بالقاهرة المؤتمر العالمي للسكان فأصدر قداسته بيانًا حول المؤتمر حدد فيه موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من القضايا المثارة بالمؤتمر مثل الإجهاض – تنظيم الأسرة – المرأة – زيادة النسل – رأي المسيحية في العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج – رأي المسيحية في العلاقات الجنسية المثلية.

وأضاف: “وفي نطاق اهتمام قداسته بالفنون، افتتح قداسته في يوم الإثنين 23 ديسمبر 1996 معرضًا للوحات فنية قبطية أقيم بقاعة بيكاسو وحضره فضيلة الإمام الأكبر الدكتور الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر ووزيرة البحث العلمي في ذلك الوقت”.

وتابع: في يوم الثلاثاء الموافق 19 مارس 1997 وبدعوة من هشام عباس رئيس جمعية المدمنين ومحاربة الإدمان، قام قداسته بإلقاء محاضرة حول مخاطر الإدمان حضرها عدد كبير من رجال الدين المسيحي والإسلامي ورجال الفن والإعلام.

مستكملًا: في يوم 25 مارس 1997 وبدعوة من الدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ رئيس جامعة عين شمس والدكتور محمود عودة عميد كلية الآداب في ذلك الوقت استجاب قداسته للحضور والمشاركة في ندوة عقدت بالكلية بعنوان (المحبة والتسامح في الأديان) قوبلت بترحاب كبير.

وواصل: عندما أثيرت قضية الاستنساخ، عقد مؤتمر طبي كبير حول رأي الدين المسيحي والإسلامي في هذه القضية وعلاقتها بالهندسة الوراثية وذلك في يوم 5 يونيو  1997، ولقد افتتح المؤتمر الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر والدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ رئيس جامعة عين شمس في ذلك الوقت.

وأضاف، أن قداسته شارك في ندوة أعدتها كلية الطب جامعة عين شمس حول قضية (موت الرحمة وذلك في ندوة أقيمت بفندق شيراتون هليوبوليس في يوم 21 فبراير 2000 وشارك فيها أيضًا الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر وعدد كبير من أساتذة كليات الطب.

وتابع: حرص قداسته على حسن العلاقة والجوار مع المسلمين، واستقبل قداسته العديد من القيادات والرموز الإسلامية كما شارك قداسته في العديد من المؤتمرات الإسلامية وقام بإلقاء محاضرة أو أكثر حول أهمية التسامح والعيش المشترك بين الأديان.

مٌضيفًا: عندما ألقى بابا روما البابا بندكتوس السادس عشر  محاضرة في إحدى الجامعات الألمانية، وعندما أثارت هذه المحاضرة غضب أخوتنا المسلمين في العالم كله، قام قداسته بعقد مؤتمر صحفي في المقر البابوي بالأنبا رويس وأصدر فيه بيانًا استنكر فيه هذه المحاضرة وحض البابا بندكتوس السادس عشر على الاعتذار لإخواننا المسلمين مما أثار إعجاب واحترام العالم كله.

وتابع: "عندما قام قداسته بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس 2007 وقامت جامعة ميتشجان بمنحه الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية، ألقى قداسته محاضرة أعلن فيها اعتزازه بالتعاون القائم بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي في مواجهة الفتن ودعا إلى عدم الالتفات إليها وأكد على أن الحرية الدينية في مصر لا تعني أبدًا إلحاق الضرر بالآخرين.