رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قلوبنا عمار».. كتيبة من المصريين على «فيسبوك» تساعد النازحين فى أوكرانيا

طلاب مصريين في أوكرانيا
طلاب مصريين في أوكرانيا

"يا بيوت السويس.. يا بيوت مدينتي"، هكذا كان يصدح كروان يدعى محمد حمام كي يؤازر أهالي مدن القناة أثناء نزوحهم من منازلهم التي لم تعد آمنة أثناء نسكة 1967، فاضطر الأهالي لمغادرتها محافظين على أرواحهم، الأغنية لم تقف عند مغنيها، لكن على حسب ما يروي المناضلون وشباب المقاومة في مذكراتهم، أنها كانت تُغني معزوفة على السمسمية في الشوارع لمواساة الناس وطمأنتهم أنهم عائدون لا محالة، حتى هؤلاء الذين أخذوا النازحين إلى بيوتهم كانوا يتغنون وراء "حمام" ليعلنوا عن استعداداهم للاستضافة.

كانت الاغنية تمثل في هذه الفترة إعلانا خاصًا- لم يكن إعلانًا تليفزيونيًا - عن الدعم والمساندة، لا تتوقف الإذاعة المحلية عن بث صوت “حمام” كأنما كان كانت تعيد بناء "بيوت السويس" بيتا بيتا.

تغير الزمن، وأتى جيل لم يعش تلك اللحظات، لكنه ولد من نفس الرحم، جيل يحمل نفس مشاعر الشهامة والغيرة على أبناء بلده، لكن بمعطيات جديدة، فبدلًا من الأغنية استخدم الوسم "الهاشتاج"، واستبدل مكبر الصوت المحمول على عربة تجول الشوارع للإعلان عن استقبال النازحين بـ "جروب" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ليصل صداه للملايين، وهو ما يقوم به حاليًا جروب “Travel Secrets Club”.

 

شعار الجروب

وهو جروب يحمل شعبية هائلة بين المستخدمين في نشر تجارب المسافرين والسائحين حول العالم يضم نحو مليون مستخدم.

ومع اجتياح الجيش الروسي للأراضي الأوكرانية أعلن المسؤولون عن الجروب ما يلي: "نظرًا للأوضاع الحالية سوف يتم وقف نشر المنشورات السياحية مؤقتا وسيتفرغ الجروب لمتابعة جهود الإجلاء والإغاثة وتبادل المعلومات وآخر تحديثات السفارات المصرية بالخارج المتعلقة بإجراءات إجلاء الطلبة المصريين وغير المصريين في أوكرانيا".

وتحت هاشتاج #طلاب_مصر_في_أوكرانيا، و#إجلاء_الطلاب_المصريين_من_أوكرانيا، بدأت قصص المصريين العالقين  في كييف، أوديسا، خاراكوف، وباق مدن  شرق أوكرانيا تنتشر. 

فبدلا من التغني ببيوت السويس نستمع الآن أصوات استغاثات أو عروض مساعدة ومبادرات استقبال مصريين وعرب في مناطق آمنة للمتضررين، لكن المصريين هم أنفسهم، سواءً كانوا في السويس أو في أوكرانيا.

وظهرت “جدعنة المصريين” كعادتهم في رومانيا وبولندا فأعلنوا استقبالهم - دون أن يغنوا يا بيوت السويس كما فعلوا من قبل - للمصريين والعرب في منازلهم عند الوصول للحدود بسلامة.

منذ بداية الحرب وأعضاء الجروب لم يتوانوا عن مساعدة العالقين، ومن علاقاتهم كمغتربين في الخارج مع موظفوا الخارجية في الدول المحيطة بأوكرانيا، أصبحوا يتواصلوا معهم نيابةً عن النازحين تمهيدًا لوصولهم سالمين لبر أمان، وكذلك تسهيل الإجراءات عليهم كاستخراج فيزة الدخول وتيسير مدة الإقامة بإمدادات الطعام والأدوية.

إعلان من الجروب عن مساعدة أهالي المفقودين

مشرفو الجروب أيضًا تواصلوا مع أهالي العالقين لطمأنتهم، لاسيما أن عددا منهم فشل في التواصل مع ذويه، طمأنوا الوالد عن ولده، وأعادوا العناق لصدور الأحبة من خلال جروب "واتسآب" يحاول تجميع معلومات وتصوير الأفراد في سيارات نقلهم للحدود أو في النزل التي يسكنوها أثناء فترة الإقامة أو على الأقل إرشادهم لملجئ آمن مع المحليين حتى لو نفق سكة حديد. 

ولأن الحرب لا تعرف بردًا ولا سلامًا، فالجروب يعمل على مدار الـ 24 ساعة، ففي كل لحظة يمكن أن نجفف دمعة أم قبل أن تسيل، وأن ننقذ غريقًا في بحر القنابل ونعود به إلي مرسى الأمان، فقد ساهم الجروب بالفعل في نجدة مئات الطلاب ونقلهم بالمجان من خلال متطوعين تعرفوا عليهم في التعليقات والتواصل هاتفيًا.