رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيلها.. تعرّف على القـديسة فرانشيسكا سافريو البتول

ذكري رحيل القـديسة
ذكري رحيل القـديسة فرانشيسكا ساﭬـريـو البتــول

تُحيي الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم، ذكرى رحيل القـديسة فرانشيسكا ساﭬـريـو البتــول، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرتها قائلاً: وُلِدت فرانشيسكا في 15 يوليو 1850م، بسانت أنجلو لوديدچانو بإقليم لومبارديا بشمال إيطاليا كطفلة صُغرى من أصل ثلاثة عشر طفلاً، لأبٍ هو "أجوستينو كابريني" وأمٍ هي "ستيلا أولديني"، وهما ريفيين ثريين يملكان مزرعة كبيرة للكريز. 

وقال: فجأة فقد الأبوين تسعة من أطفالهما قبل سن البلوغ، ولم يستمر على قيد الحياة سوى أربعة أطفال منهم فرانشيسكا، والتي وُلِدَت كطفلة مُبتسرة (أي قبل استكمال نموها)، وعاشت ضعيفة الصحة طوال حياتها. بعمر الثالثة عشر، إلتحقت فرانشيسكا بمدرسة تديرها مكرسات جمعية بنات القلب الأقدس، وبعد خمس سنوات تخرجت منها وهي تحمل مؤهل تدريس التعليم المسيحي الأساسي.

وأضاف: توفي والداها عام 1870م، وهي بعمر العشرين، وقررت هي الإلتحاق بجمعية مكرسات بنات القلب الأقدس في أرلونو، فأصبحت بعد قبولها زميلة لمدرساتها السابقات، اللاتي تقبلن هذا الوضع على مضض وبقليل من المحبة والتواضع، وبكثير من محاولات إفقادها الثقة بنفسها، حيث كنّ مُستمرات في إخبارها أنها أضعف من أن تكون ناجحة مثلهن في التكريس لهذه الجمعية. مضى بعض الوقت وصارت فرانشيسكا رئيسة لملجأ العناية الإلهية للأيتام في مدينة كودونيو، وهناك ألهمها الروح أن تبحث عمن لهم نفس رؤيتها وقناعتها، لتأسس جماعة رهبانية صغيرة لها قانونها الرهباني المبني على رؤية خدمية أكثر حماساً نحو العطاء وليس الإدارة الروتينية لشئون الفقراء والأيتام، وظلت تفكر بذلك الأمر لفترة.

وتابع: قدمت فرانشيسكا نذرها الرهباني عام 1877م، وأضافت لإسمها كلمة "ساڤريو"، ليصبح اسمها "فرانشيسكا ساڤريو" تيَمُّناً بالقديس فرنسيس كاسفاريوس اليسوعي مُبشِّر آسيا. في نوڤمبر 1880م، إستقرت الأخت فرانشيسكا على ستة أخوات لهن نفس رؤيتها وجميعهن قدمن النذر الرهباني، وأسست بهن إرسالية أخوات قلب يسوع الأقدس، بعد أن وضعت القانون الرهباني للجمعية، ظلّت رئيستها العامة حتى وفاتها.

وواصل: تعهدت إرسالية أخوات قلب يسوع الأقدس بخدمة الأطفال الأيتام ومجهولي النسب، كما افتتحت مدرسة نهارية لتعليم الأيتام والفقراء الغير قادرين على تكاليف التعليم الأساسي، وأنشأت فصولاً لتعليم الأشغال اليدوية وفنون الحياكة للإنفاق على خدمات الجمعية.

واستكمل: أسست الجمعية سبعة ملاجئ ومدرسة وحضانة مجانية. في سبتمبر 1877م، سافرت الأخت فرانشيسكا ساڤريو إلى روما للقاء البابا، واستئذانه في السماح لها مع مجموعة من الأخوات من جمعيتها الرهبانية بالسفر كمُرسلات إلى الصين. إلا ان البابا لأون الثالث عشر كان له رأي آخر، وأوضح لها أنه يحتاج جهودها الإرسالية في الولايات المتحدة، لمساعدة المهاجرين الإيطاليين الذين تدفقوا على هذه الأرض الجديدة، لكن أوضاعهم المعيشية والاجتماعية غاية في السوء ويحتاجون لمعاونة جمعيتها ومكرساتها. لذلك كانت نصيحته لها: "ليس نحو الشرق بل نحو الغرب"

ومضى قائلا: بحسب توصية البابا لأون الثالث عشر، غادرت الأخت فرانشيسكا ساڤريو إلى الولايات المتحدة مع ستة من أخواتها المكرسات لتصلن نيويورك في 31 مارس 1889، وواجهت الأخت كابريني وأخواتها الكثير من المتاعب والإحباطات في بداية وجودهن بالولايات المتحدة، فرئيس الأساقفة "مايكل كورجان" لم يكن متحمساً لوجودهن في البداية ولم يساعدهن على بدء الخدمة، لكنه وفَّر لهن الإقامة المؤقتة بدير لراهبات الإحسان .

واستطرد: بالوقت طلبت الأخت كابريني من رئيس الأساقفة إذناً بتأسيس ملجأ قلب يسوع الأقدس للأيتام ومجهولي النسب في وست پارك الواقعة بنيويورك، فوافق كان على الأخت كابريني أن تساعد المهاجرين الإيطاليين على التأهيل التعليمي والروحي، مع مساعدتهم على تخطّي الظروف الحياتية الصعبة. وبرغم من الصعوبات الشديدة التي واجهتها من جراء التعنت الإداري أو عدم تعاون الإيبارشية معها، إلا أنها استطاعت تأسيس المدارس وملاجئ الأيتام، من خلال تقواها ونشاطها الغير عادي، استطاعت أن تؤثر في كثيرين ليدعموا مؤسساتها الخيرية سواء بالمجهود والعمل أو بالمال أو بكلاهما.

واختتم: أسست الأخت كابريني سبعة وستين مؤسسة خيرية ما بين مستشفيات وملاجئ ومدارس مجانية. بسبب ضعف مناعتها، كانت الأم كابريني مستمرة التعرض للأمراض الناتجة عن العدوى أو التلوث، التي برغم وجودها كانت قادرة بنعمة الرب على أداء مهامها الخدمية والإدارية بنجاح، إلى أن اشتدت عليها مضاعفات الديزنتاريا حيث الجفاف الشديد والنزيف، ففارقت الحياة في مقر مستشفى كولومبس في شيكاغو، يوم 22 ديسمبر 1917م، عن عمر السابعة والستين. ويُذكَر أنها حتى آخر دقيقة من حياتها كانت مُلتزمة بالخدمة. أعلنها البابا "پيوس الحادي عشر" طوباوية عام 1938م. أعلنها البابا "پيوس الثاني عشر" قديسة عام 1946م.