رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عماد البهات: السينما تُصنع للجمهور ولسنا بداخل وسط ملائكي

ندوة فيلم صندوق الدنيا
ندوة فيلم صندوق الدنيا

نظم القائمون على المهرجان عرضا لفيلم “صندوق الدنيا” للمخرج عماد البهات، في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان جمعية الفيلم السنوي في دورتيه السابعة والثامنة والأربعين، حيث شهد تواجد عددا كبيرا من الجمهور، الذي حرص على حضور الندوة التي أقيمت عقب انتهاء العرض، وأدارها الناقد رياض أبو عواد، وحضرها مخرج العمل عماد البهات والمنتج والممثل عمرو القاضي ورئيس المهرجان مدير التصوير محمود عبدالسميع.

وأعرب الناقد رياض أبو عواد الذي أدار الندوة عن سعادته لمشاهدته الفيلم للمرة الثانية، حيث أكد على اكتشافه أشياء جديدة لم يراها في المرة الأولى، وقسمها لعدة لوحات، في الأولى تذكر كتاب جمال حمدان عن القاهرة وكيفية ابتلاع المدينة للريف وهجوم الريف على المدينة، وماحدث بجعل أفراد المدينة يشبهون الريف، أما في اللوحة الثانية نرى المجتمع الاستهلاكي وابتلاعه للأحلام، فنرى فتاة تبيع نفسها وهي تدرك ذلك، والمرأة الكادحة في المقابل ترفض أن يحكمها أحد.
وتحدث عن دور  مالك العمل وهو الدكتور والذي لعب دوره صلاح عبدالله، وكيف استطاع استغلال حلم امرأة  وطموحها وسرقتها. 
وأشاد رياض بفكرة البلياتشو التي تعبر عن تيار الوعي، وكيفية لعب أحمد كمال للشخصية فمن وجهة نظره هو ممثل لم يأخذ حقه في السينما اطلاقا.
وأشار إلى تأثر مخرج العمل عماد البهات ببلياتشو صلاح چاهين فهو كان من النوع المتمرد والبهات استطاع استخدامه هنا، 
وأضاف أن تيار المثقفين الذي عبر عنه خالد الصاوي كان  بالفعل حقيقة مستوى المثقفين في الحياة العامة الذين كانوا مجرد ردة فعل وليسوا منتجين، في أخر مشهد استطاع عماد دمج فئات الشعب كله، الكل يسير للأمام دون معرفة ماذا سيحدث بعد.
وتحدث المخرج عماد البهات عن التجربة التي وصفها بالصعبة خاصة خلال ظروف جائحة كورونا التي وقفت أمام عرض الفيلم تجارياً.
فيما تحدث الممثل والمنتج عمرو القاضي عن تجربة الإنتاج لأول مرة حيث قال إنه كان ضمن فريق العمل كممثل ولم يكن في مخيلته أن يخوض تجربة الإنتاج، واكتشفوا أن بعض المنتجين لا يمتلكون الجرأة الكافية لعمل أفلام مختلفة، حيث حاولوا كثيراً ولكن في النهاية بعد حديثه هو والبهات قرر أن يغامر فلقد كان لديه شغف واقتناع تام بالسيناريو.  
وأضاف القاضي أنه شعر  بالرعب لخوض التجربة لأول مرة، وقابلوا الكثير من الصعاب، ولكن من مميزات العمل هي الفريق فالكل كان مقتنع بالشخصية التي يلعبها وحجمها ولم ينظر أحد لاسمه وقيمته في الخارج.
ورداً على سؤال أحد الحاضرين على أن الفيلم للمهرجانات فقط قال القاضي، إنه لم يراه مطلقاً بهذا الشكل، فمن البداية هو للجمهور ولكن ظروف الكورونا هي التي منعت العرض، وبالطبع تسبب ذلك في خسارة مادية ولكن عندما تم عرضه على منصات مثل نتفلكس وشاهد وروتانا ردود الأفعال كانت قوية وعدد المشاهدات ضخمة، وتأكد حينها أن الجمهور لديه شغف حقيقي لمشاهدة السينما ولكن الهدف  يكمن في كيفية تقديم أفكار مختلفة لهم.
وأشار القاضي إلى أنه بعد تجربته تأكد أن الأزمة الحقيقية لدى المنتجين وميولهم، ليظل الصراع بين إما ربح سريع أو تقديم أفكارا  مختلفة وسينما حقيقية.
ورد المخرج عماد البهات عن سؤال كثرة الفلاش باك في الفيلم قائلاً إنها “ليست كذلك لأن القصص كلها تحدث بالتوازي في نفس التوقيت”.
كما رد على تعليق أحد الحضور حول إهانته العاملين في المهنة في قصة “الكومبارس”، فقال إننا لسنا بداخل وسط ملائكي، وكل مهنة بها أشخاص لديهم عيوب وهذا لا يعني إهانة للمهنة، فشخصية الدكتور لديها مشاكل وهذا لا يعني إهانة لمهنة الطب، ولكن الإشارة هنا إلى أنهم يعملون في ظروف قاسية وكذلك كل الفريق الذي تمتد فترات عملهم إلى ساعات طويلة، واختتم الحديث بأن السينما تُصنع للجمهور أولاً وليس للمهرجانات.
جدير بالذكر أن صندوق الدنيا من بطولة خالد الصاوي ورانيا يوسف وباسم سمرة وعمرو القاضي ومن تأليف وإخراج عماد البهات.