رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عطر نجيب محفوظ» قطوف من بستان السرد للكاتب صلاح عساف

غلاف كتاب  عطر نجيب
غلاف كتاب عطر نجيب محفوظ

صدر للكاتب صلاح عساف كتاب “عطر نجيب محفوظ.. قطوف من بستان السرد” عن دار اكتب، وهو رحلة فى عقل وروح  كاتب مصر العظيم نجيب محفوظ، رحلة طويلة وممتدة مع الأفكار والقضايا التى انشغل بها عبر مسيرتة الإبداعية الطويلة الثرية بالأمجاد والمباهج والآلام، وهذا من خلال مقتبسات اقتطفت من أعمالة الروائية والقصصية، يمكن أن تكون بضع كلمات أو تمتد إلى عدة أسطر، مقتبسات يتقطر شذا عطرها الفاتن فى جملة مثقلة بفكرة كاشفة وموحية، أو فى فقرة طويلة لافتة تشرح وتحلل، أو حتى عبارة قصيرة محمّلة بحكمة خاطفة، أو جُمل حوارية حافلة بالمفارقة وتعدد وجهات النظر.

 الكتاب يبرز عبارات ذات صياغة لغوية دقيقة وساحرة ومحرضة على التفكير والـتأمل مع ذلك، جرت على ألسنة بعض أبطال وشخصيات رواياته أو قصصه، أوجالت فى خواطرهم وأفكارهم، وهذه المقتطفات تقف فقط على الأعمال الإبداعية لنجيب محفوظ، ولا تمتد إلى المقالات أو الأحاديث والحوارات الصحفية التى أجريت معه. 

وفى تصريح خاص لـ«الدستور» يقول الكاتب "صلاح عساف" إن “فكرة هذا الكتاب  ولدت في خيالي ونبتت من عقدين، فالذى جرى أنه أثناء ‏قراءة أعمال نجيب محفوظ كثيرا ماتستوقفنا عبارة أوجملة أوجزء ‏من حوار، فنتوقف للحظة – تطول أوتقصر أمامها لنتأملها مليّا، ‏ربما نتفق معها فنعجب بها، وربما تصطدم بما هو ثابت لدينا من ‏قناعات، فنأخذ فى التفكيرفيما تطرحه، ونضع عليها علامة ليسهل ‏العودة اليها، وفى الحالين تظل ترافقنا الكلمات حتى تسكننا، ‏ونتذكرها فيما بعد عندما نجد ما يناسبها أمام مايصادفنا من مفردات ‏حياتنا”. 

ويضيف الكاتب صلاح عساف وهوالمولود والمقيم بمدينة بورسعيد وله العديد من المشاركات الجادة في الفعاليات الثقافية داخل المدينة: ”سعدت كل السعادة بعنواني هذا الأول_ ‏فقد ذهب بي الظن إلى أن ما وقع لي مع أدب نجيب محفوظ، قد ‏جري مثله مع الغالبية من قرائه، بشكلأ أوبآخر، فتساءلت:  كيف ‏يمكن إعادة تجميع شظايا هذه الأعضاء المتناثرة معا لتشكل قواما ‏وجسداواحدا؟”.

ويضيف صلاح، أنه من هنا بدأ العمل على هذه المختارات من شذرات وجمل وعبارات ورؤى قمت بجمعها، ‏وإعادة تصنيفها وفقا لماتشيرإليه كل جملة أو عبارة من معنى، ‏ووضع عنوان مناسب لهذا المعنى ومحاولة ترتيب العبارات ‏والجمل داخل هذا العنوان بحيث تتقارب الإشارات التى تحتويها كل ‏عبارة إلى هذاالمعنى بقدرالامكان. وهكذا تجمع لدينا العديد من ‏العناوين الفرعية التى اندرجت داخلها هذه العبارات، وتبقى أن ‏تنتظم هذه العناوين الفرعية داخل عنوان أشمل وأعمّ، ومن هنا ‏جاءت عناوين الفصول التى تحتوى هذه العناوين الفرعية.

 سيلاحظ القارئ أن ترتيب هذه العبارات داخل عناوينها ‏الفرعية لايخضع إلا لقدرتها على تفجير المعنى أو تأكيده أو طرح ‏ظل جديد له، غيرملتزم بالترتيب التاريخي للأعمال الإبداعية التي ‏اقتبست منها، فمن الممكن أن نجد عبارة من رواية (رادوبيس) أسفل ‏جملة من (الحرافيش) أو(قشتمر) على سبيل المثال، إلى جوار ‏حلم من (أحلام فترة النقاهة) تعمل جميعها على إضاءة ظل من ‏ظلال المعنى أوالفكرة.

 ويستطرد “عساف” سيجد القاريء أو المتلقى أيضا الإشارة إلى المصدرأسفل ‏يسارالعبارة المقتبسة على النحوالآتى:

  • إسم قائل العبارة أو ‏أسماء الأشخاص فى حواراتهم-  رقم الفصل أوالمقطع- اسم الفصل ‏أوالمقطع- اسم الرواية أوالمجموعة القصصية).

‏ولابد هنا من لفت النظر  إلى أن قدرا كبيرا من المقاطع التى يحويها هذا ‏الكتاب جرت على لسان شخصيات روائية في مؤلفات أديب نوبل نجيب محفوظ، وبعضها كان تعبيراعما ‏يجول في خاطر الشخصيات داخل العمل الروائي أو القصصي، وبالتالى لا يمكن أن تُعزى هذه ‏العبارات وما تنطوى عليه من معتقدات ومفاهيم إلى نجيب محفوظ ‏نفسه باعتبارها معتقداته ومفاهيمه، ومع هذا فيمكن عن طريق ‏صياغة المؤلف للعبارات والأفكارأننا نعرف شيئاعن فكرالمؤلف ‏ورؤاه للوجود والأنفس والأرواح والعقول بديمومة الإنصهار الكلي حتى ولو جاءت متخفية على لسان شخصياته الروائية.