رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القطاع الديني بالأوقاف: الثقافة وبناء الوعى لهما دور لمواجهة التغيرات المناخية

د. هشام عبد العزيز
د. هشام عبد العزيز

قال الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن اللهُ  عزو وجل- خلق الإِنسَانَ فِي أحسنِ تَقوِيمٍ، وكرَّمَهُ وفضَّلَهُ عَلَى سَائِرِ خَلقِهِ، وَسخَّرَ لَهُ كُلَّ مَا فِي الكَونِ، مستشهدا بقوله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً"، وقالَ سُبحَانَهُ: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا"، وَقَدْ أَوجَبَ اللهُ  علَى الإِنسَانِ رِعَايَةَ الكَونِ المُحِيطِ بِهِ مِنْ حَيثُ عِمَارَتِهِ وَإصْلَاحِهِ.

وأضاف رئيس القطاع الديني في كلمته بالجلسة النقاشية الأولى بالمؤتمر العلمي الثالث للتنمية المستدامة، أنَّ للفسادِ صُورًا عَديدةً بعضُهَا أَخلاقِيٌّ، وبعضُهَا فِكرِيٌّ، وبعضهَا إداريٌّ، وَبعضُهَا مَالِيٌّ، والفسادُ هوَ الفسادُ أيًّا كانَ لونُهُ أو شكلُهُ، وقد حذَّرَ الحقُّ سُبحانَهُ وتعالَى مِنهُ بِكُلِّ أَشكَالِهِ وَصُوَرِهِ.

وأكد عبدالعزيز أنَّ دينَنَا يأمُرُنَا بأنْ نَحمِيَ البيئةَ مِنْ أيِّ تلوثٍ أو تدميرٍ، وأنْ نَتلَمَّسَ فِيهَا كلَّ ما يؤدِّيِ إلى التَّعمِيرِ، أو إلى التَّوازُنِ الطبِيعِيِّ الذِي خَلقَهُ اللهُ فِي الكَونِ، أوْ يُؤدِّيِ إلَى منفعَةِ الإنسَانِ، وإِلَى أَنْ يَعِيشَ مُستقرًّا آمنًا، وبِنَاءً علًى ذَلِكَ فَإِنَّ الحِفَاظَ عَلَى البِيئَةِ واجِبٌ دِينِيٌ ووطَنِيٌ ، وَللدَّولَةِ الحَقُّ فِي إِجرَاءِ جَمِيعِ مَا ترَاهُ مُنَاسِبًا لِمَنْعِ الضَّرَرِ أَو تَقلِيلِهِ قَبلَ حُدُوثِهِ مَعَ قاعِدَةِ سَدِّ الذَّرَائِعِ المُؤدِّيَةِ إلَى الفَسَادِ، وَلَا شَكَّ أنَّ رَأيَ الدِّينِ فِي القَضَايَا العِلمِيَّةِ أو الطِّبيَّةِ أو البِيئِيَّةِ يَتبَعُ رَأيَ العِلْمِ وَيُبنَىَ عَلَيهِ.

كما أكد أنَّ مَا يُحَقِّقُ مَصَالِحَ البِلاَدِ والعِبَادِ مِن وِجهَةِ نَظَرِ المُتَخصِّصِينَ فِي هَذَا الشَّأنِ فَهُوَ مَصلَحةٌ مُعتبرَةٌ شرعًا، وَكُلَّ مَا يُؤدِّيِ إلَى ضَررٍ أَوْ مَفسَدَةٍ فَدَفعُهُ وَاجِبٌ شَرعًا.

وَأوضح أن هُنَاكَ قَاعِدَةٌ فِقهِيَّةٌ جَلِيلَةٌ تَمنَعُ الضررَ بالنفسِ أو الإِضرَارَ بالغَيرِ مُستَنبَطَةٌ مِنْ كَلَامِ سَيِّدِنَا رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) حَينَ قَال : "لا ضررَ ولا ضِرَار" ، ولافتًا إلى أن الضَّررُ هو إِيذَاءُ النَّفسِ بِأيِّ نوعٍ منَ الأَذَى مَادِيًّا كَانَ أَو مَعنَويًّا، وَأمَّا الضِّرَارُ، فَهُوَ إِيقَاعُ الأَذَى بِالغَيرِ، وَلَا فَرقَ هُنَا بَينَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الذِي لَحِقَهُ الضَّرَرُ إِنسَانًا أَو حَيوَانًا أَو نَباتًا، كَمَا لا فَرقَ بينَ أنْ يكونَ هذا الضررُ نَفسيًّا أو مَاليًّا أو أدبيًّا.

وتابع أنه فِي سبيلِ تحقيقِ الحِفَاظِ على البيئَةِ وحِمَايَتِهَا مِنَ التَّغيُرَاتِ المُنَاخِيَّةِ، ودَفعِ الضَّررِ الواقِعِ أَوِ المُتوقَّعِ نُؤكِّدُ عَلى دَورِ الثَّقَافَةِ وَبِنَاءِ الوَعيِ فِي خَلقِ توعيةٍ مُجتمعيَّةٍ وَاسِعَةٍ، وبشكلٍ خاصٍّ حَول ظَاهِرَةِ تَغَيُّرِ المُنَاخِ والوُقُوفِ عَلى أسبَابِهَا وكيفيَّةِ التعامُلِ مَعهَا، بِمَا يَصنَعُ مُجتَمعًا مُتوَازِنًا تَسودُهُ قِيَمُ الحُبِّ والرَّحمَةِ، ويؤدِّيِ إلى صِنَاعَةِ حَيَاةٍ هَادِئَةٍ وَمُستقِرَّةٍ وَآمِنَةٍ.