رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحدي وإرادة.. «الدستور» تحاور أكبر طالب في الجامعات المصرية

المهندس شريف فتحي
المهندس شريف فتحي

على شاشات التلفاز، وبواحدة من أكبر المحطات الإعلامية وجد اهتمامًا كبيرًا وتسليطًا للضوء ليس على القيمة ولكن على "الترند"، حتى ولو كان هذا"الترند" يُهبط بالمستوى الثقافي والفكري للمجتمع، فتسائل هل رحلة البحث عن "شيماء" أهم من البحث عن الحلول العلمية والتكنولوجية لمشكلات وكوارث يعانيها المجتمع ويغوص فيها؟، أم كانت "شيماء" وزميلاتها هم من بيدهم الخلاص من هذه المشكلات لذا علينا النداء عليهم جميعًا وكثرة ترديده؟، كانت تلك الأسئلة هي بعضًا مما يدور بذهن المهندس شريف فتحي أكبرطالب في الجامعات المصرية، والذي كانتا الإرادة والتحدي فقط هم أسلحته في البحث عن هدفه الذي يخدم كافة الانسانية، وليس مجرد أن ينادي باسم أحد أشخاص أيًا كان، ولكنه لم يجد مجيب.

«الدستور» حاورت مع المهندس شريف فتحي الذي كتب ملخصًا لقصة كفاحه بمنشور على صفحته «فيسبوك»، وأظهر فيه حسرته على ما ضاع من سنوات عمر في العلم والبحث، دونما أن يعرفه أحد أو يعلم عن جهوده للانسانية مخلوق.

شهادة تقدير

 

يقول في بداية حديثه: «دخلت الثانوية العامة عام 1994، وكانت الكارثة وقت أن رسبت وحصلت على مجموع  49%، لكني لم أفقد الأمل برغم ماسمعته من أحاديث الناس حولي: «كل الناس قالت عني فاشل وقتها، دخلت السنة اللي وراها 1995 وحققت 71% ودخلت كلية تجارة جامعة إسكندرية لمدة ترم واحد، حيث أنه عندما التحقت بها  شعرت أنني لست بالكلية التي أرغب بها».

وتابع: «حسنت ثانوية عامة للمرة الثانية عام 1996 وحققت 81% ودخلت كلية أثار ولم أستمر سوى يومًا واحدًا لنفس السبب.

‏تحوّل «شريف» بعد ذلك لدراسة لغة عربية بكلية التربية، وهناك درس لمدة ترم واحد، ومن ثم دخل امتحان البلاغة الذي حقق فيه تقديرجيد جداً، ولكن راوده ذات الشعور الذي كان السبب في أن يخرج من كل كلية دون أن يكمل الدراسة بها: «مش هدفي».

‏إعادة للمرة الثالثة بكل جرأة أقدم عليها شريف للثانوية العامة، وذلك تحديدًا عام 1997، وهنا حصد أولى خطواته في التفوق  فحصل على مجموع 92%، ليصبح بذلك أول وآخر طالب في مصر يحصل على 3 شهادات ثانوية عامة معتمدة من الوزارة، وبهذا المجموع التحق بكلية اقتصاد قسم علوم سياسية جامعة القاهرة، ومنها أصبح حاصل على أول بكالوريوس له، تحديدًا بعام 2002.

لم تتوقف طموحات شريف عند هذا الحد، بل زاده الأمر إصرارًا وقدّم على دراسة تمهيدي الماجيستير في العلوم السياسية ودبلومة حاسبات في معهد البحوث القاهرة، ولكن أوقفته الأقدار حيث توفي شقيقه في نفس الوقت ما جعله لم يتمكن من الاستمرار بذلك الوقت.

وبعد مرور عدة أيام أشار عليه أحد اصدقاؤه بالالتحاق بدبلومة دراسات عليا في حاسبات الاكاديمية البحرية: "وده اللي حصل فعلياً باقي لي 4 مواد في الدبلومة من أصل 16 مادة وأبدأ في الماجيستير في علوم الحاسب وتقديري 3.7 لكن كان حلم هندسة لازال يداعب خيالي".. يقولها شريف موضحًا أنه بذات الوقت أخبره أصدقاؤه عن وجود معهد في الاكاديمية مؤهِل لكاية الهندسة لا يشترط السن، وبالفعل سارع إلى الاشتراك به ومنه حصل على دبلومة HND البريطانية في الميكاترونكس بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف وأصبح الأول على دفعته بمجموع 99.75%، ويذكر شريف أنه إلى جانب هذه الرحلة العلمية الشاقة المليئة بالتحديات والاخفاقات والنجاحات كذلك استطاع أن يكون أبًا لـ 3 أطفال يسعى دائمًا على اسعادهم ومحاولة زرع قيم الصبر والإرادة داخلهم، التي تربى عليها وأوصلته لما أصبح به.

ليختم بقوله وكأنه يبث حكمًا لمن يريد مواجهة الحياة ولكن صعوبات الحياة تقف أمامه: "كان عندي حلم من صغري وكل الطرق كانت لا تؤدي إليه إلا أني كنت أنام واحلم بيه، بس وصلت، وصلت متأخر؟ مش مهم.. المهم وصلت».