رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولاية هندية تثير الجدل بسبب ارتداء طالبات مدارسها الحجاب

الهند
الهند

سلطت وكالة أسوشيتد برس، اليوم الثلاثاء، الضوء على الأزمة المتصاعدة في الهند خلال هذه الفترة بسبب ارتداء الطالباتالح الحجاب في العديد من المدارس.

وأشارت الوكالة، في تقرير لها، إلى أن أزمة ارتداء الحجاب في العديد من الدول كانت لعقود من الزمن مصدر للجدل في بعض الدول الغربية، خاصة في فرنسا، التي حظرت في عام 2004 ارتداءه في المدارس العامة.

لكن في الهند، حيث يشكل المسلمون ما يقرب من 14٪ من سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، فهو ليس محظورًا ولا يتم تقييد استخدامه في الأماكن العامة.

وحسب التقرير، فإن ارتداء النساء الحجاب هو مشهد مألوف في الهند، وبالنسبة للعديد منهن.فهو يرمز إلى الهوية الدينية وهو مسألة اختيار شخصي في البلاد.

ولاية كارناتاكا

خلال الفترة الماضية، أثار منع فتيات يرتدين الحجاب من حضور دروس في بعض المدارس في ولاية كارناتاكا جنوب الهند، الكثير من الجدل عبر وسائل الإعلام الهندية والعالمية.

ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا إلى الالتماسات، اليوم الثلاثاء، التي قدمتها الطالبات المحتجات.

وحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإن المواجهة المضطربة التي تمت مؤخرًا في الولاية الهندية بين العديد من الطلاب ومدرسة بالولاية، أثارت مخاوف بين الطلاب المسلمين في الولاية بأنهم محرومون من حقوقهم الدينية. 

كما أنه الأمر الذي أثار لأسابيع من الاحتجاجات من قبل الطلاب، وفق ما أفادت به وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

تفاصيل الأزمة

وتفصيلًا، فعندما مُنعت الطالبات الشهر الماضي من دخول فصولهن الدراسية وطُلب منهن عدم ارتداء الحجاب، بدأن في التخييم خارج المدرسة الثانوية للبنات فقط.

وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأزمة بتفاصيلها في حينها، فضلًا عن جذب طواقم الأخبار إلى مقدمة المدرسة التي تديرها الحكومة في منطقة أودوبي في ولاية كارناتاكا جنوب الهند.

وقد بدأت الطالبات في الاحتجاج خارج بوابة المدرسة وجلسن في مجموعة يقرأن دروسهن، وأفادت وسائل إعلام في حينها بأن الطالبات يتحدين قواعد الزي الرسمي في المدرسة، غير متأثرات.

وبعد شهر، بدأت المزيد من المدارس في تنفيذ حظر مماثل على الحجاب، مما أجبر المحكمة العليا في الولاية على التدخل. 

وخرج المئات منهن، بما في ذلك آبائهن، إلى الشوارع أمس الإثنين احتجاجًا على القيود، مطالبين بالسماح للطالبات بحضور الفصول الدراسية حتى لو كن يرتدين الحجاب.

وأفادت الوكالة، في تقريرها: حتى الآن فشلت عدة اجتماعات بين الموظفين وممثلي الحكومة والطالبات المحتجات في حل المشكلة.

كما رفض وزير التعليم في الولاية، ب. س. ناغيش، رفع الحظر، مصرحًا: أولئك اللاتى لا يرغبن في اتباع قواعد اللباس الموحد يمكنهن استكشاف خيارات أخرى.

توترات متصاعدة

وذكر التقرير، أنه خلال هذه الفترة تصاعدت حدة التوترات في الولاية الهندية بسبب أزمة الحجاب للطالبات في المدارس والهندوس.

حيث يجادل البعض بأن هذا يؤكد العزلة والتهميش المحتملة للمسلمين، مما يضاعف من القلق المتزايد بالفعل الذي يشعر به مجتمع الأقلية، في بلد متعدد الثقافات، لديه ضمانات للحرية الدينية المنصوص عليها في دستوره.

وقالت أفرين فاطمة، ناشطة طلابية مقيمة في نيودلهي: "ما نراه هو محاولة لإخفاء حجاب المرأة وإخراجها من الأماكن العامة". 

وخلال الأسبوع الماضي، بدأ بعض الطلاب الهندوس في الولاية في ارتداء شالات بلون الزعفران، وهي رمز للجماعات القومية الهندوسية، كما رددوا المديح للآلهة الهندوسية، أثناء احتجاجهم على اختيار الفتيات الحجاب، مما يدل على الانقسامات الدينية المتزايدة في الهند والتوترات المريرة بين الأغلبية الهندوسية في البلاد والأقلية المسلمة الكبيرة.

حظر الملابس 

ودفعت الأحداث حكومة الولاية إلى حظر الملابس التي قالت إنها "تخل بالمساواة والنزاهة والنظام العام"، وبعض المدارس الثانوية إلى إعلان عطلة لتجنب الاضطرابات المجتمعية.

كما أنه خضعت إحدى المدارس بشكل جزئي وسمحت لطلابها بحضور الدروس وهن يرتدين الحجاب.