رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روشتة طبية لكيفية قضاء فترة ما بعد التعافي من كورونا

كورونا
كورونا

معركة نفسية يخوضها المتعافون من فيروس كورونا المستجد بعد مقاومتهم للمرض وتحويل نتيجة التحليل الخاص بهم من إيجابي إلى سلبي، لتبدأ رحلة علاج أخرى داخل منازلهم ووسط ذويهم، لكنها تكون هذه المرة نفسية بشكل كامل، لا يحتاجون فيها إلى عقاقير طبية، بل يحتاجون من يقف بجانهم ليدعمهم نفسيًا ومعنويًا، حتى يتعايشوا مع المجتمع من جديد.

أحيانًا ما يشعر المتعافي من كورونا بالوصم، إثر إصابته بالفيروس فهناك البعض من ما يعتقدون أن المصابين بالمرض منبوذون لا يجب أن يتعامل معهم أحد، لكنه تفكير خاطئ بكل المقاييس، ما يصيب المصاب بمرض نفسي حاد حتى وإن تعافى من الوباء، لن ينسى نظرة المجتمع له بعد إصابته بكوفيد-19.

"الدستور" تواصلت مع عدد من أطباء مستشفيات العزل الصحي في مصر، واستشاريين علم نفس والاجتماع، لتوضيح الطرق التي يجب أن يتبعها المتعافون من فيروس كورونا بعد عودتهم إلى المنزل وقضاء فترة النقاهة قبل التعايش مع المجتمع من جديد، حتى يتخصلون نهائيًا من أي آثار نفسية قد تؤثر على حياتهم.
 المليجي: يجب التخلص من الآثار النفسية التي تصيب المتعافين من كورونا

يتذكر الدكتور هيثم الميلجي، أستاذ العناية المركزة بجامعة المنصورة، أحد الأطباء الذين خاضوا تجربة العمل في عزل العجمي قسوة المشاهد التي مرت عليه أثناء فترة تواجده في المستشفى، يقول إن التجربة كانت مرهقة نفسيًا بشكل كبير له، وأنها مازالت لها تأثير سلبي عليه: "جالى اكتئاب لفترة، وأول مرة أمر بحاجة زي دي، خصوصًا أن عدد الحالات كتير، والإصابات بتزيد"، موضحًا أن هذه المرحلة هى الأصعب خاصة بعد إعادة الحياة لطبيعتها بشكل كبير علشان كده لازم كل واحد يكون مسؤول عن نفسه واللي حواليه بشكل أكبر".

وعن المتعافين وتأثير تجربة الإصابة علي صحتهم النفسية يقول:" بحكم خبرتي البسيطة مع عدد الحالات اللى بتابعها أقدر أقول أن تجربة المرض بتسيب أثر نفسي مرهق جدا مع المتعافي كمان"، مشيرًا إلى أنه برغم انتهاء تجربة فترة عمله في مستشفي العزل، فإنه مازال هناك تواصل مستمر مع متعافي "كوفيد- 19، ومع زيادة الأعداد خلال الفترة الأخيرة، تزايدت عدد الحالات المتابعة معه " في أعداد كبيرة متابعة معايا تليفونيًا  وبحاول طول الوقت أوصلهم فكرة أن طالما الأعراض مش بتزيد يبقي من الأفضل أن يظل في البيت".

يروي المليجي لـ"الدستور"، الأساليب التى يستخدمها مع مصابي كورونا المتابعين معه خلال فترة عزلهم بالمنزل:" بشرح لهم تطورات المرض والأعراض اللى هيتعرضوا ليها مسبقا، وبعرفهم إمتى يبدأ يخالط أهله بعد التعافي وإمتى يروح المسشتفي"، مبينا أهمية أن يتعامل الأطباء نفسيًا مع المصابين المعزولين بالمنزل بدرجة أكبر "المصاب اللى موجود في البيت بيحس أنه عاجز وممكن يموت في أى وقت من غير ما حد يسعفه، علشان كده لازم تكون نفسيته أحسن".

فرويز: الاكتئاب أخطر ما يصيب المتعافين بسبب شعورهم بالعار

من ناحيته، أوضح د.جمال فرويز طبيب نفسي، أن هناك شعور سئ يصيب المتعافين من فيروس كورونا، وهو وصمة العار التي يشعرون بها فور إصابتهم بالمرض، بسبب نظرة المجتمع لهم وعدم رغبة المواطنين التعامل معهم كونهم حاملين للفيروس، لكن ما لا يعرفوه أن هذا خطر كبير عليهم بعد التعافي، ما قد يسبب لهم حالة من الاكتئاب الحاد، قد تجعل البعض منهم يفكر في الانتحار كما حدث في الأسابيع القليلة الماضية.

استكمل فرويز حديثه لـ"الدستور" بأن فترة ما بعد التعافي من كورونا تعد من أهم الفترات العلاجية النفسية التي يجب الاهتمام بها من قبل المريض، حتى لا يصيب بمرض جديد لا يعرف عنه شئ، ويكون في الغالب مرض نفسي حاد لا يمكن علاجه بسهولة، وكل ذلك يكن بسبب نظرة المجتمع له، أو ما يبنيه في تفكيره من أوهام حول إصابته بالمرض.

يوضح الطبيب النفسي الأسباب التي قد تدفع المتعافين من فيروس كورونا للإصابة بالاكتئاب الحاد وهو شعورهم بالندم على ما ضاع منهم خلال فترة الإصابة بالمرض، مثل فقدان العمل أو المبالغ المالية التي انفقوها على العلاج، أو خسارة أشخاص معينين لم يقتربوا منهم حين علموا حقيقة اصابتهم، كل هذا من الأسباب الرئيسية في تعرض أي شخص متعافي للإصابة بأمراض نفسية أخرى.

اختتم فرويز حديثه، موجهًا نصيحته للمتعافين بأن لا يضيعوا هذه الفترة في التفكير فيما مضى، بل بالعكس يجب عليهم التخطيط لما هو قادم، سواء على مستوى الحياة الشخصية أو العملية، والاقتراب من الأشخاص الذين وقفوا بجانبهم خلال فترة مرضهم حتى ولو بمكالمة هاتفية، فهذا قد يقلل من نسبة إصابته بالاكتئاب.