رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحيل التشكيلي محمد الطراوي بعد صراع مع المرض ورحلة مفعمة بالفن

الفنان محمد الطراوي
الفنان محمد الطراوي

 

عن عمر ناهز السادسة والستين، رحل قبل قليل عن عالمنا، الفنان التشكيلي محمد الطراوي، المصور والرسام الصحفى، صاحب بنات بحرى ونساء الواحات، ومناظره العرضية الفريدة.

وكان آخر معارض الطراوي، في متحف الفن المصرى الحديث، خلال نوفمبر ٢٠٢١ تحت عنوان "كوني إنت"، في تجربته المرتكزة على الأصالة وشغفه بالموروث الثقافي الشعبي والبيئي بسماته شديدة الثراء في مصر.

قد غلب على هذه التجربة انحيازه للمرأة في دورها وعالمها وواقعها ورمزيتها، لتطالعنا سطوح لوحاته تتحدث بلسان أبطالها في ديناميكية تتناغم بين الحركة تارة، والثبات تارة، يحكمها المضمون والمغزى الوجداني موظفاً دلالات كل حالة لخدمة المعنى الفني والجمالي بتفاصيله الحريصة على الإقتران بالرمزية البصرية لدى المُتلقي.

يميل محمد الطراوي، إلى تقديم المرأة في ثياب من وحي البيئات المصرية بتنوعها ليُعبر عن تقديره لهن في كل بقعة وإعترافاً بدورهن ومعاناتهن، قد تشعر أحياناً بهن في حالة قلق، إنتظار، حزن، لكن أبداً لن تشعر بهن في حالة خوف، كما يتقن الفنان في مشاهده هذا الخيط الدقيق بين الواقع والخيال لنجد أعماله بصورة ما بوصلة لحفظ التراث اللامادي والذاكرة الجمعية بين طبقات الشعب المصري ترشدنا وفقاً لسياقه الإبداعي الجميل.

وحول انحيازه الدائم للمرأة بحسب الفنان الراحل: "المرأة هي محل لأفكار وتصورات تُطرح على المستويين المرئي والمكتوب، فلم تعد صورتها كما كانت وعاء يلغي بُعدها الإنساني، وفي حضرة المرأة تتجلى مقامات "كوني أنت"، أصنعي حياتك التي ترغبين أن تعيشيها، أصنعي ذاتك، أرسمي دروب أحلامك، أعيدي للحياة رونقها وتوازنها وللورود عطرها، أثبتي للعالم من تكوني أنت."

ــ الساحة التشكيلية تفقد أحد أبرز فنانيها
وعبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نعي الناقد صلاح بيصار رحيل الطراوي: ببالغ الحزن والأسى ننعى الصديق الفنان محمد الطراوى، المصور والرسام الصحفى بروز اليوسف. رحل عن عمر يناهز 66 عاما بعد رحلة مفعمة بالفن ومعاناه قبل رحيله مع المرض .

وتابع: بعد أن امتلك الطراوى ناصية فن المنظر وتألقت فرشاته بالمنظر العرضى الذى اشتهر به.. فى فضاء تصويرى ممتد ..تألق فى مشاهد بانورامية من الدلتا والواحات فى مائيات بلمسة تبرق وتتوهج كالوميض ..انجذب إلى بنات بحرى ونساء الواحات مشكلا عالما اخر فيه من الزمان والمكان ..وروح الروح من سحر الانسان ..خاصة حواء التى تملك سر الحياة وقوتها ..فى إيقاع تعبيرى جديد وقد أعاد صياغتها و جعل منها أيقونتة الأثيرة الخاصة ..بكثافة تجريدية تخرج على الأطر المحفوظة.