رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل الجلسة الافتتاحية لاجتماع منظمة المرأة العربية بالعراق

اجتماع منظمة المرأة
اجتماع منظمة المرأة العربية

انطلقت صباح اليوم السبت، أعمال الاجتماع غير العادي الخامس عشر للمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، والذي تستضيفه العاصمة العراقية بغداد على مدار يومي 19 و 20 فبراير 2022.


‏ترأست الاجتماع الدكتورة يسرى كريم محسن، مدير عام دائرة تمكين المرأة العراقية، ورئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته الحالية، وشاركت فيه الدول العربية الأعضاء بالمنظمة حضورياً وعبر تطبيق زووم.

‏‎رحَّبت الدكتورة يسرى محسن في كلمتها الافتتاحية بالحضور الكريم، واعتبرت أن عقد الاجتماع في بغداد هو خطوة مهمة في مسار استئناف العراق دورها الريادي في تعزيز العمل العربي المشترك ويأتي انسجاما مع توجهات السياسة الخارجية العراقية وانفتاحها على الدول العربية. 

وأوضحت أن المرأة العراقية حظيت بمكانة متميزة في تاريخ العراق القديم والحديث، موضحة أن المرأة العراقية  شغلت منصب وزيرة وقاضية في العام 1958، وكانت السباقة أيضا في دخول الجامعة وتحصيل الشهادات العليا في مختلف الاختصاصات العلمية والاجتماعية والأدبية والفنية، كما كان لها مواقف سياسية في مختلف مراحل التطور السياسي في العراق. 

وأضافت أن الدستور العراقي الجديد لعام 2005 أقر للمرأة حقها في المساواة واتاح لها كافة الفرص التي تمكنها في المشاركة بشكل فعال في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وميزها في نظام الكوتا لتمكينها من التمثيل في مجلس النواب 
‏‎بنسبة لا تقل عن 25 % من عدد أعضاء مجلس النواب.

‏ولفتت إلى نص الدستور على كفالة الدولة وحمايتها للأسرة والأمومة والطفولة، وحق المرأة والطفل بشكل خاص في الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الاساسية للعيش في حياة كريمة. 

وأضافت أنه في ضوء ما أقره الدستور والقوانين وانسجاما مع مبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات والمواثيق الخاصة بحقوق المرأة، انصب جهد الحكومة العراقية  على تعزيز حقوق المرأة وتمكينها، وقد أثمر ذلك عن إنجاز الحكومة العراقية العديد من الأهداف عن طريق وضع الاستراتيجيات والخطط والإجراءات والتنسيق مع الجهات الحكومية والتشريعيةـ، وقد تكللت هذه الجهود في مشاركة المرأة في انتخابات تشرين الأول من العام 2021، إذ حصدت المرأة العراقية  95 مقعدا نيابيا، وهو أعلى من حد الكوتا البالغ 83 مقعدا؛ أي بزيادة 12 مقعداً . وقد اثبتت المرأة جدارتها بالفوز بالمقاعد الانتخابية دون الحاجة إلى تطبيق الكوتا حيث فازت 57 امرأة بقوتها التصويتية، كان من بينهن 12 امرأة فازت بالمركز الاول على مستوى الدوائر التي رشحن فيها. 

وأبرزت محسن أنه في سابقة أولى من نوعها تمكنت خمسة مرشحات فرديات لا ينتمين للأحزاب السياسية من الفوز بالانتخابات مما يعكس تطورا مهما على صعيد مشاركة المرأة وتمثيلها في السلطة التشريعية. 

وأوضحت أن حزمة التشريعات الخاصة بالمرأة التي عملت الحكومة عليها تمثل التزام الحكومة العراقية بالتعهدات الدولية في مجال حقوق المرأة، وفي مقدمتها تشريع قانون الناجيات الإيزيديات الذي يمثل أحد أهم التدابير اللازمة للحد من الآثار السلبية التي تعرضت لها النساء والفتيات على يد تنظيم داعش الإرهابي وتعزيز قدرة الناجيات على استعادة الثقة بانفسهن والعودة للاندماج بمجتمعاتهن وتهيئة وتوفير السبل اللازمة لذلك، واعتبرت أن هذا التشريع سابقة مهمة يمكن الاسترشاد بها لانصاف الناجيات في الدول العربية اللائي تعرضن لجرائم ضد المرأة على يد الإرهاب، كما قدمت الحكومة العراقية مشروع قانون الحماية من العنف الأسري إلى مجلس النواب لغرض إقراره.

وقدم مجلس القضاء الأعلى مشروعا لتعديل قانون العقوبات العراقي تمت إحالته إلى رئيس الجمهورية لغرض تقديمه إلى مجلس النواب وتشريعه، وقد شملت التعديلات مواد مهمة تستهدف تحقيق المساواة القانونية بين الرجل والمرأة وحذف النصوص القانونية التمييزية. 

وأضافت أنه في إطار التخطيط والرؤية المستقبلية تعكف دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وبالتعاون مع مؤسسات الدولة وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة لوضع الاستراتيجية الوطنية للمرأة العراقية للسنوات 2023- 2027،  ضمن مجموعة من الأهداف والمرتكزات المبنية على تحديد الفجوات والتحديات التي تعترض المرأة العراقية.

 وفي الأخير ثمَّنت دور منظمة المرأة العربية وأشادت بجهودها في العمل المتواصل والدوؤب لتعزيز العمل بين الدول العربية الأعضاء لخدمة قضايا المرأة العربية.

‏‎وفي كلمتها، وجهت الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية التحية لجميع عضوات المجلس التنفيذي والوفود المشاركة في الاجتماع بالحضور الفعلي أو افتراضياً عن طريق زووم، كما قدَّمت الشكر لجمهورية العراق على استضافتها لأعمال الاجتماع، وللدكتورة يسرى كريم محسن، مدير عام دائرة تمكين المرأة العراقية، ورئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته الراهنة. 

وأكدت أن منظمة المرأة العربية هي منظمة تحمل رسالة نبيلة تجاه النساء وأنها تطلع برسالتها عبر التعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية في الدول العربية، وكذلك عبر الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، وأن هذا التعاون يستهدف تعزيز الوعي والثقافة الصديقة للمرأة وتفكيك الصور النمطية السلبية حول أدوار الجنسين وتكريس المساواة بينهما في الفرص لتحقيق نهضة المجتمعات بكاملها، من خلال تحمل الرجل والمرأة معا  ويداً بيد جميع الأعباء الأسرية، والاجتماعية، والوطنية.

‏‎ونوَّهت المديرة العامة للمنظمة بالتقدم الذي  أحرزته النساء العراقيات في الانتخابات الأخيرة، ما يدل على أن النساء أصبحن أكثر إقداماً وشجاعة وثقة بالنفس في الترشح للانتخابات، بالإضافة إلى أن المجتمع العراقي يُشجع النساء من أجل أن يحملنَّ مسؤوليات عامة.

‏‎وأكدت الدكتورة كيوان أن منظمة المرأة العربية التي هي منظمة شابة تكمل العام الجاري عامها العشرين، تُعبر بالأساس عن الإرادة السياسية في الدول، وأن التقدم في أغلبية الدول العربية قد جرى بمبادرات وتواصل وتكامل بين الإرادة السياسية العليا في الدول وبين حركات المجتمع المدني والمجتمع الأهلي.

‏‎وأشادت بالمواقف الايجابية التي اتخذها رؤساء عرب تجاه تكريس حقوق النساء،  ذكرت من بينهم على سبيل المثال وليس الحصر الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس التونسي، والملك المغربي محمد السادس، والملك الأردني عبد الله الثاني، والسلطان العماني هيثم بن طارق، مستئنفاً مسيرة السلطان قابوس رحمه الله، والذي كان داعماً للمرأة ولمنظمة المرأة العربية.

‏‎وأعربت دينا زوربا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق واليمن عن سعادتها بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الغير العادي الخامس عشر للمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، ووجَّهت جزيل الشكر للمنظمة  على البرامج والمشروعات الرائدة التي تتبناها فيما يخص قضايا المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات في المنطقة العربية، وأشادت بالشراكة الطويلة الأمد ما بين المنظمة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

ونقلت للحضور تحيات سوزان ميخائيل، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة. 

ولفتت إلى أن التطورات التي جرت في السنوات الأخيرة في عدد من البلدان العربية أظهرت الدور الإيجابي والرئيسي الذي تلعبه المرأة في تحقيق التطور والنمو والتنمية في مجتمعها، ووجهت بهذا الصدد تحية لجهود جميع النساء العربيات وما يقمن به كل واحدة حسب مكانها وموقعها. 

كما ثمَّنت نجاح العراق، ورغم الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مر بها خلال السنوات الماضية، في تحقيق نقلة نوعية واستثنائية بخصوص النوع الاجتماعي كأساس للتنمية، لم يكن بالإمكان تحقيقها لولا دعم الحكومة العراقية والجهود المكثفة من قبل دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لرئاسة الوزراء ومجلس المرأة في إقليم كوردستان ومنظمات المجتمع المدني.

 ولفتت إلى أن العراق صادق على قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 1325 وكان أول دولة عربية تتبنى تنفيذه ووضع خطط وطنية تهدف إلى تحقيق زيادة المشاركة للمرأة في مواقع صنع القرار وفي لجان المصالحة ومفاوضات بناء السلام وتعديل التشريعات والقوانين وتمكين المرأة وتعزيز قدراتها.

وأكدت مواصلة الدعم والمساندة للمرأة العراقية وللحكومة والمجتمع المدني من أجل تحقيق المساواة والعدالة وخلق البيئة المناسبة وتوطيدها لتنفيذ برنامج المرأة والسلام، والأمن  حسب ما ورد في قرار 1325.