رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حزمة عقوبات جديدة.. تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية فى يومها الـ19

القصف الروسي علي
القصف الروسي علي أوكرانيا

شهد اليوم التاسع عشر منذ العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا العديد من التطورات سواء على المستويين الميداني أو الدبلوماسي، أحدثها فرض الاتحاد الأوروبي قيودا جديدة على الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز في روسيا طالت العديد رجال الأعمال وشملت حظر بيع السلع الفاخرة، فيما يواصل الجيش الروسي تقدمه على عدة محاور وضرب الأهداف العسكرية الأوكرانية بالتزامن مع مواصلة الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد مخرج للأزمة.

وترصد «الدستور» في السطور التالية أبرز تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية على المستوى الميداني وأهم التحركات للأطراف في الأزمة على المستوى الدبلوماسي وعلى مستوى العقوبات: 

  • الاتحاد الأوروبي يفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا 

وافق المجلس الأوروبي، اليوم، على تبني الحزمة الرابعة من الإجراءات التقييدية ضد روسيا؛ رداً على عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا، في خطوة حازت على ترحيب المفوضية الأوروبية التي قررت حرمان موسكو من امتيازات الاتحاد الأوروبي بالرعاية وفرض قيودا على الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز الروسي.

وذكرت المفوضية، في بيان لها، أن التدابير الجديدة المتفق عليها تشمل الآتي: "فرض حظر كامل لأي معاملات مع بعض الشركات الروسية المملوكة للدولة عبر مختلف القطاعات - ومن بين ذلك مجمع الكرملين الصناعي العسكري، وحظر استيراد منتجات الصلب، التي توفر ما يقرب من 3.3 مليار يورو في عائدات التصدير لروسيا، فيما سيتم توزيع حصص الاستيراد المتزايدة على دول ثالثة أخرى للتعويض".

كما فرض الاتحاد الأوروبي: «حظرا بعيد المدى على الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الروسي، مع استثناءات محدودة في مجال الطاقة النووية المدنية ونقل بعض منتجات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب حظر تصدير السلع الكمالية (مثل السيارات الفاخرة والمجوهرات وما إلى ذلك) لضرب النخب الروسية بشكل مباشر، وفرض قيود جديدة على صناعات الحديد والصلب وسلع الرفاهية.

وتشمل العقوبات أيضا توسيع قائمة الأشخاص والكيانات الخاضعين للعقوبات لتشمل المزيد من النخبة من رجال الأعمال ونخب القلة المرتبطة بالكرملين، وكذلك الشركات النشطة في المجالات العسكرية والدفاعية، والتي تدعم عملية أوكرانيا لوجستيًا وماديًا، إلى جانب إضافة قوائم جديدة للجهات الفاعلة النشطة في مجال المعلومات المضللة، وفرض حظر على تصنيف الشركات الروسية من قبل وكالات التصنيف الائتماني في الاتحاد الأوروبي وتوفير خدمات التصنيف للعملاء الروس، مما سيؤدي إلى فقدانهم المزيد من الوصول إلى الأسواق المالية للاتحاد الأوروبي، وحرمان روسيا من وضع الدولة الأولى بالرعاية، حسبما ذكر بيان المفوضية. 

وأشار البيان إلى موافقة الاتحاد الأوروبي، إلى جانب أعضاء آخرين في منظمة التجارة العالمية، على حرمان المنتجات والخدمات الروسية من معاملة الدولة الأكثر تفضيلاً في أسواق الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن تلك التدابير ستؤدي إلى "تعليق الفوائد الكبيرة التي تتمتع بها روسيا كعضو في منظمة التجارة العالمية"، مضيفا "ستحمي هذه الإجراءات ضد روسيا المصالح الأمنية الأساسية للاتحاد الأوروبي وشركائه في ضوء عدوان روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا.

  • روسيا تُعلن سيطرة قواتها على كامل أراضي "خيرسون" بجنوب أوكرانيا

وميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بسط قوات الجيش الروسي سيطرتها على كامل أراضي مقاطعة خيرسون بجنوب أوكرانيا، حيث قال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف في إفادة صحفية، إن العسكريين الروس أسقطوا خلال اليوم الماضي طائرتين أوكرانيتين ومروحية و13 طائرة مسيرة، فيما دمرت القوات الجوية الروسية 136 منشأة عسكرية أوكرانية. 

واستولت القوات الروسية على نقطة محصنة للقوميين والمرتزقة الأجانب في أوكرانيا، حيث تم العثور على 10 أنظمة صواريخ "جافلين" وأسلحة أخرى. ودمرت القوات المسلحة الروسية حظائر للطائرات في المطار بالقرب من كراماتورسك في دونباس، كانت بداخلها 4 طائرات هجومية من طراز Su-25 ومروحية Mi-24 و5 مروحيات من طراز Mi-8تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.

وحسبما أفاد كوناشينكوف، فإنه منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، قامت القوات الروسية بتدمير ما مجموعه 156 طائرة مسيرة، و1306 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و 127 راجمة صواريخ، و471 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهتون، إضافة عن 1054 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة.

  • أوكرانيا تتوقع الوصول لاتفاق مع روسيا خلال أسبوعين

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيل بودولياك، في تصريحات صحفية أدلى بها الثلاثاء، أن موسكو وكييف قد تتوصلان إلى اتفاق في غضون الأسبوعين المقبلين، فيما قال المستشار بالرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش إنه يرجح أن تنتهي الحرب في أوكرانيا بحلول أوائل مايو عندما ينفد ما لدى روسيا من الموارد التي تحتاجها في العملية العسكرية ضد جارتها، مشددا على أن موقف بلاده لم يتغير، موضحًا أن المفاوضين سيناقشون وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب القوات الروسية، فضلًا عن الضمانات الأمنية.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت متأخر من يوم الإثنين، أن المفاوضات مع روسيا ستتواصل هذه الأيام، مضيفا في خطابه المصوَّر خلال الليل: "قيل لي إن المفاوضات تمضي جيدًا جدًّا لكن دعونا نرى". وخاطب الجنود الروس مجددا، وحثهم على وقف القتال قائلاً "أنا أعرض عليكم فرصة للنجاة".

جاء ذلك بعدما انطلقت الجولة الرابعة من المحادثات بين الجانبين الأوكراني والروسي عبر الفيديوكونفراس في أعقاب فشل الجلسات الثلاث الأولى من المحادثات التي عُقدت في بيلاروس، حيث لم تسفر المحاثات بين موسكو وكييف نتائج تذكر حتى الآن بخلاف فتح عدد من الممرات الإنسانية للخروج من المدن الأوكرانية المحاصرة.

  • بايدن يخطط للاجتماع مع قادة الأطلسي في بروكسل

وفي غضون ذلك، قالت مصادر أمريكية مطلعة إن مسؤولي البيت الأبيض يناقشون احتمال سفر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوروبا في الأسابيع المقبلة لبحث موضوع روسيا وأوكرانيا مع الحلفاء، مشيرا إلى أنه قد يزور بروكسل، حيث يوجد مقر حلف شمال الأطلسي “الناتو” والاتحاد الأوروبي، خلال الزيارة، حسبما أفادت "رويترز". 

وقال أحد المصادر إن إحدى الخطط التي لا يزال العمل جار على إتمامها، تشمل اجتماع بايدن مع زعماء آخرين من حلف الناتو في بروكسل في 23 من مارس، على أن يتوجه بعد ذلك إلى بولندا، فيما قال مصدر آخر إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن هذه الجولة بعد، ولكنها نوهت إلى أن الخطط قد لا تخضع لتغيرات نظرا لأن تطورات الوضع في أوكرانيا فائقة السرعة. 

من جهتها، قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة على تواصل مع شركائها في حلف الأطلسي وحلفائها الأوروبيين، لكن لا يوجد أي قرار نهائي بشأن القيام بزيارة.

  • زيلينسكي يلقي خطابا افتراضيا أمام الكونجرس الأمريكي

في السياق ذاته، أفادت تقرير إعلامية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيتحدث افتراضيا إلى أعضاء الكونجرس يوم الأربعاء، حسبما أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر في رسالة مشتركة، مشيرة إلى أن الخطاب سيكون متاح لأعضاء الكونجرس فقط. 

ويأتي الخطاب الافتراضي استجابة لدعوة البيت الأبيض زيلينسكي لإلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكي، وبعد أن شارك ما يقرب من 300 عضو من مجلسي النواب والشيوخ في مكالمة "زووم" مع الرئيس الأوكراني في وقت سابق من هذا الشهر.

  • الصين تحذر من تأثرها بالعقوبات الغربية على روسيا

من جهته، أكد وزير الخارجية الصيني، وانج يي، رفض بلاده أن تتأثر بالعقوبات الغربية التي تفرض على روسيا، قائلا خلال اتصال مع نظيره الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن: "الصين ليست طرفا في الأزمة، ولا تزال ترغب بألا تتأثر بالعقوبات"، محذرا من أن العقوبات الأحادية تؤدي فقط إلى تفاقم التناقض وزيادة التوتر.

فيما شدد وزير خارجية الصين، اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي، على أن بلاده "تواصل لعب دور بناء في دفع محادثات السلام قدما بهدف خفض التوتر ومنع حدوث أزمة إنسانية في أوكرانيا".