رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: «رسول الله يعلمنا أن نتعامل مع الجماد برحمة»

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، لقد افتقدنا هذه الأيام التربية المحمدية النبوية المصطفوية التي علمتنا بكل يسرٍ وسهولة كيف نحول المبادئ والقيم والأخلاق والأحكام والعقائد والمناهج إلى حياةٍ نعيشها وإلى واقعٍ معيش، فعلمنا رسول الله ﷺ الرحمة، ثم علمنا كيف نطبقها، أما تعليم الرحمة فأول ما تفتح كتاب ربك تجد قوله تعالى {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، أما تعليم الرحمة فعندما تسمع قوله تعالى في وصف سيد المرسلين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، أما تعليم الرحمة فعندما تسمع حديث الأولية يقوله رسول الله ﷺ: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ تبارَكَ وتعالى، ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمكُمْ مَنْ في السماءِ)، ولكن كيف نتخلق بالرحمة؟ وكيف نطبقها في حياتنا؟ فيبدأ الأمر من تعليم المسلم أن الجماد يسبح ربه، وأن الجماد يسجد لخالقه، وأن الجماد يأتي ربه طوعًا.

وتابع "جمعة"عبر صفحته الرسمية قائلًا: عندما يعلم المسلم أن الله سخر لنا ما بين السموات والأرض جميعًا منه؛ فإنه يعامل الجماد معاملةًَ رحيمة، ولذلك أنطق الله الحجر والشجر لرسول الله ﷺ وأسمعه حنين الجذع له حتى ضمه رسول الله ﷺ وهو يعلمنا الرحمة بالجماد فسكن؛ رسول الله ﷺ كان يخطب على جذع نخلة يتخذها منبرًا، فلما جاء المنبر من عيدان- من مادةٍ شجريةٍ خشبيةٍ يقال لها عيدان- وترك الجذع .. حن لرسول الله ﷺ فبكى حتى سمعه من في المسجد فنزل رسول الله ﷺ من خطبته والخطبة جزء من الصلاة حتى يحتضن ذلك الجذع الجماد، فسكن الجذع بحضن رسول الله ﷺ.


ماذا يعلمنا رسول الله ﷺ؟
وتابع "جمعة": يعلمنا أن نتعامل مع الجماد برحمة، ويقول لنا: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ، وما أدراك ما النار وما أدراك ما عذاب الله فيها، في هِرَّةٍ حَبَسَتْها لا هي أطْعَمَتْها ولا هي تركَتْها تأكُلُ مِنْ خشاشِ الأرضِ)، و(دخلتْ امرأةٌ الجنةَ في كلبٍ) وفي رواية و(دخلتْ بَغيٌّ مِنْ بني إسرائيلَ الجنةَ في كلبٍ وجَدتْه عطشانَ فسقَتْه فأدخلَها اللهُ به الجنةَ)، ويسأل الصحابة: ألنا في البهائم صدقةٌ يا رسول الله؟ قال: (ألا إنَّ في ذات كل كبدٍ رطبٍ صدقةً) فما بالك ونحن نعلم الرحمة بعد ذلك بالإنسان! رحمة بالأكوان، ورحمة بالحيوان، ورحمة بالإنسان؛ فنجد رسول الله ﷺ تلاقيه بنات بني النجار في طرقات المدينة وهو النبي المصطفى المختار  الذي كان سيد الخلق أجمعين توقفه البنات الصغار في طرقات المدينة فيحدثهن، وتأخذ إحداهن بيده الشريفة فيسلمها لها تذهب بها حيث شاءت، ولا يتركها حتى يقضي ما تريد.