رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث بالمركز المصري للفكر يكشف سيناريوهات الحرب بين روسيا وأوكرانيا

الباحث أحمد السيد
الباحث أحمد السيد

مثل غزو أوكرانيا أحد أكثر الخطوات جراءة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ نهاية الحرب الباردة قبل أكثر من 30 عاما، وذلك لإعادة رسم حدود الاتحاد السوفيتي السابق. 

وازدادت حدة التصعيد عندما طالب الرئيس بوتين بوضع قوة الردع النووي لبلاده في حالة تأهب، الأمر الذي يمثل إشارة صادمة لما الت إليه تدهور العلاقات بين روسيا والغرب. 

وعلى مدار في الأيام الماضية، ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية يوم الخميس الماضي، تمكن الروس من إحراز تقدم كبير، ولم يكن هناك أي مؤشر على الدعم العسكري الغربي لكييف، الأمر الذي قد يدفع للتساؤل عن مُستقبل الأزمة والسيناريوهات المتوقعة، وهل من إمكانية لحلحة الأمور، وهل تحرك المفاوضات الدبلوماسية نزيف الأزمة المحتدمة.

وفي السياق، تواصل موقع «الدستور» مع عدد من الخبراء والباحثين للتعرف على تطورات الأوضاع خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إنه يمكن بلورة عدد من السيناريوهات خلال الفترة المقبلة، قائلا السيناريو الأول، احتلال عسكري كامل لأوكرانيا، يأتي هذا السيناريو مدفوعًا بتقدم القوات الروسية نحو العاصمة كييف وبعض المدن الأوكرانية، دون مقاومة كبيرة من الجانب الأوكراني، كما أن الدعم الغربي لكييف لم يتعدى حتى اللحظة التصريحات اللفظية بإدانة ما يصفوه بالغزو الروسي لأوكرانيا، فضلاً عن  فرض عقوبات اقتصادية قوية على موسكو، لكن حتى اللحظة لم تدفع الدول الغربية باتجاه إرسال قوات عسكرية لكييف.  ومع ذلك، يبدو أن هذا السيناريو غير مرجح نظرًا للانتقادات الغربية لروسيا، لكن يبدو أن بوتين يعتزم تدمير القدرات العسكرية والنووية لأوكرانيا تمامًا، وبأي طريقة ممكنة، مما يتركها دون تهديدات لروسيا وغير قادر على اتخاذ أي قرار بشأن عضوية الناتو في المستقبل.

وأشار «السيد» في تصريحات لـ«الدستور» إلى أن السيناريو الثاني يمكن أن يستند إلى العمل العسكري الروسي لضمان الاستقلال الكامل لجمهوريتي «دونيتسك ولوهانسك» وإبعاد التهديدات والعمل العسكري من قبل كييف، وبموجب هذا السيناريو، يتمثل الهدف الاستراتيجي لإجراء عمليات عسكرية في أوكرانيا في إرسال رسالة قوية إلى دول أوروبا الشرقية التي تنوي الانضمام إلى الناتو ، وكذلك إلى دول الناتو لجهودها في التوسع إلى حدود روسيا، وهو ما تمثل في التحذيرات الروسية لكلا من السويد وفنلندا، وكلاهما على مقربة من الحدود الروسية، من احتمال انضمامهما إلى الناتو، وعلى ما يبدو، فإن فصل منطقتين عن الأراضي الأوكرانية كإجراء عقابي ضد كييف يجعل تهديدات روسيا وتحذيراتها لدول أوروبا الشرقية حقيقية تمامًا وبما يمكن تحقيقها.

وأضاف أن السيناريو الثالث هو انضمام لوهانسك ودونيتسك لروسيا بعد إجراء استفتاء مثل ما حدث في شبه جزيرة القرم في عام 2014 حيث صوت 96 % من المواطنين لصالح عضوية الاتحاد الروسي، ومع وجود جزء كبير من تلك المنطقتين يتحدثون الروسية، فإن لوهانسك ودونيتسك لديهما القدرة على تكرار سيناريو مُشابه لما حدث في شبه جزيرة القرم.

وتابع: «السيناريو الرابع، يريد بوتين حياد كييف ونزع السلاح وعدم السماح بوجود قواعد عسكرية تابعة للناتو على أراضيها، بما يعني تخلي أوكرانيا عن فكرة انضمامها إلى الناتو أو الاتحاد الأوروبي، وقد يؤدي ذلك إلى إطالة أمد الحرب حتى تتمكن روسيا من تنصيب وتشكيل حكومة صديقة لموسكو في كييف».

وأوضح أن فكرة أن تتحول أوكرانيا لدولة تابعة شبيهة بيلاروسيا تتمتع بسيادة مشروطة ومحدودة للغاية وتسير وفقًا لتوجهات الرئيس "بوتين" هي رؤية مرفوضة من قِبل أوكرانيا بشكل واضح وثابت، ويبدو من غير المحتمل أن يكون الحياد وفقًا لهذه الشروط هو الأساس لكيفية انتهاء هذا الصراع. 

ولفت إلى أن المفاوضات الجارية حاليًا في بيلاروسيا بين الروس والأوكرانيين، لا يٌعتقد أنها ستُسرع من إيجاد حل للأزمة، إذ تتمتع روسيا باليد العليا في تلك المفاوضات، وفقًا لما تمليه سيطرتها الميدانية والعسكرية على أجزاء كبيرة الأراضي الأوكرانية.