رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المسؤول عن الكوارث هو الإنسان».. رسائل شيخ الأزهر من مؤتمر تغير المناخ

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

انطلقت اليوم السبت، فعاليات أعمال مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: "تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشاركة عدد من الوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات والمثقفين والشخصيات العامة والفاعلة في المجتمع.

 ومع بدء فعالياته، ناقش المؤتمر عددا من المحاور ممثلة في تغير المناخ والطاقة، تغير المناخ والصحة، دور الانبعاثات الكربونية في تلوث البيئة، التلوث وآثاره على المناخ، التكيف الفعال، تغير المناخ والصناعة، تأثيرات الاحتباس الحراري على المناخ وأسبابه، احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، الاستدامة وتغير المناخ، الحلول العملية لتغير المناخ، تغير المناخ والمياه، تغير المناخ والزراعة، دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية في التوعية بخطورة تغير المناخ، دور القيادات الدينية في التوعية بضرورة الحفاظ على البيئة، دور السياسات العالمية في تهيئة الجو المناسب لرفع التوعية بالمشكلات البيئية والمناخية.

وخلال المؤتمر، وجّه الإمام الأكبر عدة رسائل هامة.

"أزمة المناخ بدت واضحة للعيان"

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الأزمة الجديدة التي تضرب عالمنا اليوم هى أزمة البيئة والمناخ، وإن أخطارها من ارتفاع درجات الحرارة، واندلاع الحرائق فى الغابات، وسقوط الثلوج فى البحار والمحيطات، وانقراض كثير من أنواع الحيوان والنبات، كل ذلك بدأت تظهر بوادره واضحة للعيان، وبصورة مزعجة حملت المسؤولين في الشرق والغرب على إطلاق صيحات الخطر، وعقد المؤتمرات العالمية من أجل التصدى لأسباب هذه الكارثة، والعمل الجاد على منعها وتجريم مرتكبيها.

"المسؤول عن الكوارث هو الإنسان"

وأضاف الإمام الأكبر، قائلا: "أن الذى يهمنى تسجيله فى هذا المقام هو أوَّلًا: ما نقرأه عن إجماع الفلاسفة أو شبه إجماعهم على أن المسؤول عن هذه الكوارث هو الإنسان"، فضلا عن عُنفه في التعامل اللاأخلاقي مع الطبيعة وكائناتها الإنسانيَّة وغير الإنسانية، وتسخيرها لمصلحته ومنفعته الخاصة سواء كان هذا الإنسان أفرادًا أو شركات أو دولًا ذات بأس لا تنظر إلَّا لما تحت قدميها.

"موقف الإسلام من الأزمة"

وأكد الإمام الأكبر على موقف الفكر الإسلامي من هذه الأزمة، وهو موقف يتأسسُ على ضوء نصوص قرآنية شديدة الوضوح في تقرير وجوب احترام البيئة وجوبًا شرعيا، انطلاقًا من أن عوالم الوجود الكونى الأربعة، وهي: عالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد، ليست، كما تبدو فى ظاهرها، عوالم مَيتة، بل هى عوالم حيَّة تعبد الله وتُسبِّحه بلُغاتٍ مختلفة لا يسمعها الإنسان ولا يفهمها لو قُدِّرَ له سماعها.