رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة تؤكد نهاية الإخوان: الجماعة تتحول إلى تيار

الإخوان
الإخوان

كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات عن مستقبل جماعة الإخوان، في ظل الانهيارات التي يشهدها التنظيم حاليا، حيث من المرحج تحول الجماعة إلى مجرد “تيار” مع  تغير شامل في الهيكل التنظيمي للجماعة وخروج القيادة المركزية من يد إخوان مصر إلى قيادات أخرى.

وأكدت الدراسة أن الأزمة الراهنة للجماعة لن تخلق المزيد من مساحات الانتشار على المستوى التنظيمي.

ووفقا للدراسة، تعيش جماعة الإخوان حالة من التحول تعاني فيها من تداعيات كبيرة وتغيرات جوهرية تنسف النسق التاريخي المعروف عن الجماعة بالثبات والمركزية والصمود في وجه الأزمات.

تحول الجماعة لتيار

وقالت الدارسة إن هناك احتمالًا لتحول الجماعة إلى تيار، والشاهد أن استراتيجية الكمون كانت منقذًا للجماعة من عدة أزمات، لكنها ومع استفحال الأزمة الراهنة وتماهي الخطوط الحاكمة لقوة الجماعة مع عوامل الضعف والاضمحلال وأيضًا انهيار الفروع، واستغلال قيادة التنظيم الدولي للأزمة من أجل القفز من دائرة التهميش إلى مركز النفوذ في الجماعة، فضلاً عن يقظة الأجهزة الأمنية والسلطات عربيًا ودوليًا في ملاحقة التنظيم، والغضب الشعبي الجارف ضده، جعلت اعتماد الإخوان على الحيل التاريخية، مثل المظلومية، الكمون والعمل السري، وحتى الحفاظ على الهيكل التنظيمي، أمر أقرب للمستحيل، والأهم هو غياب “الجيل الثالث” من القادة المؤسسين، وتسطيح الصراعات وخروجها للعلن قد كسر  قاعدة “الثبات والمصداقية” التاريخية لدى جماعة الإخوان، وهو ما يعني فقدانها تكتل قوي من قواعدها.

انهيار الجماعة في مصر

وقالت الدراسة إن  انهيار الجماعة الأم بمصر كان بمثابة الصدمة الأضخم في تاريخها، إذ تبعه تغير كامل في الممارسة السياسية التي تحولت بشكل كلي إلى العمل المسلح لإجبار الدولة المصرية على إعادة التنظيم المحظور رسميا والمنبوذ شعبيا إلى المشهد السياسي، وأثرت انهيارات الجماعة الإرهابية المتتابعة في دول عدة كانت تمثل مراكز قوة لها وأهمها مصر بشكل كبير على التماسك الهيكلي داخل التنظيم الدولي ونسفت جميع الخطط والأهداف الاستراتيجية التي كان يسعى إلى تحقيقها بمساندة دول تتطابق مصالحها معه.

ثانياً: دلائل تحول “الإخوان” من تنظيم إلى تيار

وأوضحت الدراسة أن الصراع الأخير وطرفيه إبراهيم منير المقيم بلندن القائم بأعمال المرشد (المعزول من مجلس شورى الجماعة)، ومحمود حسين، المفصول من منصبه بقرار من القائم بأعمال المرشد، لا يمكن قراءته منفصلاً باعتباره أزمة بين قطبين تاريخيين يمكن الفصل فيها استناداً للوائح أو مجالس صلح، لكنه جزء من سياق كبير لتحولات تاريخية تشهدها الجماعة .

وجاءت الاستراتيجية الخاصة بتحول الإخوان إلى تيار بديلاً عن التنظيم، على لسان الإخوان أنفسهم في البيان الذي صدر عن المكتب العام للجماعة في منتصف يوليو عام 2019، حيث كشفت الجماعة عن استراتيجيتها للعودة إلى المشهد العام في مصر عبر أدوات جديدة، مؤكدة التحول إلى تيار عام، قائلاً: ”لذا فإننا نعلنُ أنَّ جماعة الإخوان المسلمين تقفُ الآن على التفريق بين العمل السياسي العام وبين المنافسة الحزبية الضيقة على السلطة، ونؤمن بأن مساحة العمل السياسي العام على القضايا الوطنية والحقوق العامة للشعب المصري، والقيم الوطنية العامة وقضايا الأمة الكلية، هي مساحة أرحب للجماعة من العمل الحزبي الضيق والمنافسة على السلطة".

وحاولت جماعة الإخوان، من خلال دعوة القائم بأعمال المرشد لانتخابات داخلية شاملة، ضخ دماء جديدة ومن الشباب في الصفوف التنظيمية القيادية، بعد أن كانت قاصرة على قيادات بعينها ولا تقل عن سن الأربعين، (7) وبالفعل أجريت الانتخابات في مطلع عام 2021.

 

واختتمت الدراسة: ستظل الجماعة أمام خيارات محدودة تتعلق بالمستقبل أبرزها؛ محدودية قدرات جماعة الإخوان المسلمين في الممارسة السياسية الداخلية، أو على مستوى التأثير في المجتمعات العربية، الأمر الذي يدفعها في لحظة معينة إلى اعتماد أدوات جديدة بعيداً عن الاطر التنظيمية التقليدية والأنشطة المعروفة

 كما لا تسمح الأزمة الراهنة للجماعة بخلق المزيد من مساحات الانتشار على المستوى التنظيمي، ومع ذلك ستحاول الحفاظ على الحد الأدنى من مكتسباتها الراهنة، وتقليص خسائرها، وربما تبتعد عن أي إطار للتصادم مع الأنظمة السياسية في الوقت الراهن سواء من خلال العمليات أو الهجوم الإعلامي أو عبر بث الشائعات، وهذا يمكن ملاحظته في تكثيف المطالبات للمصالحة مع مصر من جانب قيادات الجماعة .