رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دار التنوير تطرح رواية "السيد العميد في قلعته" للكاتب التونسي شكري المبخوت

غلاف الرواية
غلاف الرواية

صدرت حديثا عن دار التنوير للنشر والتوزيع، أحدث مؤلفات الكاتب الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت، رواية "السيد العميد في قلعته". وكانت دار التنوير قد سبق وطرحت للمبخوت، روايته الحائزة علي جائزة الرواية العربية "البوكر" في دورتها للعام 2015 "الطلياني".

و"شكري المبخوت"، عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة. صدر له العديد من المؤلفات ما بين الدراسات النقدية والأعمال الأدبية، من بينها: سيرة الغائب.. سيرة الآتي – السيرة الذاتية في كتاب "الأيام" لطه حسين ــ جمالية الألفة.. النص ومتقبّله في التراث النقدي ــ إنشاء النفي ــ الاستدلال البلاغي ــ المعنى المحال ــ نظريّة الأعمال اللّغويّة ــ توجيه النفي في تعامله مع الجهات والأسوار والروابط ــ الأدب المدرسة والإيديولوجيا.

كما صدر له عدد من الترجمات منها: "الشعرية" لتزيفتان تودوروف ــ تخييل الأصول: الإسلام وكتابة الحداثة ــ المعجم الموسوعيّ للتداولية وغيرها.

ومن أجواء رواية "السيد العميد في قلعته" للكاتب شكري المبخوت نقرأ: "قلعة الأحرار": لم تكن كالقلاع شاهقة البناء منيفة فقد شيدت في تقشف شديد لا يدل علي ذوق معماري رفيع، فجاءت عبارة عن بناءات مستطيلة متوازية غفل من أي تزويق أو بهرج وزخرف.

كانت قلعة منعزلة في الخلاء كالقلاع المعروفة، بيد أنها لا تشرف علي شئ، ولا تحتاط من هجوم محتمل، ولا تواجه أعداء، ولا تخوض معارك ضد غزاة حقيقيين يطمعون فيها.  

وعلي الرغم من هذا كله، فإنها قلعة فعلا، فالقلاع لا تكون قلاعا إلا بأسرارها وناسها، وخصوصا بعجز من هم خارجها عن معرفة مسالكها ودهاليزها وخفاياها أكثر مما هي بهندستها وشكلها وحجارتها وصلابتها ومناعتها وشموخها.

إنها مثال ناطق عن لعبة توهم وإيهام يصدقها الجميع داخل القلعة، وخارجها، فيقتاتون من كذبة فاتنة شيقة وهم يلوكون سرا غامضا محيرا. لذلك سأروي لكم شيئا من هذا السر وبعضا من حياة ساكنة القلعة وتردداتهم وحيرتهم، وبطولاتهم ونذالاتهم، وإخلاصهم وخيانتهم، وحروبهم وهزائمهم، وإخفاقاتهم وانتصاراتهم، إن الدهليز المخيف لا يظل مرعبا إذا نزلنا إليه واعتدنا ظلمته الحالكة، والشعاب المخوفة لا تظل خطيرة إذا دخلناها وخرجنا منها سالمين.