رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روشتة نجاح أوبرا وينفرى أشهر مذيعة فى العالم

أوبرا وينفرى
أوبرا وينفرى

عندما نقول: «هذا رجل عصامى»، فإنها إشارة قوية على امتلاكه ثروة طائلة عن طريق بنائه نفسه بنفسه، دون مساعدة من أحد، ويبدو هذا أمرًا طبيعيًا، لكن عندما يصطلح أن نقول هذه الصفة على امرأة، فإن ذلك يعكس سلسلة طويلة من المعاناة والآلم والصمود والنجاح المدعوم بالإصرار والأمل، وكلها عبارات يمكن أن تلخص حياة المذيعة العالمية أوبرا وينفرى.

لم تستيقظ هذه الفتاة الصغيرة لتجد نفسها أوبرا وينفرى، هذه المذيعة الشهيرة، أقوى وأغنى امرأة فى العالم، وإنما خاضت طريقًا طويلًا مليئًا بالصعوبات، قبل أن تصل إلى مكانتها التى تحتلها حاليًا.

«هذا ما أريده.. المال مقابل الكلام».. هكذا لخصت «أوبرا» أملها من الحياة، وهى فى سن صغيرة جدًا، وقبل أن تدرك ماهية هذه المهنة.

وبالفعل، هى وفى عمر ٦ سنوات فقط، ألقت «أوبرا» خطبة على مجموعة من المحيطين بها، فحصلت فى المقابل على ٥ سنتات، فأدركت حينها أن هذه هى موهبتها، ورغبت فى أن تكون المهنة التى تعمل بها بشكل احترافى. 

تعرفت على القراءة وهى فى مرحلة مبكرة جدًا من حياتها، بفضل ذكائها ومجهود والدتها الجبار وحرصها الشديد على أن تتعلم، رغم حالة الفقر الشديد التى تحاصر الأسرة من كل اتجاه.

فالأم والأب انفصلا بعد قدوم «أوبرا» إلى الدنيا بأشهر قليلة، وعهد الأب بتربية الطفلة الصغيرة الفقيرة إلى الجدة، التى كانت تقسو عليها دون سبب حقيقى، وتقابل تصرفاتها بالتعنيف، مهما كانت هذه التصرفات بسيطة. تحكى عن ذلك فتقول: «حتى لمس الماء كانت تحاسبنى عليه.. هذه التعاملات دفعتنى إلى محاولة إرضاء الجميع لكى أتجنب فكرة الإيذاء».

أخدت «أوبرا» تتردد بين الأم والجدة والأب، ثم بقت مع والدها، لكنها لم تتمكن من التأقلم مع الجو المحيط به، الأمر الذى دفعها إلى العودة لجدتها مرة أخرى، حتى عادت واستقرت مع الأب، وهى فى عمر الـ١٤، وكان والدها هذا حريصًا على أن تقرأ عددًا كبيرًا من الكتب وتلخصها.

كل هذا وأكثر ساهم فى تكوين هذه المرأة القوية الناجحة، التى بدأت مشوار حياتها وأولى خطواتها مطلع ثمانينيات القرن الماضى، عبر برنامج مشترك، وما هى إلا ٣ أشهر حتى انفردت بتقديم برنامجها منفردة فى القناة التى كانت تبث من شيكاغو.

منذ هذه اللحظة وحتى اليوم، خاضت أوبرا وينفرى سلسلة طويلة من النجاحات، نتيجة إصرارها وذكائها الحاد، وأنتجت عددًا كبيرًا من الأعمال التى تراها مهمة من وجهة نظرها، وكانت أول من قدم حلقات للقراءة ومناقشة الكتب على الهواء، وسط امتلاكها قدرة بارعة على محاورة الآخرين، ما جعلها أقوى وأغنى امرأة فى العالم بثروة بلغت ٢.٦ مليار دولار.

فى النهاية يمكن القول إن أوبرا وينفرى نموذج قوى لامرأة أو إنسان بشكل عام، رفض الاستسلام للواقع، ورفض أن يحبس قلبه وعقله بين ذكرياته من العذاب والإهانة والفقر، وقرر أن يصنع اسمًا خالدًا له، فكان له ما أراد.