رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لست مستثارة طوال الوقت».. شهادات تكذب الإدعاءات الخاصة بجريمة الختان

الختان
الختان

«هتسيبها تتجوز كده وتفضحنا»، وقعت هذه الكلمات على أذن الطفلة التي لم يتجاوز سنها الثماني سنوات موقع الصدمة، تقول "س.ع" لم أنس هذه الجملة طوال عمري، لماذا يمكن أن أجلب لأهلي العار، لماذا يجب أن ينقص جزء من جسدي لكي أكون كاملة في نظر أحدهم؟

هذه الأسئلة وردت إلى ذهن طفلة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات، وظلت ترافقها وبحسب رواياتها حتى اللحظات الأخيرة قبل زفافها.

اليوم، السادس من فبراير هو اليوم العالمي للمناهضة ضد عملية الختان والتوعية من الأضرار الناجمة عن هذه العملية الخطيرة التي أودت بحياة الكثير من الفتيات، أو إصابتهم بعاهة، وذكريات سيئة في أحسن تقدير.

تتابع "س.ع" بأن السؤال السابق والذي لم تنساه طوال حياتها، جاء من جدتها إلى أمها، التي انهارت من البكاء بسبب رفضها إجراء عملية الختان لها، كانت تعي الطفلة الصغيرة، ما قيل أمامها، فقد حذرتها  والدتها من أن يأخذها أحدهم من وراء ظهرها ويقوم بإجراء هذه العملة عنوة، وحكت لها لألام النفسية والبدنية التي عاشتها طوال عمرها، جراء هذه التجربة.

لم تكن الأم التي لم تكمل تعليمها واكتفت بالوصول إلى المرحلة الإعدادية منه، تدرك على وجه التحديد ما الذي تجنبه لطفلتها الصغيرة؟، لكن ما أرادت هو أن تمنعها من تكرار تجربتها الأليمة والشعور بالإحساس الموجع ذاته.

تقول الفتاة العشرينية إنها خلال سنوات تعليمها ومع التقدم في العمر والإدراك، عرفت السر وراء إجراء هذه العملية، لكنها لم تجد هذه الصفات تنطبق عليها هي الفتاة غير المختنة، كانت تعيش حياة طبيعية لم تسمع يومًا لأحد بالتجاوز معها حتى خطيبها الذي أصبح زوجها الآن ومنذ خمس سنوات، كما أنه طوال السنوات الخمس، كانت إحساسها تجاه العلاقة بينهما طبيعي، لا ترغب فيها بشدة ولا تمتنع عنها بشدة.

أمارس حياتي بشكل طبيعي

تقول "م.م" إن والدها إمام المسجد، لم يقدم على تجربة الختان لها، وترجع السبب في ذلك لكون أبيها يعرف الشرع جيدًا ويعرف أن هذه العملية لا تثمن ولا تغني وأنها تخلف ألام نفسية وفقط، وربما أيضًا بسبب تعرض أحد عماتها – أخت أبيها- للطلاق جراء شكوى زوجها المستمرة من عدم وجود تفاعل في العلاقة بينهم.

"من ساعة ما اتجوزت عمر جوزي ما سألني في الحكاية دي".. ترد "م.م"، بشهادتها على أولئك الذين يرجعون عملية الختان إلى تجميل هذه المنطقة التي تحتاج إلى تهذيب كما في حال الذكور، بأن هذا غير صحيح، وتعود لتؤكد أن زوجها لم يشتكي من شيء، ولم يعقب على شيء غريب أثناء العلاقة، والأمور تسير دائمًا بصورة طبيعية، منذ زواجها في سن السادسة عشر، وحتى اليوم، وهي في الثاني والعشرين من العمر، وقد أنجنبت طفلتان، تؤكد "م.م"، أنها لن تدفع بهم في هذه التجربة أبدًا.

تقول فيروز سليم، طبيبة النساء والتوليد، إن الاعتقاد الشائع حول أن الفتاة غير المختنة تكون في حالة استثارة دائمة، هذا اعتقاد خاطئ تمامًا، أما فيما يخص التجميل، فيوجد قاعدة كبيرة من المصريين يعتقدون أن جميع الفتيات في حاجة إلى جراء هذه العملية، كنوع من أنواع التجميل وهذا الاعتقاد غير صحيح أيضًا.

تؤكد، طبيبة النساء والتوليد، الحاصلة على دبلومة في التجميل النسائي، أنه لا توجد قاعدة عامة بشأن تجميل هذه المنطقة، وإنما هو للحالات التي توجد فيها مشاكل للفتاة بالفعل، كوجود حكة أو عدم القدرة على ارتداء الملابس بشكل مناسب، في هذه الحالة يمكن إجراء عملية تجميل، للشفرتين، وبعيده كل البعد، عن البظر الذي هو مسؤول عن عملية الاستثارة أثناء العملية الجنسية.

وتوضح أن حتى هذه العملية يتم إجرائها في السنوات المتقدمة من العمر، عندما تكبر الفتاة، أي باختيارها حينما تدرك أجزاء نفسها وتشعر بوجود مشكلة حقيقية، أما الأطفال فيعد إجراء عمليات لهم في سن حديثة “جريمة كبرى”، يحظرها القانون، وكل التعاليم الإنسانية.

كما أنها لم تجد طوال سنوات عملها، زوجة أو فتاة تشتكي من نشاط زائد في الحركة الجنسية، ولم يأتي إليها زوج يشتكي من عدم ختان زوجته، أما الزوجات المختونات، فالأزمات التي تحيط تجاربتهم الزوجية كثيرة جدًا.